محافظة سعودية تعد بولادة جيل جديد يحمل لواء فن النحت

خصائصها الجيولوجية قادت فنانيها للتخصص بالنحت

TT

يتباين مفهوم الهدوء والدقة مع طرقات إزميل ومطرقة النحات السعودي طلال الطخيس، الذي يحاول إتقان منحوتاته، وتجسيدها بالشكل الذي يراه يعبر عن واقعه الشخصي.

شغف الطخيس بالنحت، لم يكن وليد الصدفة وإنما له أساس متجذر من مسقط رأسه بمحافظة الدوادمي (تبعد عن العاصمة الرياض نحو 300 كلم)، المتقدمة في مجال النحت لعدة أسباب، منها: بروز الفن في المحافظة عبر الفنان الراحل عبد الله العبد اللطيف الذي يعد مؤسس فن النحت في السعودية، واستمرار الفنانين بالدوادمي في تنمية شغفهم به خلال الثلاثين عام الماضية، علاوة على إلهام الطبيعة لهؤلاء الفنانين متمثلة في الطبيعة الجيولوجية للمحافظة، بجبالها وهضابها الرخامية والغرانيتية.

ولعل أحد أبرز الإنجازات لمحافظة الدوادمي في مجال النحت، مبادرة استضافة أول «سمبوزيوم» فني وعملي للنحاتين العرب في يونيو (حزيران) الماضي.

تخصص طلال الطخيس، الأكاديمي في الحاسب وتقنية المعلومات، ساعده في رسمه لـ«ستكتشات» (مخطط أولي) وتوظيفه لأعماله الفنية في مجال النحت، بعد عدة دورات أخذها في مجال الفن التشكيلي والخط العربي. وحول بداياته في مجال النحت يقول طلال الطخيس في حديثه مع «الشرق الأوسط»: «كنت عاشقا للخط العربي، ولكن بعد أساتذة الخط عن مدينتي الدوادمي، كان له دور في نشأة معشوق جديد هو النحت».

بداية أعمال الطخيس النحتية، كانت قبل خمس سنوات عندما أنجز أول منحوتة فنية له في عام 2009. ويقول طلال: «تعلمت بصمت طوال خمس سنوات قضيتها بجانب أستاذي النحات علي الطخيس، وتوالى هذا الشغف والحب المتبادل مع نحت الأحجار، إلى أن حققت جوائز عبر الكثير من المشاركات الداخلية والدولية، وإشادات من النقاد والفنانين بالسعودية وخارجها». وأضاف: «أستوحي إلهامي للنحت من حياتي اليومية، فكل ما يمر أمام عيني وكل ما تسمعه أذني يلهمني، فأغلب أعمالي يجدها المتلقي تتحدث عن هموم مجتمعية».

ويعتبر النحات طلال الطخيس، أن أغلب ما يميز أعماله الفنية عن غيره هي الفكرة، ووضع إطار خاص بأعماله الفنية وهي «نقطة» بتشكيل الحرف العربي بعدة أشكال، غائرة أو بارزة وأحيانا تخترق العمل نفسه أو تمثل انحناءة داخله، لتمثل فكرة تم وضعها مسبقا للعمل، الذي يكون عادة من خامات صخرية يستخدمها من أحجار في جبال مدينته.

خبرته في المجال شجعت الفنان السعودي لإقامة ورشة عمل أمام الجمهور في مهرجان «الجنادرية» السعودي الوطني للتراث والثقافة الماضي، للتعريف بفنون النحت ومشاركة الزوار بنحت أسمائهم بأدوات النحت الكهربائية على قطع الأحجار الصلدة. المطلع على أعمال الطخيس من قرب، يرى أنها تمثل تراث السعودية دون غيرها، مما دفعنا لسؤاله حول عمده لإظهار الهوية السعودية من خلال أعماله الفنية، فأجاب: «بالتأكيد، غيرتي على بلادي قادتني لإظهار وتخليد ثقافتها وآثارها، فجميع الثقافات والحضارات الخالدة وصلتنا من خلال النقوش على الكهوف، والتماثيل والمسلات واللوحات والرسومات».