«بيت الشعر المغربي» يمنح جائزة «الأركانة» للشاعر الإسباني غامونيدا

غامونيدا: ثقافتكم عميقة ومتجذرة في الأندلس وكنا دائما إخوة في الثقافة والشعر

أمين الصبيحي وزير الثقافة المغربي يسلم الشاعر الإسباني أنطونيو غامونيدا جائزة «بيت الشعر المغربي» (تصوير: منير أمحميدات)
TT

فاز الشاعر الإسباني أنطونيو غامونيدا بجائزة «الأركانة العالمية للشعر» وهي جائزة دأب على منحها «بيت الشعر المغربي» سنويا لأحد الشعراء البارزين على المستوى العالمي، وقدم الشاعر نجيب خداري رئيس «بيت الشعر المغربي» الجائزة إلى غامونيدا خلال احتفالية شعرية وفنية متميزة احتضنتها «قاعة الصديق بلعربي» في المعرض الدولي التاسع عشر للنشر والكتاب في الدار البيضاء. وخلال الأمسية ألقى غامونيدا مقتطفات من قصائده.

وقال نجيب خداري في الحفل «حين تخطو جائزة (الأركانة العالمية للشعر) خطوتها السابعة في اتجاه تكريم شاعر كوني آخر متفرد وعميق، تكون قد مضت أبعد في طريق ترسيخ حضورها ضمن نادي الجوائز الأدبية العالمية».

ولأول مرة في تاريخ جائزة الأركانة، شهد حفل تسليمها حضور ثلاثة شعراء فازوا بها، وهم الشاعر الإسباني أنطونيو غامونيدا، والشاعر العراقي سعدي يوسف، والشاعر المغربي محمد السرغيني. وعن تتويج الشاعر الإسباني بجائزة الأركانة، قال محمد أمين الصبيحي وزير الثقافة المغربي، إن تتويج «بيت الشعر» لصديقه القديم الشاعر الإسباني غامونيدا، يرسل إشارة عميقة في اتجاه المشترك المغربي الإسباني والتاريخي والثقافي بين البلدين. وعرفت الاحتفالية توقيع اتفاقية شراكة بين وزارة الثقافة و«بيت الشعر» تهدف تعزيز التعاون المشترك وتسعى إلى تطوير المشهد الثقافي في المغرب.

وتحدث محمد أكرين، الرئيس المنتدب «لمؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير» عن المبادرات التي تدعمها مؤسسته من أجل النهوض بالشعر، ومن بينها تنظيم مسابقات للشعراء الشباب، وطبع خمسة دواوين شعرية لشعراء شباب يتم اختيارهم كل سنة من لجنة «بيت الشعر».

وقال حسن نجمي في كلمة ألقاها عن لجنة التحكيم، إلى أن غامونيدا سبق له أن حضر وأسهم في الدورة الأولى للمهرجان العالمي للشعر، الذي نظمه «بيت الشعر المغربي» عام 1999 في الدار البيضاء، وشكر غامونيدا لاعتذاره عن دعوتين من البيرو والصين لكي يكون حاضرا في حفل تسليم جائزته في الدار البيضاء. وأوضح نجمي، أن جائزة «الأركانة» تتكون من درع أنجزه فنان وصانع تقليدي مبهر يعمل بورشة في فاس، كما تتكون من شهادة تقديرية ومن شيك تبلغ قيمته 12 ألف دولار.

وقال أنطونيو غامونيدا في الحفل مخاطبا الحاضرين والمنظمين: «إن كرمكم ليس مجرد حماية للإبداع، بل حماية لتراث إنساني عالمي هو الشعر»، موضحا أن الثقافة والشعر الإسباني منذ قرون كثيرة كانت مجاورة وأختا للثقافة العربية في شبه الجزيرة الأيبيرية، وكذلك بالنسبة للأسلاف الذين كانوا في الأندلس منذ قرون. وميز غامونيدا بترتيب تاريخي أن الشعر ولد في إسبانيا القديمة عبر «الخرجات» التي هي جزء من الموشحات، و«الخرجات» كشكل شعري تم إبداعها خلال مرحلة كانت دموية وأخرى كان يعم فيها التآخي بين سكان شبه الجزيرة الأيبيرية. وأضاف: «ثقافتكم عميقة ومتجذرة في ثقافة الأندلس، كنا دائما وأبدا إخوانا في الثقافة والشعر».

ويذكر أن جائزة «الأركانة العالمية للشعر»، فاز بها على التوالي كل من الشاعر الصيني بي ضاو عام 2002، والشاعر المغربي محمد السرغيني سنة 2004، والشاعر الفلسطيني محمود درويش عام 2008، والشاعر العراقي سعدي يوسف عام 2009، والشاعر المغربي الطاهر بنجلون عام 2010، والشاعرة الأميركية مارلرين هاكر عام 2012، ثم هذه السنة الشاعر الإسباني أنطونيو غامونيدا.

يشار أن «الأركانة» هي شجرة فريدة لا تنبت إلا في المغرب، وتحديدا في منطقة محصورة في جنوب المغرب قرب أغادير.