جولة بين أفلام الأسبوع

«شر ميت» على القمة وسبيلبرغ يستعيد ديناصوراته

«شر ميّت»
TT

الاستفتاء الذي عادة ما تقوم به مؤسسات إحصائية أظهر أن رأي الجمهور في فيلم «شر ميّت» Evil Dead كان متدنيا. مجمل الآراء عكست تقديرا تحت الوسط بالنسبة للفيلم الجديد المأخوذ عن فيلم سابق بنفس العنوان حققه سام رايمي سنة 1981 قبل استلامه مهام إنجاز حلقات «سبايدر مان».

لكن هذا لم يمنع توافد الجمهور على الفيلم حين افتتح يوم الجمعة الماضي ليحقق في نهاية الويك - إند الأول ما مجموعه 26 مليون دولار أميركيا ونحو أربعة ملايين و500 ألف دولار في 21 سوقا خارج الولايات المتحدة وكندا.

يتناول الفيلم قصّة خمسة أفراد لجأوا في رحلة لهم إلى كوخ في الغابة ليكتشفوا أن الكوخ مسكون وقد يكون بمثابة فخ قاتل. ما ينجلي عنه الفيلم - الذي قام رايمي بإنتاجه مسلما إخراجه إلى سينمائي جديد هو فيد ألفاريز - هو تجارة رابحة كون ميزانيّته لم تزد عن أربعة عشر مليون دولار.

هناك فيلم جديد - قديم آخر حط هذا الأسبوع هو «جيروسيك بارك». إنه فيلم ستيفن سبيلبرغ الذي تم إنتاجه سنة 1994 بنتائج تجارية مذهلة. آنذاك أنجز الفيلم في افتتاحه أكثر من 18 مليون دولار بقليل إنما حين كان سعر التذكرة لا يزال خمسة دولارات وليس ضعف المبلغ الذي أصبح عليه الآن. ميزانيته التي وصلت حينها إلى 63 مليونا، غطّتها أرباح عالمية وصلت إلى 920 مليون دولار معظمها تحقق قبل حصول الفيلم على ثلاثة أوسكارات ومنها قرابة 300 مليون دولار من السوق الأميركية وحدها.

الآن يعاود سبيلبرغ، كونه منتج الفيلم أيضا، طرح الفيلم في السوق بحلّة جديدة. ليس كإعادة صنع بل كإعادة نظام فهو حول المشروع إلى الأبعاد الثلاثة تيمنا بالسائد. النتيجة هنا هي أن الفيلم أنجز نحو ثمانية عشر مليونا في هذا الويك إند وحط رابعا مع علامة استفهام حول حكمة ذلك علما بأن سعر التذكرة وصل إلى 35 دولار. ما سيحد من أي نجاح تجاري لفيلم الديناصورات التي تهدد البشرية بالانقراض حقيقة أنه مبرمج للانطلاق على أسطوأنات الدي في دي في خلال أسبوعين من الآن. بذلك يأتي إطلاقه سينمائيا أقرب ليكون إعلانا ترويجيا مسبقا لما سيحاول الفيلم إنجازه في مبيعات الوسيط الآخر.

هناك منافسة على المركزين الثاني والثالث بين الفيلم الكرتوني «ذا كرودز» وفيلم الأكشن «جي آي جو: العقاب» فكلاهما أنجز المركزين الثاني والثالث بين الفيلم الكرتوني «ذا كرودز» وفيلم الأكشن «جي آي جو: العقاب» جامعا 21 مليونا والخلاف على مئات الدولارات بينهما. لكن عالميا يتقدّم «ذا كرودز» على الفيلم المنافس بأشواط كونه حصد 300 مليون دولار حتى الآن وهو ضعف ما جمعه «جي آي جو: العقاب» عالميا للآن. وهو بذلك ثاني فيلم يحقق هذا الرقم هذه السنة بعد «أوز العظيم والقوي».

وعلى نطاق محدود (في خمس صالات أميركية فقط) تم عرض فيلم روبرت ردفورد «الصحبة التي تحتفظ» The Company You Keep واستحوذ على 146 ألف دولار منها. ليس بالرقم الذي يؤمّن ظهور الفيلم في سلم العشرة الأولى، لكنه رقم جيّد كون عروضه محدودة للغاية. الفيلم من بطولة ردفورد وإخراجه. تشويق ذو رسالة سياسية حول ذلك الناشط السياسي في السبعينات الذي لجأ للاختفاء لثلاثين سنة تبعا لتهمة لم يرتكبها، والآن يجد نفسها مطاردا من قبل رجال الإف بي آي ومن الصحافي (شايا لابوف) الذي يسعى لسبق صحافي.

* في الإعادة إفادة؟

* بوجود فيلمين نابعين، على نحو أو آخر، من الأمس، وهما «شر ميت» و«جيروسيك بارك»، يستمر لجوء هوليوود إلى تلك الفترة القريبة، نسبيا، لاستحواذ بعض نجاحاتها وإعادة صياغتها ثم إطلاقها من جديد. في السنوات القليلة الماضية شهدنا «كونان البربري» و«آرثر» و«الفجر الأحمر» و«كاراتيه كيد» ولو أن ليس كل الإعادات أنجزت نجاحات تجارية ملموسة. رغم ذلك، فإن أفلام الرعب الحديثة التي تم استيحاؤها من سينما ذلك العقد كانت أنجح من سواها في هذا المضمار ومنها «كابوس شارع إيلم» و«الجمعة الثالث عشر» و«ليلة خوف» وانتهاء بـ«شر ميّت».

المسألة تختلف قليلا بالنسبة لفيلم ستيفن سبيلبرغ «جيروسيك بارك» من حيث أنه ليس إعادة صنع بل إعادة تقديم، ولو أن سبيلبرغ يتحدّث حاليا عن جزء رابع من السلسلة سيخرجه كولين تريفوروف وسيتضمن، كما قال سبيلبرغ لمتحدّثيه خلال معرض للمؤثرات الخاصّة أقيم في لوس أنجليس في الشهر الماضي، ديناصورات جديدة. هذا يعني - أساسا - ابتكار مخلوقات حتى ولو كانت علاقتها بالتاريخ واهنة.

أيضا في التجهيز جزء جديد من «ترانسفورمرز» الذي ينتجه سبيلبرغ ويخرجه مايكل باي وفيلم خيالي علمي آخر يجمع سبيلبرغ لأول مرّة مع المخرج كريستوفر نولان (صاحب سلسلة «باتمان») عنوانه Interstellar مع ماثيو ماكونوفي في البطولة. ويميل سبيلبرغ للرسوم المتحركة في فيلمين متتابعين: الجزء الثاني من «رن تن تن» مع بيتر جاكسون مخرجا وجزء ثان من «مَن اتهم روجر رابت» الذي لم يعين مخرجا له بعد.

كل هذه الأفلام التي ستتوالى للعرض من هذا الصيف وحتى نهاية العام المقبل، هي كما هو ملاحظ من إنتاج سبيلبرغ وليست من إخراجه، ولا علم لأحد ما المشروع الذي يود هذا السينمائي تحقيقه بعد «لينكولن».

* روجر إيبرت

* على صعيد آخر مختلف تماما، بل ومضاد لسينما تهم الجمهور أكثر مما ترضي النقاد، أحدث غياب الناقد السينمائي روجر إيبرت عن سبعين سنة من العمر، يوم الخميس الماضي، حالة حزن إعلامية سادت المواقع والمطبوعات كافة. على الرغم من أن شركات السينما كانت دائما حذرة من تعاملها معه كونه كان من بين القلّة الأكثر تأثيرا على القراء، إن لم يكن أكثرها تأثيرا كون الناقد الراحل امتلك برنامجا تلفزيونيا واسع الإقبال إلى جانب أنه كان الناقد السينمائي الأول لصحيفة «ذا شيكاغو صن تايمز».

الواقع أن أحدا في تاريخ النقد السينمائي، أينما كان، لم يبلغ شهرة إيبرت. هناك نقاد مشهورون محليا أو ضمن اللغة التي يكتبون بها، لكن إيبرت كان جاذبا لملايين القراء شهريا من أركان العالم.

إلى جانب كتاباته أسس مهرجانا سينمائيا باسمه. هذا المهرجان يعقد في منتصف هذا الشهر دورته الخامسة عشرة في بلدة شامباين ولاية إيلينوي. هذا العام هناك شخصيات سينمائية مشهودة تحرص على حضور المناسبة من بينهم مدير التصوير المخضرم هاسكل وكسلر والممثلة تيليا سوينتون والمخرج رتشارد لينكلتر كما الممثل جاك بلاك.