الطباخون المغاربة حصدوا الجوائز شمالا وجنوبا.. وأهمها في مجال الحلويات

الطبخ في المغرب مهنة أبدع فيها الرجال.. وأشهر طباخ كان صحافيا

TT

كان الطباخون المغاربة على مقربة من تحقيق نجاح كبير، خلال مسابقة «البوكيز الذهبي» التي تعد أرقى منافسة للطبخ في العالم، وأطلقها طباخ فرنسي عام 1987. شارك الطباخون المغاربة في المسابقة التي جرت في مدينة ليون وقدموا أكلات وحلويات أبهرت المشاركين، وعلى الرغم من أن الجائزة الأولى كانت من نصيب الطباخ الفرنسي تيبو روجيري، فإن الطباخين المغاربة حصلوا على تنويه من طرف الذين حضروا أو شاركوا في المسابقة.

الإقبال على دراسة الطبخ في المعاهد المتخصصة في المغرب أصبح لافتا، خاصة أن فرص العمل متاحة. كان أول من قدم برنامجا تلفزيونيا عن الطبخ في المغرب هو الصحافي الراحل عبد الرحيم بركاش الذي اشتهر بوصفاته المغربية الأصيلة. اعتبر الطبخ هواية ومتعة وظل يقدم برنامجه التلفزيوني «مائدة» ويشارك في مهرجانات الطبخ حتى رحيله.

من بين الأسماء المعروفة كذلك في مجال الطبخ بالمغرب الشيف الهواري الذي لا يزال يطل على المشاهدين من خلال الشاشة الصغيرة ويقدم لهم أطباقا مغربية وعالمية. وثمة أسماء أخرى لم يحصلوا على المكانة التي يستحقونها لأسباب متعددة، وهو ما يشير إليه عبد السلام النوري الذي يعمل موظفا، بيد أن الطبخ يستهويه، لكنه اعتزل قبل أن يحترفه.

وفي السياق نفسه يقول كرم السنوسي وهو طباخ تخرج قبل أربع سنوات في مدرسة خاصة للطبخ، إن هذا الفن أصبح يستهوي كثيرين من الشباب، ملاحظا أن عدد الطلبة خلال فترة الدراسة يتزايد سنويا، وقال إن فرص العمل وتنامي القطاع السياحي أديا إلى إقبال كثيرين لدراسة الطبخ باعتباره علما وفنا في الوقت نفسه. يقول السنوسي في معرض إجابته حول أسباب اختيار هذا المجال «واجهت صعوبات في الدراسة الأكاديمية، لهذا السبب فكرت في تعلم حرفة أضمن من خلال مزاولتها لقمة العيش، وعندما استعرضت مهن التخصص وجدت أنه من المناسب أن أتعلم الطبخ، وهكذا أصبح المطبخ مهنتي الأساسية».

وأضاف أنه «لم أكن أعلم شيئا عن الطبخ ولم أفكر قط أنني سأكون طباخا في يوم من الأيام، ولكن الظروف جعلتني أرجح هذا الاختيار الذي أصبحت فخورا به ولم أندم عليه مطلقا».

تختلف تجربة الشيف سعيد عن تجربة كرم السنوسي، لأن الشيف سعيد عشق الطبخ قبل أن يصبح طباخا وازداد ارتباطا بعشقه، عندما أصبح يبدع في اختراع وصفات ويمزج بين المواد والتوابل ليصنع بيديه وجبات شهية نالت إعجاب من تناولها.

ويقول في هذا الصدد «عشقت المطبخ منذ الصغر، كنت أقضي ساعات مع والدتي في المطبخ، وكنت ألاحظ كيف تصنع الأطباق، وأحيانا كنت أقترح عليها بعض الوصفات، وإضافة بعض التوابل على الرغم من أنه ليس من العادة وضعها وكانت تعجب بالنتيجة، حينها اكتشفت موهبتي والتحقت بأحد فنادق أغادير وهناك تعلمت خلال خمس سنوات الكثير من أسرار المهنة، ثم انتقلت إلى فندق آخر في نفس المدينة إلى أن وجدت فرصة عمل في الخارج وأنا الآن مستقر في عملي».

يتباهى الشيف سعيد بمهنته التي حصل بفضلها على عدة شهادات وعدد من الجوائز. وبشأن رؤيته لمهنته يقول «لا يخلو أي عمل من الصعوبات، لكني تغلبت على جميع الصعوبات اعتمادا على المؤهلات الشخصية وأنا شخصيا أعتبر الطبخ فنا وإبداعا وعلما يتجدد ويتطور مع استمرار الحياة».

عدد من الزوجات يقلن إنهن يفضلن طبخ أزواجهن. وفي هذا السياق تقول أمينة الشياظمي «زوجي يجيد الطبخ أفضل مني، حتى إن الأولاد يفضلون طبخه ويطلبون منه تجهيز الأكل باستمرار، وغالبا ما يستجيب للطلبات، إذ المطبخ بالنسبة له هواية ومتعة ومجال للإبداع والاكتشاف لذلك لا يمانع أبدا في أن يعد لهم أكلات متى رغبوا في ذلك».

بفضل النجاحات التي حققها الطباخون المغاربة، أصبح المغرب بفضلهم رائدا من رواد الطبخ وصنع الحلويات على المستوى الأفريقي والأوروبي، كما أنه حصل على جوائز إقليمية وعالمية حيث توج بطل أفريقيا والشرق الأوسط في مجال صناعة الكعك عام 2007، وحصل على جائزة الصحافة المختصة لأحسن تذوق في كأس العالم للكعك عام 2008، إضافة إلى جائزة أحسن ترويج للبلد بكأس العالم للحلويات عام 2007 وجائزة أحسن ديكور خاص بكأس مثلجات (آيس كريم) في بطولة العالم للمثلجات عام 2008، إلى جانب الميدالية البرونزية في كأس العالم للمثلجات عام 2010 إضافة إلى حصوله على الرتبة الرابعة في كأس العالم للمثلجات السنة الماضية.

وخلال التنافس على جائزة «البوكيز الذهبي» التي تنافس فيها 24 طباخا من 24 بلدا، أبان الفريق المغربي عن مستوى جيد بشهادة تاغبيس «بطل العالم» في صناعة الحلويات، حيث أكد وقتها أن المغاربة يتمتعون بموهبة كبيرة في مجال الحلويات والشوكولاته وتوقع أن يفوزوا في المنافسات المقبلة بالجائزة الكبرى. ومما ساعد في تميز الطباخين المغاربة، تنوع وغنى «المطبخ المغربي»، ذلك أن هذا المطبخ يمزج بين عدة اتجاهات، من ذلك أطباق ومأكولات منطقة البحر الأبيض المتوسط، والأكلات التي اعتاد عليها المغاربة وجاءتهم من فرنسا وإسبانيا بالدرجة الأولى، إضافة إلى بعض الأكلات الأفريقية التي تتميز بمذاق توابلها الكثيرة.