ياباني يتسلق جبل إيفرست وهو في الثمانين

مكافحا الشيخوخة على الطريقة اليابانية.. ونجاحه يعيده إلى موسوعة الأرقام القياسية

يويتشيرو ميورا مع ابنه في غرفة فندق في كاتماندو (رويترز)
TT

لم يكن التقاعد الهادئ في موطنه في اليابان هو أسلوب حياة يويتشيرو ميورا مطلقا. ففي الـ70 من عمره، أصبح ميورا الشخص الأكبر سنا الذي يتسلق جبل إيفرست، وكرر هذا الإنجاز مرة أخرى بعد خمس سنوات.

والآن وبعد خمس سنوات أخرى وهو في الثمانين من عمره، يعتزم ميورا أن يحاول مرة أخرى تسلق القمة البالغ ارتفاعها 8850 مترا، على الرغم من معاناته من مشاكل في القلب. ونجاحه يعني عودة اسمه مرة أخرى إلى موسوعات الأرقام القياسية، بعد أن تفوق عليه النيبالي مين بهادور شيرتشان، الذي وصل إلى قمة إيفرست في سن الـ76 في عام 2008.

ويعتزم ميورا التوجه مع فريقه، المؤلف من ثلاثة أبناء وثلاثة أحفاد، إلى قرية دينجبوتشي، الواقعة شمال شرقي نيبال، للاستعداد لمدة أسبوع قبل بدء الانطلاق رسميا في 19 أبريل (نيسان) الحالي.

وقبيل توجهه إلى نيبال، قال ميورا الفخور بنفسه والابتسامة ترتسم على وجهه «هذا هو أحدث شيء لمكافحة الشيخوخة». ويقول إن هدفه الرئيس ليس الرقم القياسي، ولكن مواجهة التحدي. ويقول ميورا أيضا إن اختبار «الشجاعة والقدرة على التحمل والتصميم على النجاح» هو ما يجعله يتمتع حتى الآن بشباب القلب. وأصبح ميورا متيما منذ فترة طويلة بجبل إيفرست. ففي عام 1970، أصبح أول شخص يهبط من على الجبل متزلجا من ارتفاع ثمانية آلاف متر.

وتم إنتاج فيلم عن هذا الهبوط، الذي أنجزه بمساعدة مظلة كادت تكلفه حياته. وحاز فيلم «ذا مان هو سكيد داون إيفرست» أو (الرجل الذي هبط متزلجا من إيفرست) على جائزة أوسكار أفضل فيلم وثائقي في عام 1976.

ويواصل ميورا تقليدا عائليا.. ففي سن 99 عاما هبط والده، كيزو، متزلجا جبل مون بلان، أعلى قمة في جبال الألب، على ارتفاع 4810 مترا. وعاش حتى وافته المنية عن عمر يناهز 101 عام. ويمزح ميورا قائلا «بلغت العشرين من عمري أربع مرات».

لكنه يعاني من مشكلة في ضربات القلب، حيث خضع لجراحة رابعة في يناير (كانون الثاني) الماضي، مما لم يترك له كثيرا من الوقت للتحضير لمغامرة إيفرست المقبلة. ويقول ميورا «عندما كنت في الـ70 من عمري، وكذلك تماما عندما كنت في الـ75، سألت نفسي هل سأتمكن من النجاح؟.. لكنني حاولت ونجحت».

ولم يفت في عضد ميورا حادث تزلج تعرض له عام 2009، والذي تسبب في إصابته بكسر في الحوض وفي عظمة الفخذ اليمنى، وظل يواصل اختبار قدرة جسده إلى أقصى الحدود. وخطرت له فكرة تسلق إيفرست للمرة الأولى في سن 65 عاما، في العمر الذي يفضل فيه معظم الناس التروي وتجنب الاندفاع.

وقال ميورا لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أثناء التدريب في قلب العاصمة طوكيو، إن «الشيء الأكثر أهمية هو عدم الاستسلام، حتى لو كانت لدى المرء مشاكل في القلب». وقام ميورا بإنشاء غرفة مجهزة بماكينة تشغيل يمكنها تعديل محتوى الأكسجين في الهواء ليتوافق مع ارتفاع ستة آلاف متر.

ويرافق ميورا ابنه جوتا (43 عاما)، المتزلج الأولمبي الذي يقول إن والده حاليا أقوى مما كان عليه قبل 10 سنوات. ويتدرب ميورا بانتظام بوضع أوزان على كاحليه وظهره، رغم أن جدول أعماله الشاق أدى إلى تفاقم مشكلة قلبه مؤخرا. ويصر ميورا قائلا «بإمكاني أن أخاطر مرة أخرى»، لكنه هذه المرة ينوي أن يأخذ وقته على الجبل، ويلتزم البطء في حركته. وكعادته، وضع ميورا تحديا جديدا أمامه بعد إيفرست، حيث يخطط لتزلج جبل تشو أويو، وهي قمة أخرى في جبال الهيمالايا ترتفع أكثر من ثمانية آلاف متر فوق مستوى سطح البحر.