مرة جديدة سيخفق قلب لبنان على إيقاع الحفلات الموسيقية الثلاث التي ستحييها جمعية «Heartbeat سلسلة الأمل» في 19 و20 و21 الشهر الحالي على مسرح كازينو لبنان في منطقة جونية. فللسنة السابعة على التوالي تنظم الجمعية المذكورة هذا الحدث الذي ينتظره اللبنانيون بحماس كل عام من أجل المساهمة في إحياء الأمل في قلوب أطفال يعانون من أمراض قلب خلقية وقد أخذت الـ«Heartbeat» مهمة علاجهم مجانا على عاتقها من خلال ريع هذه الحفلات التي ينظمونها في موعدها من كل عام. يتخلل هذه الحفلات المتاح حضورها أمام من يشاء من الراغبين في مساعدة هؤلاء الأطفال من خلال بطاقات الدخول المتوفرة في مراكز بيع خاصة تقديم وصلات موسيقية لمجموعة من الأغاني الغربية التي يقدمها أطباء ومهندسون ورجال أعمال وغيرهم من المتطوعين لإحياء هذه الحفلات.
«جوك بوكس» هو عنوان الحفلات الثلاث التي ستقام هذا العام والتي ترمز إلى نوعية ولائحة الأغاني الغربية التي سيتم تقديمها والمختارة من مختلف أنحاء العالم وتشمل حقبات فنية منوعة عرفت أهم وأشهر الأغاني الفرنسية والإنجليزية واللاتينية والتي يرددها محبوها منذ السبعينات حتى اليوم كالتي غناها شارل ازنافور وجيلبير بيكو وكلود فرنسوا وألتون جون وإنغلبرت هامبردينغ وتوم جونز وميشال ساردو وآديل وغيرهم. وسيتاح للحضور مرافقة الفرقة الموسيقية الموجودة على المسرح في استعراض حي والمؤلفة من كارلوس أبو شبكة ورافي منديان ود. موريس خوري على الغيتار ود. جاد حبيب على لوحة المفاتيح الموسيقية والموسيقي وليد طويل على آلة الدرامز فينشدون الأغاني التي يحبونها والمختارة من قبل اللجنة المسؤولة عن تنظيم هذه الحفلة في جمعية الـ«Heartbeat» والتي تجمع ما بين أغاني البارحة واليوم والغد أمثال تلك التي يؤديها فرانك سيناترا وصولا إلى أغاني أفلام العميل البريطاني الشهير جايمس بوند.
يتخلل الحفلات لوحات راقصة يشارك فيها طلاب السنة الثانية من كلية الطب في الجامعة اليسوعية إضافة إلى موظفين عاديين وهواة غناء أمثال منال ملاط وقد وضع خطوطها العريضة اختصاصي طب العائلة الدكتور جاد حبيب.
ويؤكد طبيب الأسنان د.غبريال منسي مسؤول العلاقات العامة في الجمعية أن الإقبال الكبير الذي تشهده هذه الحفلات كل عام ساهمت في علاج أكثر من 1000 طفل مصاب بأمراض قلب خلقية منذ تأسيس الجمعية في عام 2006 حتى اليوم وقد استفاد من هذه المساعدات أطفال من لبنان والعراق وسوريا. وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «متوسط كلفة علاج كل طفل سنويا تصل إلى 5000 دولار وأن مؤسسات عدة كتلك التابعة للأمير الوليد بن طلال وجمعية (تمني) وعدة مصارف لبنانية ومستشفى (أوتيل ديو) وغيرها يساهمون مباشرة في تطور هذه الجمعية ودفعها إلى الأمام من أجل تقديم أكبر قدر ممكن من العلاجات لهؤلاء الأطفال».
والمعروف أن جمعية Heartbeat سلسلة الأمل هي جمعية غير ربحية تكمن مهمتها في توفير أعلى مستويات العمليات الجراحية الحديثة تقنيا وعمليا لعلاج الأطفال الذين يعانون أمراضا خلقية في القلب. تأسست من قبل عدة أطباء من مختلف الاختصاصات وهي تؤمن مواردها المالية من خلال حفلات غنائية وحفلات عشاء سنوية، بالإضافة إلى دعم سخي يقدمه إليها مانحون ورعاة وشركاء. وعالجت الجمعية حتى الآن أكثر من 1200 طفل من لبنان والشرق الأوسط، من بينهم أكثر من 200 طفل في عام 2012 وحده.
أما العشاء السنوي الذي سيلي الحفلات فسيفتتح بعرض فيلم إعلاني صور خصيصا للجمعية لدعم الحملة التسويقية التي تقوم بها ويظهر طفل مريض في القلب يمر في مرحلة خطرة فيتم إسعافه من قبل الأطباء الذين لا يلبثون أن يتحولوا إلى عازفي موسيقى يصورها الإعلان بأنها تعيد الحياة إلى الطفل.