رواية «ساق البامبو» لسعود السنعوسي تفوز بجائزة «بوكر للرواية العربية»

تقدم معالجة جريئة للمجتمع الخليجي وتبحث في إشكاليات العمالة الوافدة

سعود السنعوسي
TT

فازت رواية الكاتب الكويتي سعود السنعوسي «ساق البامبو» بجائزة «بوكر للرواية العربية» في عامها السادس حيث سلمها له رئيس هيئة السياحة والثقافة الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان أول من أمس. وقد جرى الإعلان عن اسم الفائز على لسان رئيس هيئة التحكيم لهذا العام، الكاتب والأكاديمي المصري، جلال أمين، في حفل خاص بأبوظبي شهد حضور حشد من المسؤولين والمفكرين والأدباء وممثلي وسائل الإعلام العربية والعالمية.

وإلى جانب القيمة المادية للجائزة البالغة خمسين ألف دولار، فإنها تضمن للفائز ترجمة روايته إلى اللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى زيادة المبيعات، وذيوع صيته عالميا.

وقد جذبت رواية «ساق البامبو» لجنة التحكيم ورئيسها من بين الروايات الست المرشحة للجائزة لأنها تتضمن موضوعا مغايرا عن السائد العربي، حيث تطرقت إلى مفهوم الهوية والبحث عنها وما تشكله من محور تطرق بجرأة إلى قضية العمالة الأجنبية في الخليج العربي وتحديدا الكويت ومدى امتزاج بطل الرواية بين نظامين مجتمعين مختلفين. الرواية محكمة البناء وتتميز بالقوة والعمق وتطرح سؤال الهوية في مجتمعات الخليج العربي الحديثة، وتحكي قصة عيسى الشاب المنحدر من أب كويتي وأم فلبينية. حين يعود عيسى وقد بلغ سن النضج من الفلبين إلى الكويت موطن أبيه، ويلقى نفسه في وضع صعب فهو لا يجد نفسه في البلد الأسطوري الذي كانت أمه تحكي له عنه، وإنما يجد نفسه ممزقا بين الأواصر البيولوجية الطبيعية التي تربطه بأسرة أبيه من ناحية وبين عصبيات المجتمع العربي التقليدي الذي لا يستطيع قبول فكرة زواج عربي من فلبينية ولا يعترف بالذرية الناتجة عنه.

اختيرت رواية «ساق البامبو» باعتبارها الأفضل من بين الأعمال الروائية المنشورة في فترة الـ12 شهرا الماضية، وقد تم اختيارها من بين 133 رواية تقدمت للتنافس على الجائزة من كل أنحاء العالم العربي. وقال جلال أمين معلقا على الرواية الفائزة بالنيابة عن هيئة التحكيم لعام 2013: «إن أعضاء لجنة التحكيم يشعرون بالسعادة البالغة لفوز (ساق البامبو) بالجائزة، وجميعهم متفقون على تميز الرواية فنيا إلى جانب جرأة محتواها الاجتماعي والإنساني».

تكريم الروائيين الخمسة وبالإضافة إلى الفائز، تم أيضا في الاحتفال تكريم الروائيين الخمسة الآخرين الذين وصلوا إلى قائمة الست روايات النهائية. ويذكر أن كلا من الكتاب الستة، بمن فيهم الفائز، ينال مبلغ عشرة آلاف دولار.

ويشار إلى أن الأسماء الستة للقائمة القصيرة كان قد أعلنت في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي في تونس على يد هيئة تحكيم متميزة من الأكاديميين والشخصيات الثقافية، والتي تتكون من كل من جلال أمين رئيسا، والناقد والأكاديمي اللبناني صبحي البستاني، وعلي فرزات رئيس اتحاد رسامي الكاريكاتير العرب وصاحب ورئيس تحرير الجريدة السورية اليومية المستقلة «الدومري»، والأكاديمية البولندية باربرا ميخالك - بيكولسكا أستاذة الأدب العربي بكلية الآداب بالجامعة الياغولانية في كراكوف، وزاهية إسماعيل صالحي، أستاذة الأدب العربي ودراسة النوع بجامعة مانشستر.

ولا بد من الإشارة إلى أن الجائزة تحظى بدعم «مؤسسة جائزة بوكر» في لندن وتمولها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في أبوظبي بالإمارات العربية المتحدة. ويمثل عام 2013 السنة الأولى لاضطلاع الهيئة بدورها الجديد كممول للجائزة. كما علق جوناثان تايلور، رئيس مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية قائلا: «لقد قامت الجائزة بدورها التاريخي في اكتشاف الأصوات الجديدة مرة أخرى في هذا العام. ومارست هيئة التحكيم عملها في موضوعية وحيدة، غير مستهدفة سوى اكتشاف أفضل ما كتب في الفن الروائي خلال العام الماضي. تحية لكتاب القائمة القصيرة المتميزين وتهنئة حارة للفائز».

ومما يذكر أن خمسا من الروايات الست الفائزة حتى اليوم قد تم التعاقد على نشرها باللغة الإنجليزية. وإجمالا فإن الروايات الفائزة والمدرجة على القائمة القصيرة منذ إطلاق الجائزة عام 2008 وحتى اليوم قد تمت ترجمتها إلى ما يزيد على 20 لغة.

سيرة حياة الفائز بجائزة «بوكر 2013» روائي وصحافي كويتي من مواليد عام 1981. نشر نصوصا في عدد من الصحف والمجلات في الكويت منها جريدة الوطن ومجلة العربي ومجلة الكويت ومجلة الأبواب. يعمل حاليا كاتبا في جريدة القبس. صدرت له روايته الأولى «سجين المرايا» في عام 2010 وفازت بجائزة ليلى العثمان لإبداع الشباب في القصة والرواية في دورتها الرابعة في العام نفسه. حاز على المركز الأول في مسابقة «قصص على الهواء» التي تنظمها مجلة العربي بالتعاون مع إذاعة البي بي سي العربية، وذلك عن قصة «البونساي والرجل العجوز» في يوليو (تموز) 2011.