برواز حسين تلامس قلوب العرب بأغنية كردية

بعد نجاحها في برنامج «آراب آيدول»

برواز حسين
TT

هزت الفنانة الكردية الأربيلية برواز حسين مشاعر أبناء كردستان وجعلتهم يفخرون بها ويعتبرونها سفيرتهم إلى العرب، بعد نجاحها المدوي في برنامج «آراب آيدول» الذي تبثه محطة «إم بي سي»، وشدت فيه بالنسخة الكردية للحن رائعة القدود الحلبية «قدك المياس يا عمري» التي غناها مطرب العصر الجميل صباح فخري، وسفيرة لبنان إلى النجوم الرائدة فيروز، لتكون برواز حسين النجمة الكردية المتلألئة بسماء النجومية للجيل الحاضر. تتلقف الطرب العربي بلغتها الأم وتشدو بأجمل طلة لها على مسرح ويتابعها الملايين من العرب بالأغنية الشهيرة «كه دةلين ئةمرو دةشتو كيو شينة»، وترجمتها «عندما يقولون اليوم السهول والروابي تخضر»، وهي كلمات تناجي الحبيبة التي يقرن جمالها بجمال الطبيعة الخلابة بكردستان العراق. وهي الأغنية التي سبق أن أطلقها المطرب الكردي الكبير مظهر خالقي، حسبما يؤكد ذلك الملحن الكردي الأشهر هلكوت ظاهر راعي المواهب الفنية بكردستان. ويقول ظاهر: «هذه الأغنية بالأصل عربية، منقولة عن القدود الحلبية.. غناها صباح فخري، وفي تلك السنوات البعيدة لم تكن هناك وسائل الاتصال كما اليوم حتى يأخذ المطرب الكردي موافقة الملحن احتراما منه لحقوق الملكية الفنية، وشدا بها المطرب خالقي واشتهرت على نطاق واسع، وبقيت خالدة إلى اليوم.. وغناها الكثير من المطربين الكرد من مختلف الأجيال».

لم تكن برواز الفتاة الكردية الجميلة وهي تدخل إلى مسرح قاعة «الشعب» بأربيل لحضور إحدى المسرحيات، تتوقع أن تلتقي فارس أحلامها «كوران صالح». ولكن القدر رسم لهما لقاء العيون، ثم الابتسام، ثم سلام وكلام، ثم موعد فلقاء. وهكذا نشأت بينهما قصة حب عاصفة قبل أن يشتهر كوران كأحد مطربي الجيل الحالي.

زوجها كان طالبا بقسم الموسيقى بكلية الفنون الجميلة بأربيل في المرحلة الرابعة عندما تقدمت برواز للكلية نفسها وللقسم نفسه الذي يدرس فيها زوجها، فنما حبهما للموسيقى، بل اختارا الآلة الموسيقية نفسها لتعلمها، وهي «العود» سيد الآلات الموسيقية.

يقول كوران صالح: «تجمعني مع برواز قواسم كثيرة مشتركة: حبنا للفن والموسيقى، وعشقنا الأبدي، وثمرة زواجنا وحبنا الطفلة الجميلة (كونا). وكانت برواز منذ البداية تحلم بأن تشارك ببرنامج عربي بهذا الوزن الجماهيري، والحمد لله تحقق حلمها».

وعما إذا كانت برواز قد اشتغلت بالفن سابقا، قال: «لا لم تمتهن الفن، لكنها كانت عاشقة له، ولذلك اختارت كلية الفنون الجميلة، ولكنها كانت متابعة للنتاجات الفنية، وكانت دائما تتطلع إلى أن تسنح لها الفرصة لتغني، وغنت فعلا في بعض المهرجانات والنشاطات الخاصة بالكلية».

وعن أسباب ضعف لغتها العربية مقارنة بأدائها الرائع للكثير من الأغنيات التي تشدو بها على المسرح قال كوران: «بالطبع السبب يعود إلى ابتعاد إقليم كردستان عن تدريس اللغة العربية، وانقطاعنا لأكثر من 15 عاما عن عاصمة بلدنا بغداد ومعظم محافظات العراق؛ بسبب حصار النظام السابق. انغلقنا في كردستان عن الثقافة العربية، ولولا فضل الفضائيات والتطور التكنولوجي الذي أعاد ربطنا بالعالم العربي، لما كنا نعرف الكثير عن إخواننا العرب. وبرواز في البداية اتخذت لنفسها مترجما، خاصة لأول طلة لها على المسرح، لكنها تفهم اللغة العربية، وإن كان النطق بها صعبا عليها بعد. ولكني أؤكد للجميع أنها ستحسن لغتها العربية. وللعلم بعد الجولة الأولى تولت السفارة العراقية لدى لبنان مشكورة مهمة تسهيل مهمتها هناك، وقامت بكل أشكال الرعاية لها لأنها تمثل العراق قبل أن تمثل كردستان».

ووجه كوران صالح زوج برواز حسين برسالة إلى العالم العربي، وخاصة إلى بعض الأوساط الإعلامية العراقية التي تحاول التقليل من شأن برواز، وقال: «هناك للأسف بعض القنوات ووسائل الإعلام العراقية تقلل من شأن مشاركة فتاة عراقية بهذا البرنامج الفني الكبير. وهناك من لا ينظر إليها كممثلة عن العراق، في حين أنني وزوجتي ما زلنا نحمل بفخر الجنسية العراقية، وننتمي إلى هذا البلد العريق بحضارته الإنسانية، وبتفرده وريادته بمجال الفن والموسيقى. نحن ما زلنا جزءا من العراق، ولم نسمع من قيادتنا أي فكرة للانفصال عن العراق، فلماذا هذا التقليل من شأننا لمجرد كوننا أكرادا؟ نحن نسعى لتقديم فن راق ولإعلاء اسم العراق بالمحافل العربية والدولية، ولذلك أطالب جميع العراقيين بأن يشدوا من عزم برواز، وأن يساعدوها قدر الإمكان للتصويت لها، لكي تمثل العراق الذي نفتخر بانتمائنا إليه، كما نفخر بكرديتنا وبوطننا الحبيب كردستان العراق».

وكانت برواز قد لامست أيضا قلوب لجنة التحكيم الذين لا يفقه أي منهم اللغة الكردية، لكن الكل ومعهم الجمهور انجذبوا لهذا الصوت الرائع، فقد أشاد بها الفنان الكبير راغب علامة وقال: «أنت استطعت أن تربطي الخارطة الفنية بكردستان العراق بالخارطة الفنية العربية». فيما أشارت الفنانة الخليجية أحلام إلى «أن برواز جاءت من بلد الجنائن المعلقة»، ودعت إلى «دراسة مشاعر برواز الغنائية بالمدارس الفنية». وتعهدت الفنانة الجميلة نانسي عجرم بأن تتعلم اللغة الكردية لتفهم إبداعات هذه الفنانة القادمة من كردستان العراق. وقال حسن الشافعي «بأنه يحبها منذ إطلالتها الأولى»، وأوضح: «منذ رأيتك كنت أردد بأن الصوت الجميل لا يكفي وحده، بل يجب أن تكون هناك إضافة، وهذا ما حققته بكل جدارة، فأنت علمتني الكثير عن الفن الموسيقي».