نظارة «غوغل» الإلكترونية دخلت مرحلة الاختبار

تتصدر موجة جديدة من أجهزة الكومبيوتر القابلة للارتداء

TT

اختارت شركة «غوغل» الأميركية 8 آلاف أميركي لكي يصبحوا أول مجموعة تستخدم ما يعرف باسم «نظارة غوغل» الموصولة بشبكة الإنترنت وتجربتها قبل طرحها في الأسواق، وبالتالي مثار حسد المهتمين بالتكنولوجيا في جميع أنحاء العالم، غير أن الأمر ليس بهذه الإثارة فقد اكتشف الفائزون أن عليهم دفع مصاريف السفر والإقامة للحصول على الجائزة التي قد تصل إلى ما يزيد على 1600 دولار أميركي وهو الأمر الذي لن يمنعهم من دفع المصاريف للحصول على النظارة الإلكترونية التي تعتبر إنجازا جديدا في عالم الكومبيوتر المتنقل، طبقا لما ذكرته وكالة الأسوشييتدبرس في تقريرها.

وكانت تلك المجموعة قد فازت في مسابقة أجرتها شركة «غوغل» بين المتسابقين الأميركيين لاختيار - فيما لا يزيد على 50 كلمة - التطبيقات التي سيستخدمونها عن طريق النظارة الجديدة التي تسمح للمستخدم بأداء الكثير من الوظائف، مثل تسجيل عروض الفيديو والتقاط الصور والبحث في الإنترنت وعرض الخرائط الجغرافية باستخدام الأوامر الصوتية. ويجب على المتقدم بالطلب أن يكون عمره أكبر من 18 عاما، وأن يكون مقيما في الولايات المتحدة الأميركية، وأن ينشر تغريدة في شبكة «غوغل بلاس» الاجتماعية تستخدم الوسم ifihadglass ويتحدث بأقل من 50 كلمة عن ماذا سيفعل بالنظارة لو حصل عليها، وإضافة صور أو عروض فيديو ذات شروط محددة (5 صور أو عرض تبلغ مدته 15 ثانية) يشرح فيها رغبته، لتدرس «غوغل» الطلب.

وتعرض النظارة شاشة تفاعلية تظهر في أعلى المنطقة اليمنى للنظارة تظهر فيها جميع المعلومات التي يطلبها المستخدم، مثل الرسائل والصور ونتائج البحث وعروض الفيديو والدردشة مع الآخرين بالصوت والصورة، وغيرها من الوظائف الأخرى. وستطرح الشركة النظارة بداية العام المقبل، بعدما طرحتها لشركات التطوير بسعر 1500 دولار أميركي. ومن الواضح من الفيديو أن النظارة مصممة لتتحمل الظروف اليومية المختلفة، مثل العمل والسفر والهرولة، وحتى الترفيه والرياضات الخطرة، مثل القفز المظلي واستخدام المركبات الأفعوانية، وغيرها.

وقد بدأت الشركة يوم الثلاثاء في اختيار الفائزين بالمسابقة، الذين سيضرون للسفر إلى نيويورك أو لوس أنجليس أو سان فرانسيسكو للحصول على النظارة التي من غير المتوقع طرحها في الأسواق حتى نهاية العام الحالي أو ربما أوائل العام المقبل.

ومن المفروض أن «نظارة غوغل» ستؤدي الكثير من المهام التي تؤديها الهواتف الذكية إلا أنها تعمل عن طريق الأوامر الصوتية بدلا من النقر على الشاشة. والنظارات، مجهزة بكاميرا خفية وشبكة متناهية في الصغر على إطار النظارة الأيمن.

ويشير المهندسون الذين صمموا «نظارة غوغل» إلى أن هذه التقنية الجديدة هي وسيلة لاستمرار ارتباط الناس ببريدهم الإلكتروني، وشبكات التوصل الاجتماعي وغيرها من المعلومات الهامة من دون الاضطرار إلى النظر دائما إلى شبكة صغيرة في الهواتف الذكية. وتهدف الكاميرا المخفية إلى تسهيل التقاط صور أو لقطات فيديو من دون استخدام اليدين.

وقد لفتت الأفكار التي طرحها البعض نظر شركة «غوغل». ومن بينهم شخص تعهد بأخذ النظارة إلى مستشفيات قدماء المحاربين لكي يتيح للجنود الذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية مشاهدة النصب التذكارية التي أقيمت للمعارك التي شاركوا فيها قبل وفاتهم، بينما تعهدت فائزة باستخدام النظارة خلال رحلة إلى اليابان والتقاط أفلام فيديو لكي تتيح لجدتها اليابانية الأصل التي تعيش في الولايات المتحدة وترغب في مشاهدة وطنها الأصلي مرة أخرى فعل ذلك.

واقترح حارس في حديقة للحيوان استخدام النظارة لإطلاع الناس على كيفية تغذية طائر البطريق.

وقالت شركة «غوغل» إن مرحلة الاختبار أو ما سمته باسم «المستكشف» سيتيح لمهندسيها التوصل إلى فهم أفضل لكيفية استخدام التقنية الجديدة وإجراء أي تعديل قبل طرح النظارة في الأسواق.

وكانت الشركة ومقرها «ماونتين فيو» بولاية كاليفورنيا قد باعت عددا غير محدد من «النظارات الاستخبارية» إلى مصممي برامج الكومبيوتر في العام الماضي. ومن المتوقع أن يتراوح ثمن «نظارة غوغل» ما بين 700 إلى 1500 دولار أميركي.

وتجدر الإشارة إلى أن نظارة «غوغل» من دون عدسات حتى الآن غير أن بعض التقارير المنشورة على شبكة الإنترنت تشير إلى أنها تنوي التعاون مع واحدة من شركات الطيران الشهيرة مثل «راي بان» أو «ووربي باركر».

وتنبع الإثارة المتعلقة بـ«نظارة غوغل» من الاعتقاد أنها تتصدر موجة جديدة من التقنية التي أصبحت تعرف باسم «الكومبيوتر القابل للارتداء». وهناك عدد من الشركات التي تعمل في هذا المجال بالإضافة إلى «غوغل»، فهناك شائعات قوية تتردد في الأوساط القوية بأن شركة «أبل» تعمل على تصميم ساعة كومبيوترية بها الكثير من التطبيقات الإلكترونية وترتبط بهاتف الشركة الذكي آيفون.

وقد عقدت عدة مؤتمرات حول الكومبيوتر للارتداء كشف خلالها الباحثون عن نماذج أولية من أجهزة كومبيوتر يمكن ارتداؤها.

ومن بين المجالات التي يتحدث عنها الباحثون مستشعرات خيطية يمكن حياكتها داخل الملابس تكشف عن الحالة المزاجية والنفسية للشخص.

كما ظهرت أفكار تدفع من يعانون آلاما أو إصابات في الظهر إلى الاعتدال في المشي عن طريق جهاز كومبيوتر يمكن ارتداؤه. وفي ألمانيا ابتكر باحث من جامعة بريمن جهازا يمكن تثبيته في رباط الحذاء يستطيع الاتصال بالأقمار الصناعية وتحديد موقع من يرتديه. ومن بين الابتكارات الكومبيوترية الأخرى التي لا تزال في مرحلة التطوير القفاز الذي يمكنه التحكم بأجهزة تشغيل الموسيقى.

وهناك الكثير من الابتكارات والاختراعات الكومبيوترية الأخرى، مثل ذلك الذي يمكن ارتداؤه في قفاز ويمكنه التحكم بأجهزة تشغيل الموسيقى.

وعلى صعيد آخر ذكرت مجموعة من التقارير أن نظارة «غوغل» ستصنع في الولايات المتحدة في مثال جديد على أن عملية التصنيع تعود من الشرق إلى الغرب.

وستتولى شركة «هون هاي بريسشون اندستري» التايوانية المعروفة باسم «فوكون» صناعة النظارة الجديدة في مصنعها في سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا طبقا لما ذكرته صحيفة «فاينانشيال تايمز» الإنجليزية.

وكانت شركة «أبل» للكومبيوتر قد قررت استثمار 100 مليون دولار لإقامة مصنع في الولايات المتحدة.