«الاختلاف الطبيعي» يجمع بين راقصين فلسطينيين وأجانب

راقصون من ذوي الاحتياجات الخاصة يشاركون في مهرجان رام الله للرقص المعاصر

ملصق المهرجان
TT

انتصر مهرجان رام الله للرقص المعاصر، هذا العام، لذوي الاحتياجات الخاصة، مطلقا دورته الثامنة في القدس ورام الله، تحت شعار «الاختلاف الطبيعي» دعما لهذه الفئة.

ويشارك راقصون من ذوي الاحتياجات الخاصة لأول مرة في مهرجان راقص في فلسطين.

وقال خالد عليان، مدير المهرجان في مؤتمر صحافي: «ينتصر المهرجان في دورته لهذا العام لذوي الاحتياجات الخاصة من خلال استضافة فرقتين من ذوي الإعاقة، هما فرقتا (كاندوكو) البريطانية و(الأخوين ثابت) التونسية».

ويشارك في المهرجان الحالي 13 فرقة للرقص المعاصر من فرنسا واليونان والنرويج وسويسرا وآيرلندا وبريطانيا والبرازيل وألمانيا وتونس، إضافة إلى فرقة سرية رام الله، القائمة على تنظيم المهرجان.

وألهبت عروض قدمتها فرق ماجي مارين الفرنسية، وأبالينو النرويجية، وأثاناسيا من اليونان، وياندي نامور الفرنسية، حماس الجمهور الفلسطيني الذي شاهد عروضا مختلفة في القدس ورام الله في مراكز ثقافية متنوعة.

وفي كل عام كانت الفرق تجوب الضفة الغربية، ولكن هذه المرة اقتصرت العروض على القدس ورام الله بسبب شح الإمكانيات المالية، كما أوضح خالد عليان الذي قال إن أحد أهم أهداف المهرجان إضافة إلى إقامة جسور التواصل مع الفرق العالمية وتبادل الخبرات معها هو إطلاع أعضاء هذه الفرق على الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.

ومن المفترض أن ينتهي المهرجان في 25 الحالي بعرض فلسطيني غربي مشترك لراقصين من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين تدربوا سويا على مدار الأيام القليلة الماضية.

وتستمر فعاليات المهرجان الذي يقام بدعم من عدد من المؤسسات المحلية والدولية حتى الخامس والعشرين من أبريل (نيسان) الحالي.

وتتطلع سرية رام الله إلى تدريب شبان فلسطينيين من ذوي الإعاقة على الرقص المعاصر بعد انتهاء المهرجان.

وقال خالد عليان، مدير المهرجان: «سنطلق بعد انتهاء المهرجان، مشروعا لتعليم الرقص لذوي الإعاقة، وسنشكل فرق رقص خاصة بهم وسنسعى لدمجهم بالفرق المحلية».

وقالت ربيكا أندرسون، المديرة التنفيذية لفرقة «كاندوكو»: «نحن سعداء بالعمل على تدريب فلسطينيين من ذوي الاحتياجات الخاصة للمشاركة في عرض مشترك مع فرقتنا خلال المهرجان».

ومهرجان رام الله للرقص المعاصر، تنظمه سرية رام الله الأولى، بشكل سنوي، وهو مهرجان فني متخصص في مجال الرقص المعاصر، وقد تم عقد الدورة الأولى للمهرجان في عام 2006. وفي عام 2007 تم تأسيس شبكة مساحات للرقص المعاصر التي تضم في عضويتها، إضافة إلى سرية رام الله الأولى، كلا من مسرح مقامات للرقص المعاصر - لبنان، وتجمع تنوين للرقص المسرحي - سوريا، والمركز الوطني للثقافة والفنون الأدائية - الأردن، ومنذ عام 2007 يتم تنظيم مهرجانات الرقص المعاصر بشكل مشترك.

وقالت سرية رام الله في بيان: «يهدف المهرجان إلى تعزيز لغة الحوار والتبادل الثقافي بين الشعب الفلسطيني وشعوب العالم، وتعريف الجمهور الفلسطيني بأشكال متنوعة من الرقص المعاصر، وتطوير قدرات العاملين في مجال الرقص في فلسطين. ويستهدف المهرجان الجمهور الفلسطيني بشكل عام، وقطاع الشباب بشكل خاص. وقد حاز مهرجان رام الله للرقص المعاصر جائزة القطان التقديرية للعمل الثقافي المميز لعام 2008».

ويتجاوب الجمهور الفلسطيني بشكل لافت مع المهرجان، رغم الظروف السياسية والمعيشية الصعبة التي يعيشها.

ويؤمن أصحاب المهرجان بالعلاقة بين الكفاح والرقص ويصفونه بالكفاح الفني الذي يحارب سطوة الاحتلال.

وكتب القائمون على صفحة موقع المهرجان: «بأجساد برونزية صقيلة بالشمس والزيت، ورقص لبعل أو لديونيسيوس، كان قدماء هذه البقعة الجيوروحية، في مثل هذا الوقت من كل عام، يعبرون عن غبطتهم بالحياة، وهي تبعث في الأرض من جديد. والآن، وبما تبقى من دفقة الحياة، نعبر نحن الناجين، وإن لم ننج تماما، بالرقص عن غبطتنا بما لم ينل الاحتلال من ريش عنقاء روحنا، وهي تخفق في الطيران الجديد. وبالرقص أيضا يشاركنا من العالم أصدقاء نثمن تلبيتهم دعوتنا، في الوقت الذي تعمل فيه الدعاية الصهيونية على تغييب وجهنا الحضاري والثقافي، لتجد ما يبرر لها ما ترتكبه يوميا من جرائم بحقنا، ولتجعل دفاعنا عن حقنا يبدو عنفا وإرهابا، بينما هو كفاح فني».