«حجازيات 2»: رشة ضوء في ظلام طويل أحاط بالأغنية الحجازية

أمسية نظمها مجموعة شبان لتقديم أقدم دانات الحجاز وبعث أغنيات عمالقتها

TT

هي رشة ضوء في الظلام الحالك الذي أحاط بالأغنية الحجازية منذ فترة طويلة من الزمن الفني الراكد؛ نثرها شبان عشقوا الطرب الحجازي بألوانه المتنوعة، وضمنوها أمسية حالمة أطلقوا عليها اسم «حجازيات2»، واحتضنها النادي الأدبي الثقافي في مدينة جدة (غرب السعودية) الخميس الماضي، وحضرها نخبة من المهتمين بموروث الطرب الحجازي ورواد الثقافة في منطقة مكة المكرمة.

هي ليلة على «شط البحر» لكنها مطرزة بأكثر من قمر، أو بمعنى أصح مطرزة بأكثر الشموس إشراقا في ماضي الطرب الحجازي، بدءا من الراحل الحاضر الفنان الأسطورة طلال مداح، والموسيقار الكبير عمر كدرس، وطارق عبد الحكيم وفوزي محسون، وفنان العرب محمد عبده وشاعرة الحجاز ثريا قابل، وشاعر الوطن الكبير إبراهيم خفاجي.

إلا أن الأكثر جمالا في هذه الأمسية هو الحضور الشاب الذي ملأ قاعة النادي الأدبي بالكامل، حضور متعطش تماما لألوان الفن الحجازي التي قرر القائمون على الأمسية البدء بواحد من أكثرها عمقا في التاريخ الحجازي وأندرها حضورا في الأغنية، وهو لون الرودمان الذي يعتبر من الدانات التي بدأت منذ نحو 1000 عام في مكة المكرمة وانتقلت منها إلى بقية الحجاز وكان أبرز مؤديها في الحجاز المرحوم محمد علي سندي، أستاذ الدانة، وتتلمذ في مدرسته فوزي محسون والفنان الشهير طلال ومن بعدهم محمد عبده وغيرهم.

حفلة الخميس التي احتضنها مسرح جمعية الثقافة والفنون، جاءت بعد نجاح حققته أمسية سبقتها وحملت العنوان نفسه «حجازيات1»، قبل نحو عشرة أيام، وكان حضورها مفاجئا خصوصا من فئة الشباب التي اقتحمت الزمن الحجازي الجميل بحماس وحب يدعو للإعجاب.

واشتملت الحفلة الغنائية إلى جانب بعثها للألوان الحجازية الشهيرة كالدانة والرودمان والمجرور على تقديم مجموعة من الأعمال الموسيقية المعاصرة التي أسهمت في إثراء الموروث الثقافي في المملكة وخصوصا في منطقة الحجاز. وكانت الحفلة بقيادة المايسترو عازف القانون عماد زارع وغناء الفنان الشاب فيصل سعيد، ومشاركة الفنان الشاب علي عويس ونخبة من الموسيقيين.

يذكر أن الحفلة ينظمها نادي الطرب وهو ناد أسسه عدد من هواة الفن والطرب الشباب، ويسعى إلى تقديم لمحات عن الفن السعودي العريق، وتوثيق علاقة المجتمع بهويته ووطنه والحفاظ على الموروث والإسهام في تعريف الجيل الحالي به.