جامعة اليمامة تقرر إنشاء كرسي غازي القصيبي للدراسات الثقافية

بهدف الارتقاء بالوعي العام وتقديم الاستشارات المعرفية وإعداد البحوث

الراحل غازي القصيبي
TT

قررت جامعة اليمامة إنشاء «كرسي غازي القصيبي» للدراسات الثقافية بهدف تعزيز الدراسات المتنوعة التي يمكن أن تسهم في الارتقاء بالوعي العام وتقديم الاستشارات المعرفية لمختلف الجهات الحكومية والأهلية دعما للتنمية المستديمة في البلاد.

وقالت الجامعة إن الكرسي يتضمن إعداد بحوث معمقة متميزة في المجالات الأدبية والفكرية، وتنظيم فعاليات أكاديمية وثقافية تستقطب أبرز الكفاءات الوطنية والعربية، إلى جانب تقديم دراسات تنموية واجتماعية وإدارية واقتصادية عن أهم القضايا التي تلامس حاجات المواطن ومصلحة المجتمع، إضافة إلى عقد شراكات معرفية وثقافية مع الجهات المماثلة لتبادل الخبرات والكفاءات.

وسيتم الإعلان عن الكرسي يوم السبت المقبل بحضور خالد الخضير المشرف على الجامعة، والدكتور حسين الفريحي مدير الجامعة، والدكتور معجب الزهراني عميد كلية الدراسات الإنسانية المشرف على الكرسي، وعدد من المثقفين والمهتمين.

وتعد هذه المبادرة من جامعة اليمامة التي سجلت مبادرات لافتة أثارت جدلا فكريا في المجتمع، خطوة علمية ووفاء لرجل قدم للفكر العربي إنتاجا غزيرا في مشارب مختلفة من حقول المعرفة.

وترك الدكتور القصيبي الذي رحل في الخامس عشر من أغسطس (آب) 2010، سفرا خالدا من الطروحات ما بين شعر ورواية وفكر وسير.. ففي الشعر صدر للقصيبي: «صوت من الخليج»، و«الأشج»، و«اللون عن الأوراد»، و«أشعار من جزائر اللؤلؤ»، و«سحيم»، و«للشهداء». وفي الرواية: «شقة الحرية»، و«العصفورية»، و«سبعة»، و«هما»، و«سعادة السفير»، و«دنسكو»، و«سلمى»، و«أبو شلاخ البرمائي»، و«الجنية». وفي الفكر: «التنمية»، و«الأسئلة الكبرى»، و«الغزو الثقافي»، و«أميركا والسعودية»، و«ثورة في السنة النبوية»، و«حياة في الإدارة».

ورغم أن كثيرا من كتب غازي القصيبي أحدثت ضجة أوقات صدورها فإن الروايات هي التي حظيت بالنصيب الأكبر من الضجيج والمنع. وكانت أولى رواياته «شقة الحرية» التي صدرت عام 1994، وتحكي واقع الشباب العربي خلال الفترة من 1948 - 1967، حيث يعيش أبطال الرواية في شقة في مدينة القاهرة، وسط أجواء فكرية وسياسية عاصفة بتوجهات فكرية مختلفة لكل منهم وتكون لهم بطولاتهم الخاصة مع تلك الأحداث.

وأما روايته «دنسكو» فقد كتبها بعد المنافسة على منصب مدير منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) عام 1999، وتتناول قصصا لعدة مرشحين للمنظمة من قارات مختلفة، حيث وعد القصيبي، أثناء ترشحه للمنصب، بكتابة رواية إذا لم يفز، وهو الأمر الذي أوفى به.

وترسم روايته «سبعة» التي صدرت في عام 2003 صورة ساخرة للواقع العربي، ممثلة في سبعة شخصيات يختلفون في أفكارهم وأعمالهم ويتشابهون في الركض خلف سيدة واحدة تعمل مقدمة لبرنامج تلفزيوني، حيث يقعون ضحية لها في نهاية المطاف.

وأما روايته «العصفورية» الصادرة في عام 1996، فقد جاءت مرة أخرى لرسم مشهد ساخر للواقع العربي، ولكن هذه المرة على لسان بروفسور يرقد في مشفى ويقص على طبيبه بطولات وحكايات ساخرة تخفي في طياتها هزلا فكريا بصيغة كوميدية، تقمص خلالها القصيبي شخصية البروفسور ليشرح الواقع العربي على طريقة «خذوا الحكمة من أفواه المجانين».

وتبلغ السخرية من الواقع العربي مداها في رواية «أبو شلاخ البرمائي» الصادرة في عام 2002، حيث يسخر القصيبي من الناس والزعماء في العالم العربي، الذين يدعون امتلاك القدرات الخارقة ومعرفة كل شيء.

أما روايته «الجنية» الصادرة عام 2006، فهي أشبه ما تكون ببحث علمي عن الجن، ذيله القصيبي بعشرات المراجع، ورفض أن يطلق عليها اسم رواية، مكتفيا بوصفها بالحكاية. إلا أنها في الوقت ذاته أنموذج معاصر لحكايات «ألف ليلة وليلة»، حيث يقع بطل الرواية «ض ض ض» في حب امرأة من الجن ويدخل معها إلى عالم الجن ليكتشف هذا العالم المجهول.