مصارع ثيران يثير جدلا في إسبانيا بخصوص مطالبه المالية

خوسيه توماس يطلب مليون دولار مقابل مباراة واحدة

يعتبر خوسيه توماس بالفعل «مصارع ثيران» مختلفا. يقال إنه جمهوري النزعة في دولة ترتبط فيها الملكية بالتقاليد
TT

يجمع ناقدو رياضة مصارعة الثيران على أن خوسيه توماس هو أفضل مصارع ثيران في هذا القرن، لا يقولون إنه الأفضل على مر التاريخ، نظرا لأنه لا يمكن مقارنته بمصارعي ثيران أسطوريين مثل مانوليتي أو القرطبي.

يعتبر خوسيه توماس بالفعل «مصارع ثيران» مختلفا. يقال إنه جمهوري النزعة في دولة ترتبط فيها الملكية بالتقاليد، ويعتبر فيها الملك هو المدافع الأول عن مهرجانات مصارعة الثيران. ويقال أيضا إنه رفض مرارا وتكرارا الظهور على شاشة التلفزيون أو في أي صحيفة، في الوقت الذي يعد فيه مصارعو الثيران نجوما إعلاميين في إسبانيا. ويعرف أيضا بأنه شخصية متصوفة في هذا المجال، وربما كان ذلك سببا وراء قراره مصارعة ستة ثيران بمفرده في برشلونة، قبل يوم من حظر البرلمان الإقليمي المزيد من «مصارعة الثيران» في إقليم كتالونيا.

وقد حولت مثل هذه التصرفات والسلوكيات خوسيه توماس إلى أسطورة بالنسبة للبعض، بينما يتهمه البعض الآخر بالجنون، طبقا للشخص الذي توجه إليه سؤالك. وعلى الرغم من ذلك، فإنه من الواضح أنه ليس مصارع ثيران عاديا. وقد أثار مؤخرا جدلا تاريخيا. فقد كشف ملاك حلبة لمصارعة الثيران في أغواسكالينتيس في المكسيك أن خوسيه توماس رفض المشاركة في مباراة لمصارعة الثيران هناك بمناسبة عودته للظهور مرة أخرى في أميركا الجنوبية، نظرا لأنهم رفضوا أن يدفعوا له مليون دولار.

لا يزال النقاش مفتوحا.. هل يمكن أن يكسب مصارع ثيران مليون دولار في يوم واحد فقط؟ يشير بعض صحافيي مصارعة الثيران أن هذا أحد أنواع الفنون، والفنان في يومنا هذا يكسب أموالا طائلة. ويؤكد آخرون أن الفوائد الناجمة عن «يوم عمل» لخوسيه توماس هائلة، من ثم، ليس من الغريب أن يتمكن مصارع الثيران من «زيادة» دخله.

في الواقع حقق الاقتصاد الإسباني في يوم من أيام شهر يونيو (حزيران) 2011 ربحا قيمته 92 مليون يورو بمناسبة عودة خوسيه توماس إلى حلبة المصارعة بعدما نطحه ثور هائج في مباراة في المكسيك، طبقا لما ذكرته صحيفة «إكسبانسيون» المالية الإسبانية. وتؤكد الصحيفة على أنه في كل ليلة يصارع فيها خوسيه توماس الثيران يمكن أن يحقق الاقتصاد المحلي مكاسب قيمتها 1.48 مليون يورو. وفي حالة برشلونة، زاد هذا المبلغ ليصل إلى ثلاثة ملايين يورو.

إضافة إلى ذلك، فإن قطاع مصارعة الثيران ليس مربحا فقط في إسبانيا أو أميركا اللاتينية. فبحسب آخر معلومات وسائل الإعلام المتخصصة في مصارعة الثيران ينتشر الاهتمام بها في دول مثل اليابان أو الصين. وفي واقع الأمر، في اليابان، افتتحت محطة تلفزيونية تبث «مباريات مصارعة ثيران» لأربعة عشر مليون مشترك يدفعون رسما شهريا مقابل استقبال هذا المحتوى في منازلهم.

ولأجل هذا السبب، تصر شركة «إسبيكتاكولوس تورينوس» بالمكسيك على أن السبب الرئيسي لإنهاء المفاوضات كان رغبة خوسيه توماس في الحصول على أجره المقدر بـ10 ملايين بيزو مكسيكي معفاة من الضرائب. وهذا يعني أنه سيتعين على الشركة دفع 14.5 مليون بيزو. وأوضح المدير المالي للشركة «إذا ترجمنا هذا في صورة دولارات، فيجب أن ندفع 1.148.305 دولار. وهو الأمر المستحيل بالنسبة للشركة».

وأكد خبير مصارعة الثيران أنطونيو كارو بيتي على أن «كسب أكثر من مليون دولار له قيمة رمزية نظرا لأنه قد يعني، بالأساس، إعطاء مصارعة الثيران قيمة هائلة، مثلما تعطى لجميع الأعمال الإبداعية».

والحقيقة هي أن المتحمسين لمصارعة الثيران منقسمون حول الأمر. ويرى العديد من معجبي خوسيه توماس أنه يحق له المطالبة بالأجر التي يعتبره مناسبا، بينما يحذر آخرون من أن هذه المبالغ قد تلحق الضرر بمصارعة الثيران أو، حتى، تجعل هذا الفن على مستوى فنون أخرى مثل الصور أو الموسيقى أو النحت. وأضاف كارو بتيي «سيقول مصارع ثيران إنه ليس ثمة شيء أهم من إنتاج فن حقيقي يخاطر فيه مصارع الثيران بحياته في كل مصارعة. وقد كان ذلك هو الحال دائما على مر تاريخ مصارعة الثيران. إضافة إلى ذلك، فإنه من الجيد أنه سيتم تقدير قيمته من خلال عقد قيمته مليون دولار».

بينما ذكر زابالا دي لا سيرنا، أحد أفضل نقاد مصارعة الثيران، أن «خوسيه توماس ليس له الحق فقط في المطالبة بما يريده في أغواسكالينتيس (المكسيك)، ولكن أيضا بحقه في احترام نفسه. في الواقع، تعد هذه فرصة لكسر حاجز آخر بمبلغ لم يتم تخيله من قبل مطلقا لمصارع ثيران. لا يوجد مال في العالم يعادل قيمة العقل والقلب».

أما الآن، فلن يتلقى خوسيه توماس مبلغ المليون دولار نظرا لأنه ليس بمقدور أي شركة دفعه. ومع ذلك، فإن هذا هو أجره، وكل النقاد على يقين من أنه عاجلا سيصبح أول مصارع ثيران يتلقى مليون دولار في المباراة.