16% لديهم حسابات على «تويتر» يرسلون 50 مليون تغريدة شهريا

السعودية: التصدي للإساءة الشخصية عبر «تويتر» بالقانون

TT

يكاد موقع التوصل الاجتماعي «تويتر»، الأشهر عالميا، يمثل نبض الشارع السعودي، بعد الزيادة الهائلة التي شهدها مؤخرا بنمو أعداد المغردين بالسعودية بمعدل 3000%، تمثل حساباتهم 16% من نسبة عدد السكان السعوديين، 55% منهم ذكور، مقابل 45% من المغردات الإناث، الذين يغردون 50 مليون تغريدة شهريا.

بدورها، استطلعت «الشرق الأوسط» آراء المغردين السعوديين حول حجم تأثير شبكة «تويتر» الاجتماعية على حياتهم الشخصية والعملية، وكذلك تعاملهم مع الإساءات التي توجه لهم بشكل شخصي. جوشوا فان إليستاين، الشهير على الشبكات الاجتماعية بـ«أبو متعب الأميركي»، أوضح لـ«الشرق الأوسط» أنه يجد صعوبة في الرد على جميع رسائل وردود متابعيه الذين جاوزوا حاجز الـ100 ألف متابع، لكنه في المقابل لم يستعن بشخص أو جهة لإدارة حسابه، كونه يفضل الكتابة بشكل عفوي. وبين «أبو متعب الأميركي» أنه من خلال تغريداته، تعرض للإساءة عبر «تويتر» والتشكيك في نواياه، فيقول: «تعرضت للكثير من الإساءة والتشكيك في حبي للسعودية، ومليكها وشعبها، ولكن لم ألتفت إلى هذه الإساءات».

بينما يشير سهيل الرزين، المتخصص بتنظيم المعارض والمؤتمرات، إلى أن «تويتر» كوسيلة تواصل يعتبر بيئة مناسبة لإيجاد علاقات جيدة مع الأشخاص، إضافة إلى كونه مؤثرا جيدا على الرأي العام السعودي، إلا أنه يجد صعوبة في الرد على كافة الـ«منشن» (الردود) التي ترده بشكل يومي من قبل متابعيه، غير أنه لم يتعرض لإساءة استهدفته شخصيا حتى الآن.

ويعتقد المهندس نايف القزلان، أن «تويتر» فتح له آفاقا كبيرة من ناحية عمله في مجال تطوير الويب، وتسويق المنتجات التي يقوم بتطويرها كمواقع الإنترنت أو التطبيقات التفاعلية بشكل سهل وميسر. يقول القزلان: «يمكن اعتبار (تويتر) ساحة مجانية للإعلان عندما يتوافر لديك منتج جيد ويتوقع أن يلاقي قبولا لدى المستهلكين، هذه الآفاق تطورت نحو احتراف العمل في (تويتر) خصوصا والشبكات الاجتماعية عموما لإنتاج تطبيقات يكون لها مردود مادي، سواء عن طريق الإعلانات أو عبر تقديم خدمات مدفوعة».

ويدير القزلان عدة حسابات مؤثرة يملكها على «تويتر» كـ«متوترون» و«صور طازجة،» و«جواز سفر»، وحساب مبادرة «وقاية»، يختص كل منها بمجال معين وتقديم محتوى مختلف، ولكنهم يشتركون في زيادة تأثيرهم بارتفاع عدد متابعيهم إلى ما فوق 250 ألف متابع من السعودية وخارجها. ويشير المهندس القزلان إلى أنه لا توجد صعوبة في الرد على المتابعين بحسابه الشخصي، لكن عند الحديث عن الحسابات الكبيرة التي يديرها، فغالبا يتم الرد على «المنشن» الذي يخص عمل الحساب فقط ويتم تجاهل أي آراء جانبية لا علاقة لها بموضوع الحساب بشكل مباشر.

وحول التعامل الأمثل مع الردود المسيئة التي تصل حسابه الشخصي والحسابات الأخرى التي يديرها، ذكر القزلان أنه لا يجد ردودا سيئة، «كون الدائرة التي يتفاعل معها بشكل شخصي صغيرة جدا، لكن هناك بعض الردود المسيئة التي تصل إلى الحسابات العامة، يتم تجاهلها لأن النقاش سيكون بلا طائل ومن دون نتيجة نهائية، وفي الغالب تكون موجهة ضد المحتوى المطروح فقط وليست بشكل شخصي».

التعرض للإساءة عبر «تويتر» طال عدة مغردين، إما بالسب أو التهديد أو الإيذاء بالابتزاز وانتحال الشخصية، كما حصل مع المغردة الأكثر تأثيرا عربيا أماني العجلان المتخصصة بعلم الاجتماع، التي روت في مدونتها تفاصيل ما حدث لها في العام الماضي: «فوجئت بأحد الحسابات تحمل صورتي الشخصية ولكن تحت اسم فهد، لم أستبعد التصرف من بعض الطائشين، ولكن فضلت أن أتعامل بكل حلم مع هذا الشخص، وطلبت منه أن يغير صورتي، ولكن الرد كان خارجا عن حدود الأدب، فاتبعت الأسلوب المعتاد وهو حجب الحساب، ثم راسلت إدارة موقع (تويتر) التي حظرت الحساب والتوجه للسلطات المحلية المختصة لعمل اللازم».

وتستذكر أماني العجلان في مدونتها الإلكترونية، تفاصيل اليوم الذي توجهت فيه بصحبة والدها لمركز شرطة الملز (شرق مدينة الرياض) مستندة إلى نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية، تحديدا لمكتب مدير المركز الذي استنكر في أول الأمر نوع الشكوى، إلا أن جدية الموضوع دفعته بعد فترة لأن يكتب توصيته على المعاملة للتعامل معها بسريه تامة وباهتمام بالغ، ومن بعدها توجهت للمحقق الذي زودته بكافة المعلومات والملاحظات حول الموضوع، ورغبتها في توجيه التهمة لأحد معين أو تقديم البلاغ، بعد تصوير كافة التغريدات التي وصلتها من الحساب وتسليمها للمحقق.

وتستكمل العجلان في مدونتها: «بعد أسبوعين تقريبا وبعد عناء طويل، استطعنا تحديد موقع مرتكب هذا الفعل، والمفاجئة أنها كانت فتاة، فاضطررت آسفة أن أتنازل عن القضية، ولكن بعد أن تحدثت معها مطولا لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء فعلها وعن كونها مدركة لما ستؤول إليه الأمور، واكتشفت جهلها التام بمثل هذا القانون».

وتعتبر إسراء عسيري، المتخصصة بمجال التسويق الإلكتروني، أن التعامل مع الردود المسيئة بشكل منطقي كحالة النقد الحاد بالمناقشة أولا، ولكن تعمد الإساءة أو القذف بشكل شخصي من الأفضل أن يتم تجاهله. وتشير عسيري إلى أنها اتجهت للشكوى بشكل قانوني عبر إرسال رسالة بريد إلكتروني لهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، بعد أن تطاول عليها أحد المغردين، الذي اتضح في ما بعد أنه مراهق اعتاد الكتابة بشكل طائش على الإنترنت، وانتهى الأمر به إلى كتابة تعهد بعدم التعرض أو الكتابة بشكل مسيء وغير مشروع.

وبنهاية المطاف، ترى إسراء عسيري أن تأثير «تويتر» في الغالب كان إيجابيا وساعدها في تسهيل التواصل مع أشخاص كثر في نطاق عملها والتعرف على أشخاص تطورت العلاقات الافتراضية معهم لصداقات وعلاقات عمل ناجحة، نتيجة للشفافية التي وجدتها في التعامل معهم عبر متابعة كل ما يغردون به.