نيشان ديرهاروتيونيان: بين الكذب والتجمل خيط رفيع سيكشف عنه ضيوفي في «أنا وحياتي»

مايا دياب وغادة عبد الرازق تفتتحان أولى حلقات برنامجه الجديد

نيشان كما يبدو في الإعلان الترويجي لبرنامجه «أنا وحياتي» (خاص «الشرق الأوسط»)
TT

لن تكون إطلالة الإعلامي نيشان ديرهاروتيونيان في برنامجه التلفزيوني الجديد «أنا وحياتي» شبيهة بأي من برامجه الحوارية الفنية السابقة فهو يحرص هذه المرة بأن يغبّ من ضيوفه قصصا لم يسبق أن سمعها منهم المشاهد تنبع من تجاربهم الخاصة فيستشف منها دروسا نتفّق جميعا وحسب رأي نيشان بأنها تجمعنا تحت سقف واحد ألا وهو إيجاد من يصغي إلينا.

أما دوره في هذه المعادلة كما قال في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» فهو البحث عن خيط الحقيقة في هذا المزيج فينتزع من المشاهير الحقيقة التي يعرفونها تماما فيما بينهم في معادلة النجاح التي وصلوا إليها من خلال أسرار خبأوها معا تحت التراب ولكن هذه المرة يكشفون عنها في مواجهة شجاعة بين بعضهم البعض.

ويرتكز البرنامج الذي يخرجه باسم كريستو على فكرة استضافة نجمين من عالم الفن أو الإعلام فيتحدثّ الواحد بلسان الآخر وتكون مهمة كلّ بدوره تصحيح هذه الحقائق أو الموافقة على مجرياتها مما سيجعل المواجهة بينهما شيّقة فيها الكثير من العفوية بعيدا عن الألغاز. ويقول نيشان ديرهاروتيونيان في هذا الصدد: «الهدف من جمع نجمين في حلقة واحدة وعلى مسرح واحد هو استحداث صفيح مشترك لقصتي نجاح وتفاعل حقائق القصتين مع بعضها البعض ورواية قصّة النجاح الأولى بلسان الثاني والعكس صحيح فنتعرّف إلى لون الشهرة الحقيقي الذي نتخيّله في أذهاننا ورديا زاهيا إلا أنه في الواقع قد يكون شبيها بلون الدم الذي يتحوّل إلى أحمر عندما يلامس النور بينما هو في الحقيقة أزرق». ويضيف قائلا: «المستفيد الأكبر من هذا العرض هو المشاهد وأنا إذ ستتاح لنا فرصة التعرّف إلى حميميات الآخر من خلال لغة جسده فنسمعه بعيوننا بدل آذاننا ونتعرّف سويا على رائحة النجاح ومذاقه فهل ستكون عطرة وحلوة أو كريهة ومذاقها مرّ؟ كل ذلك سنكتشفه سويا المشاهد وأنا في (أنا وحياتي)».

ولكن لماذا أطلق هذا الاسم على البرنامج؟ يوضح مقدّمه المنتظر أن يطل فيه على عدة شاشات فضائية وأرضية بينها قناة «الحياة» المصرية ومحطة «إل بي سي آي» اللبنانية في الأيام القليلة المقبلة: «ارتأيت هذا العنوان لأن لديه دلالة مباشرة على محتوى البرنامج إذ سيتحدث فيه ضيوفي عن محطات في حياتهم وبشكل ثنائي فكان هذا العنوان المؤلف من كلمتين اثنتين تجمعهما واو العطف».

وعن سبب تمسّكه في كشف حقيقة المشاهير في هذا الوقت بالذات قال: «لطالما شكلت لي الحقيقة مادة دسمة في حياتي عامة وقد لا يكون برنامجي الجديد (أنا وحياتي) فكرة خارقة بحدّ ذاتها ولكنه دون شك سيحمل أسلوبا جديدا لي يبلور عصارة كل ما اكتسبته في مشواري الإعلامي وأعول في ذلك على ثقة المشاهد والمحطات التلفزيونية بحواراتي». ويتابع: «غالبا ما سعيت في حياتي إلى التعرّف على أوجه الحقيقة وتعريتها ولطالما سكنني هاجسها إذ كنت أتساءل أحيانا كثيرة أليس من الأفضل القبول بحقيقة مقنّعة على أن تكون أقبح القبيحات ومجرّدة من أقنعتها؟». ويستشهد نيشان بأقوال حفرها في ذاكرته عن الحقيقة كتلك التي شبهها جبران خليل جبران بصورة خيالية عندما قال إن الجمال والقبح ترافقا إلى شاطئ البحر وهناك تعرّيا ونزلا المياه فغدر القبح بالجمال عندما هرع إلى اليابسة وارتدى ثياب هذا الأخير وهرب فخرج الجمال يبحث عن ثيابه فلم يجدها فاضطر أن يرتدي ثياب القبح ليلحق به ويسترجع منه ثيابه وما زال الجمال يبحث حتى الآن عن ثيابه الأصلية. ويقول: «لقد تعلمت أيضا أن وظيفة المحاور تكمن في انتزاع الخبر من ضيفه بسرعة شرط أن يكون صحيحا وأن حجب حقائق كثيرة وإعاقة وصولها للناس تتطلّب هي أيضا مهارات توازي صعوبة الكشف عنها». وعما إذا كان سيتطرّق إلى مواضيع قد تحرج أو تزعج ضيوفه قال: «بالطبع لا فالحقيقة إذا كانت لا تخدم صاحبها فالأفضل لها أن تبقى في القمقم ويقفل عليها فهناك أقنعة لا يجب علينا أن نكشف عنها ويقول الروائي العالمي الراحل أوسكار وايلد في هذا الصدد (كلنا نرتدي الأقنعة وجميعنا لدينا مسحوق غسيل خاص بها نستعمله في الليل عند خلودنا إلى النوم وهي دموعنا)».

ومن الضيوف الذين سيستقبلهم نيشان في برنامجه مايا دياب وغادة عبد الرازق إذ يفتتح معهما الحلقة الأولى من برنامجه إضافة إلى باقة من النجوم اللبنانيين والعرب كنجوى كرم وعاصي الحلاني وأحلام وغيرهم ممن يجد أن لديهم الكثير من النجاحات في عالمهم وما زالوا يكتنزون الكثير ليتحدثوا عنه في برنامجه. ويردّ نيشان عمّن ينتقدون لاستضافته نفس النجوم في برامجه فيقول: «ولم لا؟ ألا يتابع الناس أخبار هؤلاء النجوم أسبوعيا أو شهريا في الصحف والمجلات اقلّه مرتين في السنة؟ فبالنسبة لي الأمر سيان والصعوبة تكمن في التنويع الحواري في كل مرّة».

وعن ديكور البرنامج والفقرات التي ستتخلله يقول: «لقد تطلّب ديكور البرنامج منا بحثا طويلا إذ أردناه فريق البرنامج وأنا أن يعتمد على تقنية بصرية جديدة ثلاثية الأبعاد تبهر المشاهد وتريح نظره في الوقت ذاته ولذلك اخترنا الأبيض بشكل عام عنوانا له وسأترك التفاصيل للمشاهد ليكتشفها بنفسه».

ويضيف: «أما فيما يخص فقرات كل حلقة التي ستعرض مباشرة على الهواء ولمدة 90 دقيقة فستتخللها أسئلة سريعة وأخرى قصيرة وسيكون هناك محطات من حياة كل ضيف تتعلق بماض قد يكون غير منصف مضى أو العكس فالمشاهير حسب خبرتي لديهم شقان مهمان في حياتهم الفنية إذ لديهم ذاكرة انتقائية تختصر بـ(ق.ش) و(ب.ش) أي بمعنى آخر ما قبل الشهرة وما بعدها فالحقبة الأولى يحاولون حذفها على طريقة الـ(delete) والثانية لا تنضب فتدوم وتدوم لأنها تزودّهم بمادة الدوبامين (هورمون المتعة) وفي هذا الفلك تدور مجريات الحلقات الـ15 للبرنامج».

ويختم نيشان حديثه قائلا: «هناك لا شك علاقة وطيدة بين النجومية والسماء فلطالما شكّلت النجوم لآلئها وستبقى أداة جذب للنجوم على الأرض الذين استرقوا منها بعض قدراتها الخارقة فانعكست في مظهرهم أو في حضورهم أو في هالتهم وأناقتهم وإبداعهم وهذا ما سيلمسه المشاهد في (أنا وحياتي) في الأيام القليلة المقبلة».