معرض «البيت المثالي» في لندن يقدم الأحدث في مجال الأثاث والمنتجات المنزلية

مئات الشركات تتنافس في نوعية التقنية والتصميم العصري المحافظ على البيئة

منزل يحافظ على البيئة ويوفر الطاقة
TT

تنافست في معرض «البيت المثالي» في منطقة إيرلس كورت في وسط غرب لندن لمدة 3 أيام مئات الشركات التي شكلت أكبر معرض في أوروبا لتقديم الأحدث في مجال الأثاث والمنتجات المنزلية. واستعرضت الشركات الكبرى لتقديم منتجات كل ما يتعلق بالبيت المثالي بتقديم عروض لآخر ما توصلت إليه في مجال الحفاظ على البيئة وتوفير الطاقة. ويتميز معرض هذا العام عن المعارض السابقة من ناحية عدد الشركات الكثيرة التي شاركت إضافة إلى نوعية التقنية والتصميم التي عرضتها.

وقد جاء المعرض فرصة للشركات العاملة في هذا المجال لتقديم نفسها بشكل أكثر وضوحا لسوق تنافسية واسعة هي الأكبر في المنطقة، ولتحقيقها أعلى نسب نمو في سوق مفتوحة أمام العديد من الشركات المحلية.

واللافت للنظر في المعرض لهذا العام أن معظم الشركات إن لم يكن جميعها حرصت على تقديم عروض خاصة ومميزات جديدة لمنتجاتها. كما قدمت أحدث الديكورات للغرف المميزة والأفكار والنصائح العصرية من خلال غرف نوم، ومطابخ، وحمامات، وغرف جلوس، وحدائق ومداخل، وإكسسوارات منزلية.

وفتح المعرض المجال أمام شركات أكثر تخدم سوق الأثاث في الاتجاه الحديث لنظام المنازل والحدائق، حيث ازداد الاهتمام هذه الأيام نحو العقار والبيوت والحدائق وأصبح هناك سوق ضخمة في بريطانيا. الإقبال الكبير الذي شهده المعرض يعكس حجم سوق العقار في بريطانيا.

يقول مسؤول التسويق في الشركة المنظمة للمعرض جون مايكل إن المعرض فرصة لعرض الجديد في حقل تقنية وصناعة المنزل المثالي ابتداء من قبل شراء العقار إلى الأثاث والأجهزة والإكسسوارات.

وفي جولة داخل المعرض الذي يتكون من طابقين، لفت انتباهي الصفوف الطويلة للزوار أمام نموذج لمنزل مثالي تم تشييده من كل ما هو صديق للبيئة. وقالت ليز فيكتور المشرفة داخل المعرض إن «المنزل صمم لأسرة المستقبل من حيث الحفاظ على الطاقة وعدم إهدارها وأيضا بسعر يناسب الجميع ويقدر بـ250 ألف جنيه إسترليني». وأضافت ليز أن «المعرض بدأ منذ 96 سنة واعتبر من أشهر المعارض العالمية التي تجتذب المشترين من خارج بريطانيا، وله تأثير كبير على مصممي المنازل والحدائق في العالم، وهو دائما حدث معروف في أجندة كل شخص. وصمم هذا المعرض ليحوي كل شيء نحتاجه ونريده للبيت والحديقة، وقسم إلى ثمانية أقسام تخص البيوت والحدائق».

وقالت إن المعرض يقوم لتلبية طلب السوق «فنحن عندما ننظم معرضا للبيت والحديقة نجد أننا فخورون بذلك (البيت المثالي) الذي يكبر ويتطور يوما بعد آخر».

وعن تاريخ المعرض، يذكر روي الرجل الثاني في وزارة الثقافة والإعلام والرياضة قائلا إن معرض «المنزل المثالي» تأسس عام 1908 من قبل صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، وتم تصويره في الأساس على أنه أداة دعاية للصحيفة ووسيلة لزيادة عائداتها الإعلانية، ولكنه في حقيقة الأمر جلب عالما من التصميمات الرائعة والفخمة إلى الطبقة الوسطى المتنامية حديثا آنذاك، وسرعان ما فرض نفسه كحدث رائع يتسابق الجميع على زيارته.

من الصعوبة بمكان تخيل شكل العالم عندما تم افتتاح هذا المعرض عام 1908، حيث كانت المدافعات عن حق المرأة في الاقتراع يكبلن أنفسهن بالأصفاد في الأسوار، كما تم إنتاج أول سيارة «فورد» موديل «تي» من خط إنتاج أميركي، في الوقت الذي كان يتم فيه بناء أول ناطحة سحاب بريطانية في مدينة ليفربول والتي كان يطلق عليها اسم «رويال ليفر بلدينغ». وكانت الغالبية العظمى من الشعب البريطاني قد قامت بتأجير منازلها، ولكن أساليب الإنتاج الضخم نجحت في تغيير المجتمع وتحسين مستوى المعيشة، وبدأ الناس يحصلون على دخل أكبر، وهو ما كان يعني أن حلم امتلاك منزل قد بات خطوة أقرب إلى الواقع.

وكان الزوار في الأيام الأولى يشعرون بالدهشة من حجم منازل «التيودري» التي بنيت في المعرض وأذهلت الجميع بحدائقها الرائعة. وفي العشرينات من القرن الماضي، قام العديد من رؤساء أوروبا بتصميم الحدائق التي تم إضاءتها بواسطة مصابيح الغاز الخاصة التي تحاكي ضوء النهار بحيث يمكن للزوار رؤية الألوان الحقيقية للزهور.

وخلال الثلاثينات من القرن الماضي، أصبح المعرض يشتهر أكثر بتقديم مجموعة رائعة من الأدوات والاختراعات الجديدة، وأصبح نقطة انطلاق كثير من المنتجات التي أصبحت ضرورية في حياتنا الآن، مثل المكنسة الكهربائية والغلاية الكهربائية والمحمصة وغلاية الشاي.

وتم إغلاق المعرض خلال الحرب العالمية الثانية، ثم أعيد افتتاحه عام 1947، واستمرت شعبيته في التنامي خلال العقود التالية، حتى شهد أكبر عدد من الزائرين في تاريخه عام 1957 عندما وصل عدد الزائرين إلى 1.5 مليون شخص. وكان من المفترض أن يشاهد الزائرون أول مطبخ يناسب المساحة المخصصة له والحجرات التي تعكس أوج التصميمات الداخلية وساحات المعيشة المفتوحة.

ودائما ما كانت العائلة المالكة تحرص على زيارة المعرض، وقامت الملكة إليزابيث الثانية بزيارة المعرض 11 مرة، وخلال الستينات من القرن الماضي بدأ «المشاهير» يترددون بقوة على المعرض، مثل توم جونز وإريك موركامب ورولينغ ستونز.

وتم بناء قرى بأكملها خلال السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، وبداية من التسعينات بدأ يتم توجيه الدعوة للمهندسين المعماريين الواعدين للدخول في منافسة لبناء منزل داخل المعرض. ويذكر روي أنه تم تناول القضايا البيئية بداية من عام 1989، وهو العام الذي شهد تصميم أول مطبخ صديق للبيئة يعمل بالأجهزة الموفرة للطاقة وأدوات التنظيف الخالية من الفريون والأخشاب المأخوذة من مصادر مستدامة.

وفي عام 2008 انتقلت ملكية المعرض لأول مرة في تاريخه، وبات مملوكا الآن لشركة «ميديا 10» الحائزة على العديد من الجوائز، ولذا يتطلع المعرض إلى القرن الحادي والعشرين من خلال أحدث الابتكارات وأفضل الأفكار الملهمة (وطبعا الرائعة من الناحية التسويقية) لإمتاع مئات الآلاف من الزوار الذين لا يزالون يستمتعون بأكبر وأفضل معرض للمنازل، وهو معرض «المنزل المثالي».