افتتاح استوديو «360 ميديا» الأول من نوعه في لبنان والعالم العربي

ينقل تقنية هوليوود بنظام «الدولبي» للصوت للمحترفين والمخرجين السينمائيين

استوديو «360 ميديا» للصوت والصورة،
TT

«لم يعد يتطلب من المخرجين والحرفيين والمنتجين السينمائيين في لبنان والعالم العربي التوجه إلى بلدان أوروبا والولايات المتحدة الأميركية للقيام بعمليات التسجيل وميكساج الصوت للأفلام السينمائية التي يعدونها، بعدما أصبح لديها بديل محلي يؤمن لهم مستوى تقنيا صوتيا بنظام الدولبي العالمي، المتبع في هوليود؛ إذ أصبح ذلك متوفرا في المنطقة بعد افتتاح استوديو (360 ميديا) في بيروت، المجهز بأحدث تقنيات الصوت التابعة للنظام المذكور (7.1)، وقد اعتمد رسميا من قبل شركة (دولبي) العالمية».

بهذه الكلمات استهلت زينة صفير المديرة الفنية لمهرجان بيروت السينمائي 2013 أحد النشاطات الجانبية للمهرجان، تمثل في افتتاح استوديو «360 ميديا» للصوت والصورة، برعاية مؤسسة «سينما لبنان» الذي تحدثت باسمها رئيستها مايا دي فريج.

وفي تفاصيل الموضوع أنه تم افتتاح استوديو التسجيل «360 ميديا» لصاحبه أنطوان حداد، أحد الرائدين في عالم الصوت في لبنان والعالم العربي، الذي كان وراء استحداث عملية الماستيرينغ (تصحيح الصوت وتنقيته) للأعمال المسجلة في لبنان، فحاز ثقة شركة «دولبي» العالمية التي أعطته شهادة من قبلها هي الأولى من نوعها في استوديوهات تسجيل الصوت في العالم العربي تسمح له في العمل بنظام «دولبي» للصوتيات (7.1) المعتمد في صناعة الأفلام السينمائية في هوليود وكافة الدول الأجنبية، بعد أن أشرف ممثلون عنها شخصيا على طريقة التسجيل المعتمدة في هذا الاستوديو.

والمعروف أن نظام «دولبي» للصوت الذي ابتكره الأميركي راي دولبي في أواخر الستينات، يعنى بتقديم نوعية صوت شفافة وواضحة تقضي على الشوائب الصوتية، مهما كانت صغيرة، التي يمكن أن يواجهها العاملون في هذا النوع من التسجيلات وتتمثل بالضجيج أو «الخشخشة» العالية المعروفة بالـ«بارازيت»، التي من شأنها أن تقلل من أهمية العمل ومستواه الفني من خلال انعكاسه سلبا على أذن المشاهد وعينه.

بدأت قصة راي دولبي مع الصوت عندما كان في رحلة مع زوجته إلى باكستان عندما لاحظ أن الصوت الذي تخرجه ماكينة التسجيل في السيارة يرافقه الضجيج(noise) فقرر إيجاد حل للمشكلة مهما كلفه الأمر، وهناك راح يستخدم خبراته الصوتية إلى أن وجد حلا لذلك من خلال ابتكاره صندوقا عازلا للضجيج(for reduction noise) ساهم في التخلص من هذه المشكلة، وعندما لم يجد سفارة أوروبية يسجل فيها اختراعه لدى باكستان أكمل طريقه إلى أفغانستان، حيث قام بذلك في السفارة البريطانية هناك. بعدها انطلقت مسيرة راي دولبي الحقيقية؛ إذ تمكن من إنجاز أهم تحويل في عالم الصوتيات، فتطور مع الوقت وصار بمثابة النظام الصوتي الوحيد والأفضل في عالم الصوت يعرف بالـ«Dolby system»، ويعتمد على نقل أبعاد الصوت وتفاصيله بدقة (بواسطة مكبرات صوت) ومن أي ناحية يصدر منها، فيشعر سامعها بأنه يعيش أحداث الفيلم شخصيا.

وعن توقيت افتتاح استوديو «360 ميديا» حاليا في لبنان قال أنطوان حداد: «شريكي جاد أبو زيد وأنا نعتبر أن ما استطعنا تحقيقه في هذا المجال إنجازا بحد ذاته يدل على مدى تمسكنا بالأمل رغم الأحوال غير المستقرة المحيطة بنا في لبنان والعالم العربي، ويضيف: «إننا مقتنعون بأن الغد يحمل أياما جميلة، فنحن ننتمي إلى حزب (بكرا أحلى)، وبرأيي أننا كلبنانيين وعرب حان الوقت لنقوم بخطوات ثابتة في مجال الصوتيات، فنتحرر من فكرة لجوئنا إلى الغرب في هذا الموضوع، فقررنا أن نخوض هذه المغامرة لنقول للقيمين الأجانب في هذا المجال إنه لدينا نحن أيضا كلبنانيين قدرات هائلة في هذا المجال، ونستطيع مجاراتهم في ذلك».

وما قاله أنطوان حداد علق عليه المدير الإقليمي لشركة «الدولبي» في الشرق الأوسط وأفريقيا طريف السيد الذي كان يمثلها في يوم الافتتاح فقال: «عندما أرسلنا مبعوثا من شركتنا الأم في الولايات المتحدة الأميركية إلى لبنان للوقوف على مقومات استوديو (360 ميديا) وعما إذا كان يستطيع أن ينال شهادة ورخصة رسميتين من قبلنا، تخولانه العمل باسمنا في مجال الصوتيات، اندهش للحرفية والموهبة العاليتين اللتين يتمتع بهما فريق هذا الاستوديو، ولا أذيع سرا إذا قلت إنه في البداية لم يكن ممثلنا مشجعا للقيام بهذه الرحلة، إلا أن ما لمسه من دقة في العمل في الاستوديو المذكور قلب المقاييس التي كانت لديه، فلم يتردد في تحفيز اسمه لدى المسؤولين في شركة (الدولبي)، كما اطلعت بدوري على تجهيزات استوديو (360 ميديا) ووافقنا على الأمر».

ومن الخدمات التي يقدمها «360 ميديا» في عالمي الصوت والصورة، عملية تسجيل الصوت والميكساج للأعمال المصورة من أفلام سينما ومسلسلات وأفلام وثائقية مستخدمة نظام «الدولبي» للصوتيات (7.1)، إضافة إلى عمليات التصحيح والتصفية (mastering وfiltration) للأعمال التي تسودها شوائب معينة في الصوت.

كما ألقى نقيب الفنانين إحسان صادق كلمة في المناسبة، أشاد فيها بالعناصر الشبابية في لبنان «التي لم تستسلم للحالتين الاقتصادية والأمنية غير المستقرتين في المنطقة، بل كان لديها الشجاعة في القيام بمشروع مماثل يضعنا على خريطة الفن العالمية».

وعن المشاريع المستقبلية التي من المنتظر أن يساهم فيها هذا الاستوديو، صرح المسؤول الفني في الاستوديو جاد أبو زيد بأنه تمت حتى الآن عدة عمليات ميكساج للصوت، بينها لفيلم «عصفوري» لمخرجه فؤاد عليوان المشارك في مهرجان بيروت السينمائي، وكذلك للمسلسل التلفزيوني «الآنسة مي» الذي يحكي قصة الأديبة اللبنانية مي زيادة، والذي حرص مخرجه يوسف الخوري على استخدام أحدث التقنيات الصوتية فيه.

وأضاف: «اليوم نضع جميع إمكانياتنا في خدمة الأعمال المصورة في لبنان والعالم العربي، ولدينا مشاريع ضخمة جدا نحن بصدد التحضير لها، وسنعلن عنها في حينها».

في طابقيه المخصصين للميكساج والماستيرينغ وتسجيل الصوت، فإن العمل جار حاليا على إدخال نظام «الدولبي» (7.1) للصوتيات على الدراما العربية، بحيث يصبح مشاهدها يتمتع بالتقنية الحديثة للصوت المستخدمة في الأفلام السينمائية، مما يضفي إليها متعة المشاهدة ومستوى فنيا أهم.