الزعاق .. من طفل يخاف الرعد والبرق إلى أحد مشاهير الفلكيين السعوديين

أبناؤه يحملون أسماء لأجرام سماوية

الفلكي السعودي الزعاق يتحدث مع زائرين بجناحه المقام بمهرجان الجنادرية 28 (تصوير: مسفر الدوسري)
TT

دفعه خوفه من ظاهرتي البرق والرعد في طفولته للبحث عن تفسير لتلك الظاهرة السماوية التي تصاحب المطر، ليصبح أحد أشهر الفلكيين السعوديين حاليا، ويغدو مرجعا محليا وإقليميا لقراءات الفلك وتنبؤات الطقس وتقلبات المناخ، مما جعل الكثير من القنوات الفضائية ووسائل الإعلام العربية والعالمية تتسابق لاستضافته كمعلق على الأحداث الكونية في ذات المجال.

الفلكي السعودي الدكتور خالد الزعاق عضو اتحاد الفضاء العربي، يسرد حكاية تعلقه بالفلك والظواهر الكونية قائلا: «شغفي بالفلك يعود بي لسن الحادية عشرة من العمر حين كنت مصابا بفوبيا البرق والرعد، ما دفعني للقراءة حول تلك الظاهرة التي أخافتني»، مشيرا إلى فضل الفلكي الكويتي صالح العجيري في تعليمي لعلم الفلك وأسرار الكون والظواهر الطبيعية.

وقال: «أدين بالفضل في تعلم هذا العلم للعالم الفلكي صالح العجيري حيث تتلمذت على يده وأنا طفل في الحادية عشرة من عمري وكيف كان صالح العجيري يصغي لطفل في مثل سني ويتحمل تعليمي حرفا حرفا وقد احتفظت بالدفاتر التي كان يشرح عليها العجيري لي قبل أن تتوفر الفاكسات وتنتقل المراسلات عبر البريد والفاكسات في ذلك الوقت وكان ذلك قبل نحو 35 عاما».

وأشار الزعاق أن ولعه بعلم الفلك دفعه للزواج من امرأة تحمل اسم «بدور»، وسمى أبناءه بأسماء لها ارتباط بالفلك والأجرام السماوية، مشيرا إلى أن ابنته الأولى تحمل أسم «فلك»، والثانية «أورانس»، فيما أطلق اسم «شهاب» على ابنه، مما دفع بوالدته للوقوف بوجهه لتطلب منه عدم تسمية أبنائه بأسماء الأجرام السماوية.

وعندما يتحدث الزعاق حول الفلك أو المناخ فهو يفصله فصلا تاما، ويشير أن المناخ والفلك علمان منفصلان رغم اتحاد أصولهما ويستطيع الشخص الجمع بينهما لأنه لا بد من معرفة الأصول لهما وهناك أشياء مشتركة.

ومن خلال جناح «وش قال الزعاق»، الذي خصص له قسم كامل في جناح منطقة القصيم بالجنادرية يستعرض الزعاق أهم القطع القديمة والحديثة التي استخدمها العرب الأوائل في الفلك ومعرفة النجوم ورصدها وتسميتها وكذلك أهم ما توصل إليه العلم الحديث من أجهزة دقيقة للرصد والمتابعة.

ويعرض الزعاق أحد أجهزة تحديد المواقع القديمة التي حصل عليها من إيران وتسمى آلة السدس وبعض الأجهزة القديمة كالإسطرلاب الذي صنعه العرب.

ويشير الزعاق أن ثورة الفلك كانت بأيدي العرب واستفاد من هذه الثورة العلماء الغربيون وبنوا عليها حضارتهم الفلكية والعلم الحديث. ولا تزال بعض الأجهزة والنجوم تحمل الأسماء التي سماها العرب.

ويحتفظ الزعاق ببعض القطع التاريخية في مجال الفلك وبعض المخطوطات والتقاويم الهجرية والميلادية التي كانت تستخدم في السابق كما يحتفظ بنسخة أصلية من التقويم المستخدم من الملك عبد العزيز في عام 1946 ميلاديا قبل نحو سبعين عاما. ويستعرض الزعاق كتاباته في مسيرته الفلكية وتعلم الفلك حيث يسجل المشاهد السنوية وتاريخها وساعة وقوعها حول العالم ليرجع لها ويدون ملاحظاته.

فيما يشرح الدكتور خالد الزعاق في معرض «وش قال الزعاق» للزوار الأجهزة وتطبيقاتها والظواهر الفلكية إضافة للقطع الفلكية القديمة والحديثة، موضحا أن الزوار يبدون شغفا غير عادي نحو الفلك وأدواته ومعرفة أسرار الكون المحيط بنا وتفسير بعض الظواهر التي يشاهدونها، مبديا سعادته من المعرفة التي لدى الناس والزوار.