شواطئ القنفذة.. زرقة تغازل السحاب وطبيعة تغري الزائرين

هواة ومحترفون يمارسون على شواطئها السباحة والصيد والغوص

شواطئ القنفذة برمالها البيضاء التي تضفي عليها رونقا وسحرا (تصوير: عبدالرحمن حلواني)
TT

محافظة القنفذة أو البندر قديما أو غادة الجنوب، كما يسميها أهل الحجاز تقع على الساحل الغربي للمملكة العربية السعودية وهي إحدى أكبر محافظات منطقة مكة المكرمة وتطل غربا على البحر الأحمر، ويزيد عدد سكانها عن 750 ألف نسمة موزعين بين المناطق الحضرية والقرى الجبلية والساحلية والهجر.

والقنفذة هي البوابة الجنوبية لمنطقة مكة المكرمة، تتزين شواطئها الجميلة بتلك الرمال البيضاء التي تضفي عليها رونقا وسحرا، بحرها وجزرها باتت محطة لأسراب طيور الفلامنجو والقمارى المهاجرة في طريق عودتها من أفريقيا إلى منطقة بحر قزوين والقارة الأوروبية، فتجدها تصطف في مياه بحرها الفيروزي لتشكل لوحة متناسقة مع جمال الطبيعة.

وتتميز شواطئها الذهبية بانسياب الرمال، وتنفرد محافظة القنفذة بخصائص سياحية وشاطئية وبحرية وطبيعية تنبئ بفرص استثمارية واعدة للمستثمرين من عشاق جمال البحار والقرى السياحية ومراكز الغوص ومنتجعات الاستجمام.

وتشهد شواطئ القنفذة إقبالا من السياح، ومن ممارسي رياضة الغوص والصيد والسباحة، الأمر الذي جعلها في مصاف المدن الساحلية المتميزة في مثل تلك المسابقات، بعد أن دشن إحدى مسابقاتها وزير الزراعة خلال الأعوام الماضية. ويؤكد أحمد المرحبي وهو من محترفي هواية الغوص أن معظم ممارسي هواية الغوص يحبون ممارستها بشواطئ القنفذة نظرا لعدم وجود شعب مرجانية ولصفاء المياه البعيدة عن التلوث.

ويعجب كثير من السياح بشواطئها التي يزينها وجود أسراب وأنواع مختلفة ونادرة من الطيور تحط على الشواطئ في كل الفصول مثل البجع الأبيض والخرشنة والفلامنجو. وهي تحط على السواحل لفترة من الزمن، والبعض منها يمكث لأسابيع لانتهاء الفصل ومن ثم ترحل، وسط مطالبة من الأهالي بأهمية زيارة تلك الشواطئ من قبل المهتمين والمتخصصين.

ويؤكد مجموعة من السياح أن شواطئ القنفذة هي محطتهم في فصلي الصيف والشتاء فلا زحام كالمدن الكبرى، ولا صعوبة تنقل فكل شيء قريب. ويؤكد فضا البقمي محافظ القنفذة أن التطوير قائم لجعل شواطئ القنفذة مزارا على الدوام، مضيفا بأن وفدا من شركة سعودية أميركية قام قبل فترة وجيزة بزيارة المحافظة واطلع على الشواطئ وتم التباحث حول تطوير الاستثمارات في المحافظة. وشهدت القنفذة تشييد عدد من المشاريع التطويرية مؤخرا من قبل البلدية شملت تطوير شاطئ حنيش والقنع وترصيف وسفلتة الشوارع المؤدية للكورنيش الجنوبي.

ويتنبأ المحافظ بمستقبل سياحي متميز للقنفذة لا سيما بعد زيادة حجم الاستثمارات وتشجيع السياحة والتعريف بجمال المحافظة وطبيعتها الخلابة بشكل أكبر، فمنظر رمال البحر وزرقة مائه وطيور البجع الأبيض بحسبه فيها سحر يسر الناظرين.

بدوره يصف عبد الرحمن محمد حلواني عضو اللجنة السياحة بمحافظة القنفذة مشهدا جماليا آخر من المدينة الساحرة قائلا: «إن الزائر من الوهلة الأولى يكتشف أن تلك المواقع أضحت ملاذا ومتنفسا لأبناء وزائري المدينة خلال فصلي الربيع والشتاء، مؤكدا أن منطقة القنفذة وطبيعتها ذات الخلجان والتكوينات الصخرية الرابضة على الشاطئ».

ويضيف الحلواني: «يجد السائح فيها روعة المكان وبهجة الزمان وتندمج في توافق جميل مع الإضافات الهندسية التي أحدثتها بلدية القنفذة لتجسد ملامح الحياة العصرية في شكلها البسيط».

ويوضح عضو اللجنة السياحة أن موقع القنفذة على البحر كأقدم ميناء في البلاد حيث استغل هذا الموقع ليكون مركزا للحملات العسكرية التركية في الحروب التي شنت على عسير. وقد تعرضت هذه المدينة خلال تلك الفترة لكثير من المحن والمتاعب، ولكن زالت تلك المتاعب وتلك المحن بدخولها تحت السيادة السعودية، ولا تزال كثير من الآثار التاريخية شاهدة على تلك الفترة إلى يومنا هذا.

ويؤكد الحلواني أن شواطئها ما زالت وإلى الآن تجذب كثيرا من الزائرين إليها، لما تتمتع به من طبيعة، وما تنتجه أرضها من كثير من الزراعات مثل الحبوب الغذائية وأنواع الفاكهة والخضراوات، مضيفا أن كل هذه الخصائص الطبيعية جعلت شواطئ القنفذة تتمتع بمكانة سياحية في شريط المدن الساحلية السعودية على ساحل البحر الأحمر، فموقعها المتميز جعل منها المكان المفضل لكثير من أبناء المناطق والمحافظات المجاورة.

وتوجد مجالات أخرى لها مستقبل زاهر في محافظة القنفذة مثل فرص استثمار في مجالات صيد الأسماك والزراعة والصناعة بحكم موقعها الذي يشكل نقطة التقاء مناطق ومحافظات الجنوب بالمناطق والمحافظات الغربية من مناطق المملكة. وبحسب عضو اللجنة السياحة فإن المحافظة شهدت خلال الأعوام القليلة الماضية زيادة في عدد السياح والزائرين بلغت 55 في المائة.

وكانت هيئة السياحة والآثار بمكة المكرمة قد دعت رجال الأعمال بالتقدم واستكمال الإجراءات للمشاركة في تطوير منتجع القنع بمحافظة القنفذة. ولفتت إلى نيتها لتهيئة الموقع للسائحين وللعائلات من مختلف مناطق السعودية. في حين شهدت الفترة الأخيرة طرح أرض استثمارية من قبل أمانة محافظة جدة بمساحة 120 ألف متر مربع للاستثمار بحيث يكون دور الهيئة العامة للسياحة والآثار دورا استشاريا. وبين مصدر من الأمانة أن الأرض تم تقسيمها إلى أربعة أجزاء ليكون هنالك استثمارات بشكل أكبر من خلال دخول كثير من المستثمرين للاستثمار بالمحافظة خلال الفترة المقبلة.