تونس: افتتاح متحف بورقيبة ضمن المسلك السياحي

في خطوة للاحتفاظ بذكرى الزعيم التونسي الراحل

TT

في مسعى يؤكد المؤرخون أنه خطوة للاحتفاظ بذكرى الحبيب بورقيبة الزعيم التونسي الراحل، يمثل متحف قصر المرمرة الذي افتتح رسميا يوم 6 أبريل (نيسان) الجاري بسقانص من مدينة المنستير (وسط شرق تونس) فضاء للزوار والباحثين عن الإرث البورقيبي. وتمّ غلق هذا القصر الرئاسي منذ الانقلاب السياسي سنة 1987 من القرن الماضي وبقي مهملا وسرق قسم من أثاثه ومعداته إلى أن تمت إحالته إلى وزارة الثقافة سنة 2001. ويعتبر المتحف حسب السلطات التونسية مكسبا يضاف إلى المسلك السياحي والتراث الثقافي بمدينة المنستير السياحية.

ويضم القصر غرفة نوم الزعيم وغرفة نوم زوجته وسيلة بورقيبة وبينهما باب. كما يضم أيضا مكتب الزعيم وقاعة استقبال وكلها تحتوي على أدوات أصلية، فضلا عن إحدى سيارات بورقيبة التي جيء بها من العاصمة. وأوضحت هاجر الانقليز ممثلة عن الدائرة الثقافية برئاسة الجمهورية أن البرنامج المستقبلي للمشروع يضمّ قاعة مؤتمرات وقاعة عروض فنية ومركزا للبحوث.

وأضافت أنه تم العثور بقصر قرطاج في الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية على 1163 قطعة من هدايا وتحف الزعيم بورقيبة مهملة كما عثر على النسخة الأصلية من دستور 1959 ملقاة بسرداب القصر.

ومن ناحيته أشار رياض بلحاج سعيد المشرف على أشغال المتحف إلى أن بيت بورقيبة يصنف بـ«القصر المتحف» وترتكز تهيئته أساسا على ثلاث مراحل، تتمثل الأولى في إعادة القصر إلى حالته الطبيعية، أما المرحلة الثانية فتشمل التهيئة المتحفية حيث سيتم إدخال إضافات على غرار التحف والأثاث والهدايا التي تم العثور عليها بسراديب قصر قرطاج. أما المرحلة الثالثة فتعتمد بالأساس على تغيير بعض الفضاءات على غرار المطبخ الذي سيتم استغلاله كمكتب إلى جانب مركز للتوثيق بالإضافة إلى بناء سياج للمتحف.

أما بالنسبة لمكونات المتحف، فإن الطابق الأرضي يتألف من قاعة الاستقبال وعرض لإحدى السيارات الرئاسية ووضع نصب تذكاري للزعيم بورقيبة بالإضافة إلى قاعة جلوس ذات طابع مغربي تفتح أبوابها على الواجهة الخلفية. ويضم الطابق الثاني جناح ابنة الرئيس حيث توجد غرفة نوم وقاعة جلوس وبيت استحمام بها مجموعة من الأثاث ذات قيمة فنية عالية في التزويق والذوق باستعمال الجلود الناعمة والنحاس بأيادي مصممين ومزوقين عالميين مثل «رفائيل لولو» و«ماكسي كلود» و«القرجي» و«شملة» والمهندس المعماري «كاكوب».

ومن المنتظر أن يتم استكمال الجزء الثاني والثالث من التهيئة المتحفية وبناء سياج للقصر مع موعد 3 أغسطس (آب) تاريخ ولادة الزعيم بورقيبة، في حين تبقى عملية إصلاح وصيانة نافورات مياه للقصر التي تشتغل بالأضواء والموسيقى وتعتبر الأولى على المستوى الأفريقي والعربي، محل تباحث بين وزارة الثقافة التونسية ووزارة الثقافة التركية في إطار التعاون بين البلدين حيث تعهد الجانب التركي بتكاليف إصلاح نافورات القصر المقدرة بنحو مليون دينار تونسي (نحو 700 ألف دولار أميركي).

وكانت رئاسة الجمهورية التونسية قد أصدرت الكتاب الأبيض عند افتتاح المتحف وتضمن الجزء الأول معلومات حول رسائل بورقيبة إلى الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي وإلى ابنه وتم العثور على 120 علبة أرشيف بسراديب قصر قرطاج كانت مادة أساسية للكتاب الأبيض. وتضمن الجزء الثاني من الكتاب مراسم الدفن التي كانت جاهزة بكل تفاصيلها خمس سنوات قبل وفاة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة.