معرض في القاهرة لصحف توثق لحظات فارقة من التاريخ العربي

تخص 14 دولة ويعود بعضها لفترة الخمسينات والستينات

عدد من صحيفة «الأيام» اليمنية أحد النماذج التي يحتضنها المعرض
TT

للصحافة العربية تاريخ طويل بدأ مع القرن التاسع عشر الميلادي، ومن أجل التعريف بجزء من هذا التاريخ المرتبط بلحظات فارقة في حياة شعوب الوطن العربي، تحتضن القاهرة الأسبوع المقبل معرضا لنوادر ووثائق الصحافة العربية، الذي ينظمه «بيت السناري» الأثري بالقاهرة التابع لمكتبة الإسكندرية، بالتعاون مع مجلة «أيام مصرية» التي تهتم بتقديم صفحات من التاريخ المصري والعربي.

يتيح المعرض فرصة للمواطن العربي ليشاهد للمرة الأولى نسخا أصلية من صحف عربية صدرت من سنوات طويلة، كما يهدف إلى تقديم مجموعة من الصحف العربية تخص 14 دولة يعود تاريخ بعضها للخمسينات والستينات من القرن العشرين، وهي الصحف التي صدرت في فترات الاستقلال والتحرر من الاحتلال الأجنبي.

وبحسب القائمين على المعرض فإنه ينقسم لأربعة أقسام، يستعرض القسم الأول الصحافة العربية في قارة أفريقيا ممثلة في صحف مغربية وجزائرية وليبية وسودانية ومصرية، في حين يستعرض القسم الثاني الصحافة العربية في قارة آسيا حيث الصحف اليمنية والسعودية والكويتية والأردنية والعراقية واللبنانية والفلسطينية، ويستعرض القسم الثالث الصحافة السورية في ملف خاص عن الوحدة المصرية السورية عام 1958 وذلك كنوع من التحية للأرشيف الوطني السوري الذي يعاني من محنة شديدة حاليا. وأخيرا يستعرض القسم الرابع وثائق مصرية تؤرخ إجراءات مصادرة الصحف وإيقافها.

وبحسب أحمد كمالي، المشرف على تحرير فصلية «أيام مصرية»: «يضم المعرض صحفا تؤرخ للحظات من ثنايا التاريخ العربي وقت أن كانت الدول العربية قد تخلصت من الاحتلال أو على وشك التخلص منه، لبيان كيف تناولت الصحف هذا الحدث، إلى جانب التطرق لعرض ملامح الحياة اليومية في هذه الدول بما يلقي الضوء على المجتمعات في هذه الأزمنة».

ويبين كمالي أن المعرض سيتضمن إصدار عدد تذكاري من مجلة «أيام مصرية» بعنوان «أيام عربية»، مضيفا أن المعرض يتناسب مع الأجواء التي يعيشها الوطن العربي حاليا، والذي تمر عليه لحظات قاسية تضرب مواطنيه في آمالهم وأحلامهم وطموحاتهم: «لذا جاءت المبادرة بتنظيم معرض يستعرض لحظات من المجد العربي وتنامي الشعور بأهمية نشر الحلم العربي وثقافة العروبة والقومية العربية».

ويلفت إلى أن المعرض يضم كذلك مجموعة نادرة من وثائق الصحف سواء المتعلقة بتراخيص إصدارها أو بقضايا مصادرتها، كما يهدف إلى إطلاق دراسة جدوى لمشروع أرشفة وتوثيق الصحافة العربية التي بدأت مع القرن الـ19 وأطلقت الخيال لكثير من المفكرين والأدباء العرب، وأصبحت لسان حال الشعوب العربية.

كانت مكتبة الإسكندرية قد بدأت في عام 2006 مشروعا طموحا لتوثيق الصحافة المصرية، فوثقت للصحف المصرية التي صدرت في القرن 19 والقرن 20. وركزت على توثيق مجلات وصحف ثلاث مؤسسات هي الأخبار وروزاليوسف ودار الهلال، وتقوم الآن بمشروع لتوثيق صحيفتي الجمهورية والأهرام، كما ركزت على توثيق الصحف التي أصدرتها الأقليات التي عاشت في مصر مثل الجاليات اليونانية والتركية والفرنسية وغيرها، كما حصلت مكتبة الإسكندرية ضمن مقتنياتها على أعداد كاملة من الصحف النادرة مثل مجلة «البعكوكة» الهزلية التي صدرت في مصر عام 1937.