القاهرة تحتضن اليوم أكبر مهرجان دولي لـ«الطبول والفنون التراثية»

36 فرقة فنية تمثل 25 دولة حول العالم

TT

من فوق ربوة قلعة صلاح الدين التاريخية أعلى مكان بالقاهرة، تبدأ شعوب العالم اليوم في قرع طبولها، معلنة عن بدء فعاليات أكبر مهرجان دولي للطبول والفنون التراثية، في تحاور ثقافي لإخراج معزوفة فنية تعبر وتدل على التواصل الإنساني بين الشعوب، وتوصيل صوت التراث الفلكلوري لكل العالم. تشارك في عروض المهرجان 25 دولة عربية وأوروبية بالإضافة إلى مصر، مُمثلة بنحو 36 فرقة فنية، تعرض كل أشكال الصور التراثية القديمة المندثرة، والتي يعاد إحياؤها من جديد من خلال مشاركة أهم فرق الفنون الشعبية من دول ألمانيا وأذربيجان وكازاخستان والصين والإكوادور وكولومبيا وبنغلاديش وباكستان وإندونيسيا وسريلانكا ورومانيا وتركيا وغينيا وناميبيا وجزر المالديف وتوجو واليمن والجزائر والأردن والإمارات والعراق ومصر.

وبحسب رئيس المهرجان الفنان انتصار عبد الفتاح فإن المهرجان يتبنى تجربة فريدة تتخذ من الحوار بين الفنون والثقافات وسيلة للتعرف على تميزها وتفردها، وهو ما يجعله يختلف عن مهرجانات الفنون الشعبية التقليدية، وهذا ما سيشاهده الجمهور خلال ورش العمل الفنية التي تنظم على مدار المهرجان، مبينا أن هذا التفاعل الثقافي لن يقف فقط بين الفنانين وبعضهم ولكن سيشارك الجمهور في صنع الحالة الإبداعية والفنية الخاصة بالعرض.

من جانبه، صرح وزير الثقافة المصري الدكتور محمد صابر عرب بأنه لأول مرة سوف تشهد أماكن أثرية وميادين عامة بالقاهرة ومدن أخرى عروضا فلكلورية لفرق أجنبية ومصرية تقدم بالمجان على مدار اليوم، وذلك بهدف نشر الوعي بالفلكلور والتراث العالمي بشكل عام والأفريقي على وجه الخصوص، وكذلك توصيل موسيقى الدول المشاركة وفلكلورها إلى محبي الثقافة والفن. وقالت وزارة الثقافة في بيان لها إن المهرجان سيكرم اليونان كضيف شرف، باعتبارها وريثة إحدى أعظم الحضارات التي أثرت التاريخ الإنساني، أما قارة أفريقيا فهي ضيف الشرف الدائم لكل دورات المهرجان، وستضمن أيام المهرجان احتفالية كبرى للاحتفال بأفريقيا وطن الطبول، كما تحتفي الدورة الأولى بمرور 50 عاما على تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية عام 1963 والتي تحولت لاحقا إلى الاتحاد الأفريقي، حيث يتم تكريم الدكتورة دلاميني زوما رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، وذلك لدعمها لنساء القارة الأفريقية المحافظات على التراث، والتي أبدت سعادتها بتكريمها في المهرجان. وسُيكرم المهرجان، الذي يستمر حتى يوم 25 أبريل (الحالي)، رموز التراث في مصر لما قاموا به للحفاظ على الشخصية المصرية، من بينهم زكريا الحجاوي عاشق المداحين، والفنان محمود رضا مؤسس فرقة رضا للفنون الشعبية، والفنان عبد الرحمن الشافعي رائد المسرح الشعبي، بالإضافة لتكريم الدكتور ثروت عكاشة المفكر ووزير الثقافة المصري الأسبق لدوره في بناء المؤسسات الثقافية المصرية، إلى جانب الفرنسي جي دونجرادي نائب رئيس مؤسسة الشباب الموسيقى الفرنسي لما قام به من دور في استخدام الموسيقى والفلكلور في تنمية جزيرة كورسيكا الفرنسية. وعن المشاركة المصرية بالمهرجان، ينتظر أن تشارك فرقة توشكي للفنون التلقائية، وملوي والأنفوشي والشرقية وبورسعيد والعريش للفنون الشعبية، وهو ما يعكس كل ملامح أقاليم مصر الثقافية. ويصاحب المهرجان إقامة سوق شعبية للمنتجات التراثية على مسرح بئر يوسف بقلعة صلاح الدين، تشارك فيه قطاعات وزارة الثقافة المصرية وبعض الدول الأجنبية، تعرض خلاله المنتجات الحرفية والتراثية لهذه الدول المعبرة عن تاريخها وثقافتها. كما يقام على هامش المهرجان «أول متحف للآلات الشعبية المصرية وآلات موسيقية من مختلف ثقافات العالم» في قبة الغوري الأثرية بالقاهرة الفاطمية.