أعمال فنية لمكفوفين مصريين تترجم تخيلهم لآثار المتحف المصري

تحسسوا مقتنياته عن طريق اللمس

مكفوفون يشكلون أعمالا فنية بالطين الأسواني
TT

«عبر تغذية حاسة اللمس، يمكن أن تتفجر الطاقات الإبداعية للمكفوفين».. بهذا المبدأ، شهدت القاهرة مؤخرا ورشا تدريبية تحت عنوان «عندما تشعر الأنامل.. تبدع»، التي تهدف إلى تعريف المكفوفين في مصر بتاريخ أجدادهم الفراعنة بشكل عملي، وزيادة الوعي الأثري لديهم مما يساعد على إبداعهم الفني.

تقوم فكرة الورش، التي نظمتها مدرسة الوعي الأثري للمكفوفين بالمتحف المصري بالتعاون مع بيت السناري الأثري التابع لمكتبة الإسكندرية ومؤسسة «وورلد وايد أركيولوجي» (WWA)، على إعلاء حاسة اللمس لدى المكفوفين بعد أن حرموا من نعمة البصر، من خلال مساعدتهم على لمس الآثار لتخيلها مما يساعد على تنمية الجانب التاريخي لديهم، وكذلك الجانب الفني عبر ترجمة ما لمسوه في أعمال تشكيلية.

وبحسب المرشدين الآثاريين في مدرسة الوعي الأثري للمكفوفين بالمتحف المصري والقائمين على الورش، فإن فريق عمل المدرسة يقوم بإرشاد المكفوفين من كافة الأعمار، خاصة الأطفال والشباب، عن طريق تقديم شرح واف ومبسط للآثار الموجودة في المتحف عن طريق اللمس لبعض الآثار المختارة سواء في حديقة المتحف أو بداخله، مما يساهم في رفع الوعي الأثري للمكفوفين وتحفيزهم كذلك على المشاركة في النشاطات الثقافية والأثرية لتأكيد إحساسهم بالاندماج والمشاركة الفعالة في المجتمع الذي ينتمون إليه.

أما القسم الثاني من ورش العمل التدريبية، فيهدف إلى المساهمة في تحفيز الطاقات الإبداعية للمكفوفين، وذلك من خلال تجسيد أعمال فنية بالطين الأسواني لما لمسوه من آثار في المتحف المصري والقيام بتخيلها، وهو ما عكس استجابتهم الحسية للفن المصري القديم من خلال تشكيل نماذج مختلفة من الطين على هيئة أشكال هرمية، وأوز ميدوم الشهير، وأواني كانوبية (التي استخدمها القدماء المصريون خلال عملية التحنيط لتخزين وحفظ أحشاء الموتى للآخرة وكانت تصنع عادة من الحجر الجيري)، وأوان فخارية وغيرها من النماذج التي أفرغت طاقتهم الإبداعية.

يذكر أن مدرسة الوعي الأثري للمكفوفين، التي بدأت عام 2005 ويعمل بها مرشدون آثاريون حرموا من نعمة البصر، تهدف إلى التوعية الثقافية للمكفوفين عن الآثار المصرية وأهميتها وما الواجب نحوها، مما يخلق أجيالا أكثر وعيا بتاريخ بلادهم ويتميزون بالوعي الوطني والانتماء.