بدء احتفالات إشبيلية بإيقاد 200 ألف مصباح.. ومشاركة مليون زائر

النساء يرتدين ملابس الفلامنكو في «ليلة السمك».. وعربات الخيل بدل السيارات

احتفالات مدينة إشبيلية يعود تاريخها إلى عام 1847
TT

بدأت ليلة الاثنين - الثلاثاء، احتفالات مدينة إشبيلية، جنوب إسبانيا - ويعود تاريخها إلى عام 1847 عندما قام بعض التجار من إقليم كاتالونيا وإقليم الباسك، شمال إسبانيا، بالاتفاق مع بلدية إشبيلية على إقامة لقاء تجاري سنوي لعدة أيام - موقدة 200 ألف مصباح، على مساحة 275 ألف متر مربع وتستمر لمدة أسبوع. وخلال هذه الفترة تتعطل الحياة في المدينة تقريبا، لانشغالها بالاحتفالات، حيث يسهر أهالي المدينة حتى ساعات متأخرة من الليل، كما يتوافد على إشبيلية آلاف السياح للمشاركة في الاحتفالات. وذكرت جمعية أصحاب الفنادق أن نسبة امتلاء الفنادق قد وصلت إلى 85 في المائة، كما أن هناك أكثر من ألف وخمسمائة شرطي لمراقبة سير الاحتفالات.

بدأ الاحتفال ليلة الاثنين - الثلاثاء بتحضير طبق شعبي يدعى طبق السمك، ويحتوي على مختلف الحيوانات البحرية، ولهذا يطلق على اليوم الأول من الاحتفال اسم «ليلة السمك»، وهو تقليد سارت عليه الاحتفالات منذ عشرات السنين. وتمتد على طول المكان وعرضه الكثير من الشوارع التي أطلق عليها أسماء أشهر مصارعي الثيران في إسبانيا، وعلى الجانبين أقيمت المحلات والمطاعم من مختلف الأنواع، ويصل عددها إلى أكثر من ألف. ولا يسمح بسير السيارات في الشوارع ويستعاض عنها بالعربات التي تجرها الخيول، وتشارك في الاحتفال وهي في كامل النظافة والزينة، كما أن هذه العربات لها وقت محدد للقيام باستعراض خاص بهذه المناسبة.

وترتدي الكثير من النساء ملابس الفلامنكو، خلال أيام الاحتفال، لكن الأزمة المالية التي تمر بها إسبانيا أثرت بشكل واضح على شراء هذا النوع من الملابس، وأخذت الكثير من النساء يلجأن إلى شراء بدلات فلامنكو من النوع الرخيص، وتقدر قيمته بين مائة إلى مائتي يورو، أما بدلة الفلامنكو ذات النوعية الجيدة تكلف بين 600 و1500 يورو. وقد ذكرت مسؤولة جمعية موضة ملابس الفلامنكو بأن النساء «يتجهن إلى ارتداء ملابس الفلامنكو الرخيصة، أو حتى تصليح الملابس القديمة».

وفي منطقة الاحتفالات أيضا مكان خاص للأطفال، ويدعى «شارع جهنم»، واسمه لا يدل على أنه للأطفال، وفيه تتوفر مختلف أنواع الألعاب الترفيهية، التقليدية والحديثة، كما أن المشرفين على الاحتفال ادخلوا هذا العام نظاما جديدا للعثور على الأطفال الضائعين بسرعة، إذ استحدثوا طريقة توزيع لوحة صغيرة توضع على صدر الطفل، تدل على هويته، وإذا ما فقدت العائلة طفلها، فإن أي شخص يصادف طفلا ضائعا باستطاعته أن يخبر المسؤولين عن طريق تصوير تلك اللوحة الصغيرة التي يحملها الطفل بواسطة الجوال، وعندها يحضر المسؤولون وعائلة الطفل في الحال إلى المكان.

وتصل ذروة الاحتفالات يوم الجمعة، إذ تستمر حتى الساعة الخامسة فجرا، وفي يوم السبت يبقى المكان مفتوحا حتى الساعة السادسة فجرا، كما ويشارك في احتفالات المدينة مشاهير مصارعي الثيران لإحياء هذه المناسبة، ويتوقع أن يصل عدد الزائرين إلى المليون زائر، ثم تنتهي يوم الأحد، عند منتصف الليل بإطلاق الألعاب النارية.

ويعود تاريخ هذه الاحتفالات إلى عام 1847 عندما قام بعض التجار من إقليم كاتالونيا وإقليم الباسك، شمال إسبانيا، بالاتفاق مع بلدية إشبيلية على إقامة لقاء تجاري سنوي لعدة أيام، من أجل الالتقاء مع تجار آخرين بغرض التبادل التجاري، وخصوصا تجارة الحيوانات، وكانت تقام فيه مسابقات للخيول والثيران والحمير، ثم تطور اللقاء شيئا فشيئا، وأخذت بعض المؤسسات بفتح مطاعم ومحلات خاصة لخدمة المشاركين، ومن ثم بدأت بعض الفرق الموسيقية والفنية بالمشاركة، وبمرور الزمن تغير هدف اللقاء، وأصبح تقليدا فنيا تشارك في المدينة وتقوم بإحيائه كل عام، وأصبح رمزا مهما للسياحة، واكتسب شهرة كبيرة، على المستوى الشعبي والرسمي. وفي عام 1877 زارته ملكة إسبانيا إيزابيل الثانية، وفي عام 1916 زاره الملك ألفونسو الثاني عشر وزوجته فيكتوريا أوخينيا. ثم توقف بعض السنوات بسبب الحرب الأهلية الإسبانية (1936 - 1939) ثم عاود نشاطه بعد ذلك، وفي عام 1948 أقيم احتفال ضخم بمناسبة مرور مائة عام على إنشاء هذه الاحتفالات، وفي عام 1956 زاره الجنرال فرانكون حاكم إسبانيا، وفي عام 1966 زارته جاكلين كندي، زوجة الرئيس الأميركي جون كندي، وفي عام 1968 زاره ولي العهد، آنذاك، خوان كارلوس الأول وزوجته صوفيا.