«اليولة» موروث إماراتي «يتراقص» على أرض الجنادرية للمرة الأولى

حظيت باهتمام واسع وتفاعل من زوار جناح الإمارات في المهرجان

حظي جناح الإمارات في «الجنادرية» باهتمام أكبر بفضل الرقصات الشعبية التي تتصدر مشهد الجناح
TT

رغم الغنى الذي تتمتع به أرض الجنادرية في مسألة إحياء الموروث الثقافي للرقصات الشعبية التي اشتهرت بها - ولا تزال - مناطق المملكة على اختلافها، فإن هذا الموروث الوطني الكبير شهد هذا العام تنافسا كبيرا مع موروث آخر قادم من الجارة الإمارات العربية المتحدة.

«اليولة» رقصة شعبية مميزة ومشهورة في الإمارات وبعض المدن الخليجية الأخرى وإن بطرق مختلفة، حضرت هذا العام، وللمرة الأولى، على أرض الجنادرية، وحظيت، وفق الكثير من المتابعين، باهتمام واسع من زوار المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية 28).

وكان لحضور عدد من الفنانين الإماراتيين من الفرق الشعبية المحترفة في استعراض ثقافة دولة الإمارات العربية المتحدة، تأثير واضح على زوار جناح دولة الإمارات.

وشهد الجناح تفاعلا منقطع النظير من الحضور مع «اليولة» وهم (المؤدون)، بالسيف أو السلاح، للرقص، ويتطلب تأدية هذا الفن، الذي اشتهر به الإماراتيون منذ القدم حتى هذا الجيل في المناسبات والأعياد والسهرات واجتماع الأصحاب، مواصفات وقواعد خاصة، حيث يرافق فن «اليولة» إيقاعات الأغاني الشعبية الحربية، أو «شلة» (قصيدة مغناة) يطبق عليها «اليولة» ما اكتسبوه من التدريب المستمر عليها في الأعراس والمناسبات المختلفة، بمرافقة «العيالة».

يقول لـ«الشرق الأوسط» سعيد الكعبي، مدير جناح الإمارات في «مهرجان الجنادرية»، إن «(اليولة) من الرقصات الشعبية المشتهرة قديما في الإمارات التي تمارس ضمن الاحتفالات، خصوصا من قبل أعضاء الفرق الحربية و(العيالة)، وهم الصفوف المتقابلة من مؤدي فنون الرقصات الشعبية الحربية في الإمارات. وكانت قديما تمارس من قبل كبار السن في الإمارات بأسلحة عبارة عن بنادق صيد بأوزانها وأطوالها الحقيقية، وتمارس كهواية من بعض (اليولة)».

وفي الوقت الحالي، تم تطوير الرقصة كأحد الفنون الشعبية المشتهرة في الإمارات، كفن الأداء التقليدي (العيالة) المسجل في قائمة «اليونيسكو» للتراث الثقافي غير المادي الذي يحتاج للاهتمام والمحافظة عليه في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011.

وأطلقت في العقد الماضي كثير من المسابقات على مستوى دولة الإمارات، ليتنافس الشباب والأطفال في ما بينهم في فن «اليولة» حتى يتم التعلم من خلال هذه المنافسات وتعزيز هذا الفن التراثي القديم، لكن باستخدام بنادق صيد غير حقيقية، مصنوعة من البلاستيك أو مواد خفيفة أكثر من غيرها؛ لمنع الإصابات ولغرض التدريب.

وحول سؤاله عن سر الاهتمام بـ«اليولة» عن غيره من الفنون الشعبية في الإمارات، قال الكعبي: «اليولة فن قائم بحد ذاته بالمهارات الجسدية التي من الصعب على أي شخص أن يتقنها، إضافة إلى أنها من الفنون التي يستمتع بها الإماراتيون وزوار الإمارات من السياح الأجانب على حد سواء، والدليل على ذلك المسابقات ذات الصيت العالي للاهتمام بها، التي ترعى من قبل القيادات العليا في الإمارات، كبطولة (فزاع) لفن اليولة التي يرعاها الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، وقد اشتهرت وذاع صيتها على مستوى العالم العربي».

الاهتمام بفن «اليولة» جعل القائمين على التعليم في الإمارات يستقطبون «اليولة» عبر مسابقات تقام على مستوى المدارس في الدولة، حيث أشار الكعبي في حديثه إلى أن فن «اليولة» يفطر عليه الإماراتيون ويتم إتقانه بالممارسة دون معاهد مخصصة لتعليم فن «اليولة» الذي يمارس في أنحاء الإمارات، فالأهالي يعلمون أبناءهم عليه منذ الصغر في بيوتهم، ويشجعونهم على إتقانه والمحافظة على تراثهم، والتجديد فيه.