«أجمل عصبة».. مسابقة هي الأولى من نوعها بين طلاب مدرسة جنوب السعودية

من خلال التنافس على لف الغترة أو الشماغ على الرأس بطريقة جميلة

المتسابقون العشرة على المراكز الثلاثة الأولى بعد فرز الطلاب في مرحلة أولية (الشرق الأوسط)
TT

أقامت مدرسة بنجران مسابقة لأجمل «عصبة» والعصبة هي لف الغترة أو الشماغ على الرأس بطريقة جميلة تشبه العصبة الإماراتية، وتعتبر من الأزياء الشعبية في نجران، كما أنها المسابقة الأولى من نوعها في المملكة التي تتم داخل المدارس أو تهتم بمسابقة جمال خاصة بالرجال والأطفال.

وهنا يقول علي محمد القحطاني مدير مدرسة المثنى بن حارثة المتوسطة، إن الهدف من المسابقة هو الدمج بين التعليم والترفيه من جانب وتعزيز للموروث الثقافي من جانب آخر.

ويضيف: «المناسبة الأساسية كانت عقد ندوة حول (الإعلام الجديد) قدمها مشرف الإعلام التربوي، عبد الله الشهري تناول خلالها أهمية ودور وسائل التواصل في الإعلامي الجدي والاجتماعي، وآثارها على الفرد والمجتمع وأبرز الإيجابيات التي أحدثها.. وفي نهاية المحاضرة تم عمل مسابقة ترفيهية وشيقة حول التراث النجراني، فكانت هذه «العصبة».

في المقابل يصف عبد الله حفول رائد النشاط في المدرسة الفكرة بالقول: «المسابقة فكرتها بسيطة وسهلة فقد تم تشكيل لجنة تحكيم مكونة من 6 معلمين اختاروا 10 طلاب وبعد ذلك تم اختيار 3 فائزين عن طريق التصويت من قبل طلاب المدرسة وهذه الطريقة تهدف إلى تعليم الطلاب وتثقيفهم بآليات التقييم».

ويضيف: «كما أنها تهدف إلى الاعتناء بالمظهر العام للطالب ونجاح هذه المسابقة قد يحفزنا للقيام بها بشكل أكبر مستقبلا».

وقال عبد الله حفول إنه وعن غير قصد كان بعض المعلمين الأجانب يمنعون الطلاب من لبس الغترة بهذه الطريقة، اعتقادا منهم أن من يقوم بها هم فئة سيئة من المجتمع ولا يعلمون بأنها أحد الأزياء التراثية في المنطقة وموروث يعتز به كل النجرانيين».

مدير المدرسة من ناحيته يقول عن الأهداف من تنفيذ مثل هذه المسابقة، التي حظيت على ما يبدو باهتمام كبير من الإعلام الجديد: «الهدف إحياء التراث والذي يعتبر امتدادا للماضي وهو ما تركه لنا أجدادنا من عادات وتقاليد وتجارب وخبرات في اللبس والمأكل والمشرب والكلام وحتى الألعاب.

وقد نتعرض لهجمات فكرية تشوه هذه العادات أو الموروث إن صح التعبير».. عضو لجنة تحكيم وأحد معلمي المدرسة يضيف من جانبه أن «إحياء الموروث الشعبي وإيصاله ضمن رسالة جمال وأنه موروث قديم وليس شيئا جديدا هو هدف نبيل ونؤيده لهذه المسابقة».

ويضيف عضو التحكيم: «إلا أنه ورغم أن العصبة شيء قديم، إلا أن المسابقة شجعت طلاب المدرسة على إبراز قدراتهم في الإبداع خلال تنفيذ العصبة وابتكار لمسات إضافية عليها، وهذا بحد ذاته أيضا مكسب..كما تعلم الأجيال أن تستفيد من ماضيها ولكن تضيف إليه مكونات جيلها وعصرها، وكما يقولون لكل جيل عصره».

انتهت المسابقة التي شهدت تفاعلا واسعا من طلاب المدرسة وكذلك أعضاء لجنة التحكيم بفوز الطالب مشل اليامي بالمركز الأول، وفي هذا الإطار يقول مشل اليامي: «أنا سعيد جدا بالفوز، فقد تعودت منذ الصغر على لبس (العصبة) حيث لم يعد يستغرق مني إعدادها أكثر من دقيقة، وهي تلف بطريقة (احترافية) وأنا إنسان عملي وأتحرك كثيرا مما يتسبب في سقوط الشماغ باستمرار وإعادته إلى وضعه».