عرفانا بالجميل ولمشواره الفني الذي تجاوز النصف قرن، أقامت دار الأوبرا المصرية احتفالية فنية كبرى بعنوان «وداعا عبد المنعم كامل» لتأبين الفنان الراحل الدكتور عبد المنعم كامل رئيس دار الأوبرا المصرية السابق، أحد فرسان فن الباليه، وذلك بمشاركة نخبة من كبار المسؤولين والفنانين من فرق الأوبرا المختلفة.
بدأ الاحتفال بالسيمفونية السابعة لبيتهوفن لأوركسترا أوبرا القاهرة، أعقبه فيلم تسجيلي بعنوان «وداعا عبد المنعم»، رصد أهم المراحل والمحطات الرئيسة في مشوار الراحل الفني الذي تجاوز نصف القرن، ثم قدم عازف البيانو المصري العالمي رمزي يسي مقطوعة موسيقية للموسيقار العالمي شوبان، تلاها عزف من جانب رئيسة دار الأوبرا الدكتورة إيناس عبد الدايم على آلة الفلوت للموسيقار العالمي رحمانينوف، بالإضافة إلى عرض فيلم تسجيلي آخر بعنوان «الفارس» تناول التكريمات والإنجازات التي حققها كامل خلال عمله في الأوبرا كفنان، ثم في مجال الإدارة حين تولى رئاسة الأوبرا، كما غنى نخبة من نجوم فرقة أوبرا القاهرة باقة من أغاني أشهر الأوبرات التي قام بإخراجها عبد المنعم كامل.
أما الجزء الثاني من الحفل فتضمن تابلوهات من أشهر الباليهات التي صممها وأخرجها كامل، واختتم الحفل بعرض فيلم مسجل لوصية عبد المنعم كامل للفنانين والعاملين بالأوبرا، التي سجلها قبل رحيله بأيام.
حضر الاحتفال وزير الثقافة المصري الدكتور محمد صابر عرب، وبعض سفراء الدول الأجنبية والعربية لدى مصر وبعض الوزراء السابقين.
وفي كلمته أشار وزير الثقافة المصري إلى أن عبد المنعم كامل أصر على أن يؤدي عمله الفني حتى آخر لحظة في حياته وتوفي على المسرح وهو يدرب الفريق، وأنه كان يتمنى أن يموت بهذه الطريقة بعد خمسين عاما من العمل الاستعراضي الأوبرالي، مبينا أنه كان فنانا وإنسانا وسفيرا لمصر وله علاقات من خلال فنه مع معظم دول العالم، مضيفا أن كامل يعتبر من جيل المؤسسين للأوبرا المصرية، وأنه حاول تمصير الأوبرا وتبسيط العمل الأوبرالي حتى يفهمه المصريون. وقال الوزير إن كل ركن وتابلوه في الأوبرا يتجسد به الراحل، وكان يقاوم المرض بالفن ومات وهو يمارس فنه ويدرسه لتلاميذه، وكانت وصيته أن يخرج جثمانه من الأوبرا.
من جانبها قالت رئيسة الأوبرا إن كامل كان رمزا من رموز الفن الرفيع ورائدا لفن الباليه وله إسهامات كثيرة في خدمة الثقافة والفنون في مصر.