برامج ومسلسلات تلفزيونية لبنانية تتحول إلى موضة إكسسوارات

«من الآخر» و«إنت حر» و«بالجرم المشهود» و«حلوة وكذابة» أبرزها

تي شيرت «إنت حر»
TT

تجاوزت شهرة المسلسلات والبرامج التلفزيونية في لبنان أحاديث اللبنانيين في لقاءاتهم اليومية؛ إذ كانت تقتصر فيما مضى على انتقاد هذا الممثل أو ذاك المقدم أو الثناء على أداء أبطالها أو جرأة المواضيع التي تتناولها، إلا أن بعضا منها حقق نجاحات ملحوظة مما جعلها اليوم تتحول، وبين ليلة وضحاها، إلى مجموعة إكسسوارات وقمصان ابتكرتها الصحافية اللبنانية السابقة ذكية رحمة لتصبح موضة رائجة تستقطب الكبار والصغار معا.

«من الآخر» و«إنت حر» و«بالجرم المشهود» هي بعض أسماء تلك البرامج التي سطع نجمها في مجال الإعلام المرئي وعلى قناة الـ«إم تي في» بالتحديد، فاستطاعت بعدستها الجريئة أن تجذب المشاهد أسبوعيا في موعد عرض حلقاتها، لا سيما أنها تسلط الأضواء على عناوين عريضة لمشكلات يومية، أو لاهتمامات حياتية لفتت انتباه اللبناني ودفعته لمشاهدتها باستمرار. وانطلاقا من شهرة هذه البرامج، ونظرا لتركيبة اسمها البسيطة، التي استوحيت من عبارات لفظية غالبا ما يرددها اللبناني في كلامه، ولدت فكرة صنع إكسسوارات ترتبط ارتباطا مباشرا بها تقوم بها ذكية رحمة بناء على رغبة زبائن المحل التجاري الذي تملكه في منطقة الأشرفية (بور تو لامور دي موند)، بحيث راحت تصمم قمصانا قطنية وحقائب جلدية تحمل عناوين هذه البرامج، فشكلت لغة جديدة بحد ذاتها استخدمها البعض كرسائل صامتة ينطبق فيها المثل القائل (خير الكلام ما قلّ ودل) فيقول فيها للآخرين «من الآخر» أو «إنت حر»، مختصرا بذلك أي تعليق يريد البوح به لصديق أو حبيب أو قريب.

وتقول ذكية في حديث لـ«الشرق الأوسط» إنها منذ أن تركت الشأن الإعلامي لانشغالاتها العائلية، فكرت بعمل جديد تقوم به تستخدم فيه أيضا فكرها ويديها (كونها كاتبة صحافية سابقة)، فرأت في مجال تصميم الإكسسوارات على أنواعها كالأساور والخواتم والسلاسل، إضافة إلى طباعة أقوال أو عبارات مأثورة على القمصان القطنية والحقائب النسائية أفضل ما يمكن أن تحققه كهواية لها، التي ما لبثت أن تحولت فيما بعد إلى مهنة وضعتها بتصرف الآخرين ضمن محل تجاري خاص ببيع هذه الإكسسوارات المنوعة والموجهة إلى النساء فقط.

وعن كيفية ابتكارها تصاميم مستوحاة من برامج ومسلسلات تلفزيونية، تقول: «انطلقت هذه الموضة معي بالصدفة بعدما طلب مني أحد مقدمي هذه البرامج، وبعض العاملين ضمن فريق الإعداد فيها قمصانا قطنية طبع عليها اسم البرنامج الذي يعملون ضمنه، وبعدها كرت السبحة لتصبح هذه القمصان مطلب زبائن المحل الذي أملكه، فصارت تأتيني إحدى النساء مثلا لتوصيني على قميص كتب عليه عبارة (إنت حر)، وكأنها تريد من خلاله إيصال رسالة ما إلى زوجها أو حبيبها، أو تصر سيدة أخرى أن أصمم لها قميصا قطنيا ملونا يحمل عبارة (بالجرم المشهود) وهكذا دواليك، إلى أن كثرت هذه الطلبات فشكلت ميزة لأعمالي ومقصدا لمحلي».

وتضيف: «أحدث هذه التقليعات حقائب جلدية بألوان زاهية كالزهري والأصفر والأخضر تحمل اسم المسلسل الكوميدي (حلوة وكذابة)، الذي نال شهرة واسعة في الآونة الأخيرة بفضل خفة ظل قصته وأداء بطليه زياد برجي وداليدا خليل، واللافت أن نساء من أعمار متقدمة يطلبون هذه القمصان أو الحقائب فلا يقتصر الأمر على الفتيات في عمر المراهقة أو النساء الشابات فقط، الأمر الذي لفت نظري».

وتؤكد ذكية أن هذه التصاميم تدور حول البرامج التي تقدمها قناة الـ«إم تي في»، وأيضا حول إعلانات تجارية تمرر على شاشتها وشاشات أخرى، كتلك المتعلقة بإحدى المشروبات الغازية، التي يطل فيها أحدهم ليقول «عادي.. مشاوي»، وأن هذه العبارة اشتهرت لدرجة أنه طلب منها أن تطبعها على القمصان والحقائب أيضا.

ويأتي تصميم القميص ليكون بسيطا، تتوسطه العبارة المنشودة من قبل الزبون بينما الحقيبة صممتها على شكل اللوحة التي تحمل أرقام السيارات في لبنان، يتم فيما بعد إلصاقها على الحقيبة الجلدية من الأمام.

وكانت ذكية قد سبق أن طرزت قمصان وحقائب حملت صورا للراحلة أم كلثوم لاقت تجاوبا كبيرا من قبل فتيات مراهقات أعجبن بالفكرة، لأنها من نوع الـ«فانتادج» الرائج حاليا في عالم الموضة ككل، كما تنوي تصميم قمصان لها مدلول تثقيفي، فتحمل مقاطع شعرية للمتنبي مثلا، أو أخرى لأدباء معاصرين.

وعن رد فعل قناة الـ«إم تي في» تجاه استخدام ذكية رحمة لأسماء وعناوين برامج ومسلسلات تعرض على شاشتها، أوضحت قائلة: «كان رد فعلها إيجابيا جدا، حتى إنها ساندتني في عملي هذا، وأعجبت بأفكاري، فبالنهاية هذه الأعمال تصب في مصلحتها، وتروج لبرامجها المتابعة من قبل قسم كبير من اللبنانيين والمشاهدين الأجانب والعرب، حتى إن منتج مسلسل (حلوة وكذابة) أثنى على عملي هذا في مقابلة تلفزيونية أجريت معه ضمن نشرة الأخبار في المحطة المذكورة وقد أسعدني ذلك كثيرا».

أما أسعار هذه التصاميم والمطرزات فتتراوح ما بين الـ20 والـ70 دولارا، وذلك حسب التطريز والقماش والمواد الأولية المطلوبة من قبل الزبون، وأشارت ذكية نكت رحمة إلى أن بعض النساء طالبتها بتصاميم رجالية لتهديها إلى الزوج أو الأب أو الحبيب، فوافقت بشرط أن تصطحب السيدة معها القميص القطني المراد تطريزه كونها لا تملك في محلها المقاسات الرجالية، التي تختلف تماما عن تلك الخاصة بالنساء.

وعن سبب غياب أسماء برامج أخرى عن لائحة التصاميم التي تقوم بها على الرغم من أنها تعرض على القناة نفسها، وتتمتع بشهرة واسعة كـ«حديث البلد» أو «مافي متلو» أو «هيك منغني»، أوضحت قائلة: «أنا أقوم بما يوصيني به الزبون، ولعل هذه البرامج وعلى الرغم من نجاحاتها الكبيرة لا يمكن استخدام أسماؤها بهذه الطريقة، لأنها قد تؤخذ على محمل مغاير عما يرغب فيه الزبون، ولذلك غابت عن لائحة التصاميم التي أقوم بها».