بريق هوليوود في مزاد لمقتنيات جينا لولو بريجيدا

23 قطعة من مجوهرات نجمة السينما العالمية ضمن مزاد «سوذبيز» في جنيف

TT

في العادة، تتميز جلسات التصوير التي تعقدها دور المزادات بإقبال جيد من قبل المصورين والصحافيين في لندن، ولكن حجم الإقبال قد يتغير من مزاد لآخر نتيجة لأهمية القطع المعروضة أو لارتباطها بشخصية شهيرة. وهذا ما حدث أول من أمس في دار سوذبيز بوسط لندن، إذ بدت صالات العرض بالدور الأرضي للمبنى مكتظة بالمصورين والصحافيين الذين قدموا لرؤية مجموعة من قطع مجوهرات إحدى ملكات الشاشة الفضية في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، جينا لولو بريجيدا. للوصول للقطع المعروضة يجب على الزائر الانتظار واختلاس النظر إذا أمكن للمجوهرات أو لصور النجمة التي زينت القاعة وبدت تذكار من الزمن الذهبي لهوليوود.

وستقوم «سوذبيز» ببيع 23 قطعة من مجوهرات النجمة في مزاد يقام بجنيف يوم 14 مايو (أيار) المقبل، واستبقت المزاد بجولة عالمية عرضت فيها بعض القطع في هونغ كونغ ونيويورك ولندن، ثم ستنتقل إلى روما وميلانو، لتعود إلى جنيف في المحطة الأخيرة. غالبية القطع من صنع دار «بولغاري»، وتعد تلك القطع من أهم ما أنتجته الدار في تلك الفترة، بل وتعتبرها نماذج لفن الصياغة الذي أطلق اسم الدار عاليا، إلى درجة أن ضمنتها في معرضها المتجول «(بولغاري).. 125 عاما من الروعة الإيطالية».

ولكن لدواع كثيرة، منها ندرة بعض القطع أو صعوبة تنقلها من بلد لآخر، اكتفت الدار بعرض قطع محدودة، استعرضها معنا ديفيد بينيت رئيس مجلس إدارة الدار في جنيف ورئيس مجلس الإدارة لقسم المجوهرات في أوروبا والشرق الأوسط. أشار بينيت خلال حديثه إلى صورة لبريجيدا ترتدي فيها تاجا ماسيا لم يمكن إحضاره من جنيف للندن نظرا لضيق الوقت: «في هذه الصورة، حولت عقدا من الماس إلى تاج ارتدته كثيرا». العقد (التاج)، وهو من صنع «بولغاري» في عام 1954، من القطع التي ارتدتها الممثلة في عدد من المناسبات المهمة، منها حفل توزيع جوائز الـ«غولدن غلوب»، حيث حصلت على جائزة أفضل ممثلة. أما القطعة الثانية التي لفتت الأنظار بشكل خاص، فكانت قرطا من اللؤلؤ كبير الحجم والماس، ارتدته بريجيدا أيضا في عدد من المناسبات المهمة، منها لقاؤها الأميرة مارغريت شقيقة الملكة إليزابيث عام 1967 في لندن أثناء حضورها عرض مسرحية «ترويض النمرة» التي قامت بريجيدا ببطولتها. اللافت في القرط هو حجم اللؤلؤ، وهو ما يؤكد بينيت أنه من أسباب أهميته، ويؤكد أن وجود لآلئ بهذا الحجم يعد «أمرا غاية في الندرة».

يجيب بينيت عن سؤال عما إذا كانت بريجيدا تختار تصميمات قطع المجوهرات: «قامت باختيار وشراء معظم هذه القطع بنفسها كما قالت لنا، وأعتقد أن دور المجوهرات كانت تعرف ما تحبه النجمة من تصميمات وأحجار»، ولكنه يضيف: «لم تكن القطع من تلك التي قد تجدها في أي محل، بل كانت قطعا فريدة من نوعها».

نتساءل عما إذا كانت القطع المعروضة تتميز بطابع العصر الذي صنعت فيه، تقول لنا دانييلا ماشيتي خبيرة المجوهرات بالدار: «القطع صنعت في الخمسينات والستينات وتعكس صفات انتشرت في ذلك الوقت، تلك الفترة كانت العصر الذهبي لـ(بولغاري)، حيث عرفت الدار الشهرة العالمية. القطع التي اقتنتها بريجيدا تحديدا من تصميم الدار كانت كلاسيكية الخطوط. أذكر أن أحد الأشخاص سألني إن كانت هذه القطع يمكن ارتداؤها في هذا العصر وكانت إجابتي (لا شك لدي في ذلك)، فكلها تتميز بالصنعة المتقنة والأحجار الجميلة والخطوط الكلاسيكية».

ولكن ماشيتي أيضا ترى أن التصميمات في الدار قد تغيرت إلى حد ما لتلائم العصر مع بقاء ما وصفته بـ«الصنعة المتقنة والاهتمام بالتصميم»، فالاتجاه الآن هو لصنع مجوهرات يمكن لبسها في كل مكان «من المنزل إلى غرفة الاجتماعات»».

تشير ماشيتي أيضا إلى قطعة أخرى من ممتلكات بريجيدا، وهي ماسة ضخمة قدمت هدية لها لدى زيارتها لأحد المناجم في جنوب أفريقيا، وتصف كيف تحولت تلك الماسة الجميلة قطعة من المجوهرات الأثيرة لدى بريجيدا بعد أن أخذتها للصائغ لتركيب إطار ذهبي على شكل القلب.

في مقابلة مع مجلة «سوذبي»، تحدثت بريجيدا حول عشقها للمجوهرات وقالت: «أحب الأحجار خاصة اللآلئ والزمرد، فهي كلها طبيعية، منتجات طبيعية خام. ثم هناك الصنعة والحرفة التي يحملها الصائغ، المهارة التي تمكنه من تحويل هذه الأحجار الجميلة إلى قطع من الفن، كل منها يعتبر نموذجا في فن النحت». المعروف أن الممثلة درست الفنون في أكاديمية روما للفنون الجميلة في عام 1947 وتفرغت الآن للعمل في النحت والتصوير الفوتوغرافي. وأضافت: «بدأت أجمع قطع المجوهرات من صنع (بولغاري) في الخمسينات والستينات مدفوعة بجمال التصميم لتلك القطع التي رافقتني بعد ذلك في رحلات كثيرة مهنية وشخصية. ولكني هذه الأيام تفرغت لممارسة فن النحت، فبعد 65 عاما عدت لنقطة البداية مرة أخرى، وعدت للمهارات التي تعلمتها في أكاديمية الفنون الجميلة بروما. وكنحاتة، أصبحت لا أحتاج للمجوهرات، ولهذا قررت أن الوقت قد حان لأن أتقاسمهم مع هواء الاقتناء، وبهذا أستطيع دعم قضية قريبة من قلبي وهي أبحاث الخلايا الجذعية».