«نسيان» توم كروز يقود شباك التذاكر حول العالم

جولة بين أفلام الأسبوع.. وقائمة «الأنجح دوليا» تتقاسمها أميركا والصين

توم كروز في «نسيان»
TT

> بعد سنة على بداية عرضه، نال «المنتقمون» The Avengers قبل يومين جائزة هي الثانية له منذ أبريل (نيسان) 2012 وهي جائزة «MTV» لفيلم العام. وهي أكبر جوائز المحطة الأميركية، التي تمنح جوائز فنية في مجالات أخرى، أهمها التلفزيون والموسيقى.

جنيفر لورنس فازت بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في «كتاب مسطر بالفضة» ونال برادلي كوبر جائزة أفضل ممثل عن الفيلم ذاته.

تغيب عن هذه الجوائز أي اهتمامات فنية محضة، فلا جائزة لأفضل سيناريو أو أفضل تصوير أو حتى أفضل موسيقى لفيلم. في المقابل هناك جائزة لأفضل «قُبلة سينمائية» (تلك التي تبادلها كوبر ولورنس في الفيلم نفسه) وأفضل عراك (روبرت داوني جونيور ومارك روفالو، والآخرون ضد توم هدلستون في «المنتقمون») وأفضل تمثيل بقميص مفتوح (وهذه نالها الشاب تايلور لوتنر عن دوره في «أنشودة الغسق: انبلاج الفجر - 2»، وأفضل «تمثيل مفزع» وهذه ذهبت إلى الهندي سراج شارما عن «حياة باي».

> قبل يومين أيضا ظهرت أولى نتائج الأسواق الدولية لهذا الأسبوع، مؤكدة أن الفيلم الجديد للممثل النشط توم كروز، وعنوانه «نسيان» Oblivion، تبوأ المركز الأول بين عروض الأفلام العالمية. هذا الفيلم الخيالي - العلمي الذي يجوب بين أزمنة مختلفة وتقع معظم أحداثه على بعد مستقبلي منظور جمع 61 مليون دولار في 48 سوقا من أصل 52 بلدا عُرض الفيلم فيها. عدد الصالات التي تم افتتاح هذا الفيلم فيها هو رقم مذهل آخر؛ 7444 صالة. وأعلى هذه الإيرادات وردت من روسيا، إذ سجل في أيامه الثلاثة الأولى 8 ملايين و600 ألف دولار في 670 صالة. بريطانيا كانت الثانية، إذ حصدت 7 ملايين و900 ألف دولار، وفي فرنسا، خطف المركز الأول كذلك بقيمة تقترب من 4 ملايين دولار.

> الأرقام العربية غير متوفّرة للآن، لكن الفيلم افتتح بإقبال ظاهر في الـ11 من هذا الشهر، في كل من الإمارات والكويت وقطر ولبنان والبحرين. وكل هذه الأسواق سبقت عروض الفيلم الأميركية المؤجلة إلى الأسبوع المقبل، لجانب حفنة من الأسواق العالمية الأخرى، بينها كندا والبوسنة وصربيا وبولندا واليونان.

> هذا ما أتاح متنفسا لفيلم «42»، وهو فيلم درامي من بطولة هاريسون فورد (اقرأ مقابلة «الشرق الأوسط» معه المنشورة يوم الاثنين الثامن من هذا الشهر) تدور رحاه في ملاعب البيسبول. «42» حالة واضحة من فيلم يقبل عليه الأميركيون على نحو خاص (لا نتوقع له نجاحا دوليا ذا شأن) كونه يمس لعبتهم الرياضية المفضلة حيث يؤدي الممثل شخصية مدير فريق «ذ دودجرز» الذي ينتمي إليه جاكي روبنسن (يقوم بدوره الشاب شادويك بوزمن)، أحد أشهر لاعبي البيسبول الذي حدث أنه أميركي من أصول أفريقية. في الأربعينات، كانت الملاعب الرياضية كما ملاعب الحياة الأخرى، لا تزال محملة بضغائن العنصرية التي عانى منها جاكي، وجزء كبير من الفيلم يقوم على تلك المواقف التي يطلب المدير فورد من لاعبه الأسود الارتقاء فوق ردّات الفعل على العبارات والتهجمات العنصرية التي كانت توجه إليه. بذلك، ما جذب الجمهور أيضا إلى هذا الفيلم مسددا له أكثر من 25 مليون دولار في الـ«ويك - إند» الأخير هو المضمون الباحث في ذلك الوضع العنصري الذي كان سائدا.

> نجاح هذا الفيلم حدّ من نجاح فيلم سيئ آخر في سلسلة «فيلم مخيف - 5» الذي، كسوالفه، يقصد السخرية من أفلام الرعب، لكنها ليست السخرية التي تنضح بكوميديا تثير الضحك تبعا لمواقف حسنة الكتابة والتنفيذ، بل مجرد مطبات ومفارقات ساذجة يقودها ممثلون لن يبني أي منهم صرحا مجيدا عبر عمله هنا. الفيلمان المذكوران هما الوحيدان الجديدان هذا الأسبوع وقد وضعا الفيلم الأول في الأسبوع الماضي، وهو فيلم رعب جاد بعنوان «شر ميّت» في المركز الخامس بعد استمرار ملحوظ لفيلمين ناجحين يدخلان شهرهما الأول في سلم الإيرادات، هما الأنيماشن «ذ كرودس» والأكشن «جي آي جو: العقاب». مجموع ما حققه الأول هو 142 مليونا وحصيلة الفيلم الثاني 103 ملايين دولار.

> قبل اعتلاء «نسيان» المركز الأول عالميا، كما ورد أعلاه، كانت القيادة لا تزال في يد «جي آي جو: العقاب» بطولة دواين جونسون الذي جمع عالميا في أسبوعه الثاني 40 مليون دولار، و145 عن أسبوعي عرضه. في المركز العالمي الثاني «ذ كرودس» الذي جمع في أسبوعه الثالث نحو 35 مليون دولار، لكن مجمل إيراداته وصل إلى 207 ملايين. لكن المراكز العالمية الثالثة والرابعة والخامسة هي لثلاثة أفلام صينية، هي على التوالي: «البحث عن مستر رايت» (24 مليون دولار) و«الرئيس.. الممثل والنذل» (19 مليونا) ثم «حرب المخدّرات» (13 مليونا). والأخير من تحقيق جوني تو الذي يواصل مسيرته كمخرج أفلام أكشن بوليسية وقتالية فانتازية. ومع وجود أفلام أميركية وصينية أخرى في باقي مراكز الـ10 الأولى تكون هاتان الصناعتان تقاسمتا النجاح الأكبر عالميا في ذلك الأسبوع.

> والحقيقة أن عدة أنباء تواردت من الصين هذا الأسبوع. من ناحية أولى لا بد من التذكير بأن عدد سكان الصين هو ما يسمح لأفلامها بالظهور على قوائم الإيرادات الدولية، بمعنى أنه ليس من الضروري أن تكون هذه الأفلام معروضة خارج الصين لكي تحتل مراكزها المتقدّمة في «شباك التذاكر» العالمي، بل يكفي الحشود المليونية التي تنجزها داخل الصين.

> ثم هناك الجوائز، مرة أخرى. ففي اليوم الذي تم فيه إعلان جوائز «MTV» الشبابية النزعة، أعلنت مؤسسة هونغ كونغ جوائزها السنوية. إنها مؤسسة جادة تم إنشاؤها سنة 1982 وتمنح جوائزها لأفضل الأفلام الصينية، وتلك المنتجة في هونغ كونغ في حقول الإخراج والكتابة والخانات الفنية الأخرى. هذا العام نجد أن فيلم «حرب باردة»، وهو فيلم بوليسي التقط أكثر من جائزة، بينها أفضل فيلم وأفضل مخرج (اثنان هما لونغمان ليونغ وصاني لوك) وأفضل ممثل (توني ليونغ كا فاي). أفضل ممثلة ذهبت إلى ميريام يونغ تشن واه عن «الحب خدعة»، بينما أطل «حرب باردة» مجددا جامعا جوائز في مجال أفضل «توليف» (مونتاج) وأفضل سيناريو، وأفضل مؤثرات خاصة.

> نظرة إلى أفلام الأسبوع المقبل على الخارطة الأميركية تنبئنا بأن «نسيان» هو الذي سيحقق المركز الأول بلا ريب، إن لم يكن بسبب نجاح تركيبته الإنتاجية الغزيرة بالمؤثرات البصرية ولغرابة موضوعه، فلأن الأفلام المنافسة الأخرى أضعف من أن تستحوذ على اهتمام مشتري التذاكر، ومن بين هذه الأفلام «أسياد سالم» (رعب) و«فيلي براون» (موسيقي) و«هوم رَن» (دراما).