المصريون يستعيدون زمنهم الجميل بالصور النادرة

موقع إلكتروني يؤرخ لتاريخ مصر عبر نافذة الماضي

محطة الرمل في الإسكندرية عام 1933
TT

«مصر التي لم ترها أعيننا».. شعار موقع إلكتروني مصري يسمى «أهل مصر زمان» أطلقه شباب مصريون عاشقون للتاريخ المصري والحياة المصرية بكل عصورها وأماكنها، سعيا لربط الأجيال الجديدة بالماضي المصري العريق، من خلال صور قديمة لها أهميتها ومكانتها في قلوب المصريين.

رغم العمر القصير للموقع، الموجود على «فيس بوك» الذي يعود إلى منتصف عام 2011، فإن عدد أعضائه يتزايد يوما بعد يوم، حتى قارب النصف مليون مشترك، يسعى كل عضو منهم إلى الارتقاء بالموقع وتقديم الصور النادرة التي تساهم في تقديم صورة متكاملة لمصر في الماضي، حيث بدأت إدارة الصفحة في الفترة الأخيرة فتح أبوابها أمام مشاركات أعضائها لنشر صورهم النادرة التي تمثل قيمة تاريخية أو عرض معلومات تاريخية حول أحداث معينة، وهو ما ظهر تأثيره من خلال ردود المشاركين وتعليقاتهم التي وصلت للآلاف.

تحول الموقع إلى ما يشبه معرضا مفتوحا للصور، يعرض اللحظات والوقائع التي تحكي تاريخ مصر من خلال الصور التي تم الحصول عليها ونشرها على الموقع. ولم يقتصر نشر الصور على منطقة بعينها أو يهتم بالقاهرة فقط مثل بقية المواقع التي تصب اهتمامها وتركيزها على عاصمة البلاد، بل امتد لمختلف المحافظات المصرية ليضم صورا تاريخية للمساجد والمناطق الأثرية وأجواء الريف خلال القرن التاسع عشر والعشرين بمختلف المناطق وحتى بعض القرى.

ومن أبرز الصور التي حظيت باهتمام الأعضاء بالصفحة صورة تذكارية للبحارة الأميركان مع تمثال أبو الهول في الجيزة عام 1908، أثناء مرورهم من مصر عبر قناة السويس وذهابهم إلى أهرامات الجيزة بالقطار.

صورة أخرى التقطت لبعض أدوات وآلات حفر قناة السويس وبجوارها المهندسون الفرنسيون وبعض المصريين الذين شاركوا في حفر قناة السويس في عهد الخديوي إسماعيل التي استغرق حفرها في الفترة من 1859 - 1869، وعلق عليها مسؤول الصفحة بأنها «صورة أقل ما يقال عنها إنها كنز يكشف لنا جانبا من أسرار حفر قناة السويس في عهد الخديوي إسماعيل في الفترة من 1859 - 1869 وهي لبعض الأدوات والآلات والجرافات التي استخدمت في حفر قناة السويس. كما يضم الموقع صورة نادرة توضح مراسم افتتاح خزان أسوان أو سد أسوان عام 1902 وهو يختلف عن السد العالي. وأخرى لأحد شوارع القاهرة عام 1900، وصورة فائقة الوضوح لمسلة كليوباترا وهي في الإسكندرية على البحر التقطت في الفترة من 1870 - 1886 تقريبا.

ومن الصور الشخصية، صورة سعد زغلول باشا رئيس وزراء مصر الأسبق وقائد ثورة 1919 مع زوجته أم المصريين صفية زغلول. أيضا من الصور التي التقطت في الأقاليم المصرية صورة لسيدتين من أهل مصر زمان في القرن التاسع عشر وتحديدا نحو عام 1880، وصورة تذكارية في أحد الاستوديوهات وهم يحملون القلل القناوية وصورة أخرى نادرة ورائعة لمدينة الفيوم - بحر يوسف عام 1911. كما تم نشر صورة للجنيه المصري وعليه صورة لأحد الأشخاص المغمورين، وتم سرد قصة الجنيه أسفل الصورة وتحكي أن الرجل صاحب الصورة لم يكن مشهورا ولا ملكا ولا من الأعيان ولا سياسيا لكنه رجل بسيط جدا من أهل مصر زمان كان يعمل بستانيا (جنايني) عند الملك فؤاد قبل أن يصبح ملكا، وقد حلم وتنبأ له وبشره بملك مصر فوعده الملك فؤاد أنه لو تحقق حلمه سوف يضع صورته على الجنيه وقد أوفى بالوعد، فصدرت النسخة في يوليو (تموز) عام 1926 وعليها صورة عم إدريس الذي دخل التاريخ من أوسع أبوابه حيث إنه أول شخص توضع صورته على الجنيه الورقي المصري ويعتبر من ضمن اثنين فقط تم وضع صورتيهما على الجنيه هو والملك فاروق. وحفاظا على حقوق النشر وعناء البحث عن هذه الصور القيمة، زيلت إدارة الصفحة نهاية الصور بديباجة مكتوب عليها اسم الصفحة «أهل مصر زمان».

مؤسس الصفحة عبد الوهاب سمير، يرى أن الهدف أو الغرض من إنشاء الصفحة هو زيادة وتنمية الانتماء الوطني لدى المصريين وسط الظروف العصيبة التي تمر بها مصرنا العزيزة قائلا «من منا لا يرى صور زمان ويحس بالحب والحنين تجاه مصر».

وعن طريقة جمع الصور، قال سمير إن البداية كانت مع الصور التي كنا نحصل عليها من المجلات القديمة وبعض مواقع الإنترنت، ثم بدأت بالاشتراك مع بعض الزملاء في البحث عن الصور القديمة مع أهالينا وأصدقائنا ومع انتشار الصفحة بدأ أعضاؤها إرسال الصور النادرة والقديمة التي لديهم، مما زاد من أهمية الصفحة وأصبحت تحتل مكانة متميزة يوما بعد يوم.

وعن أهم وأقدم الصور بالصفحة، يرى مؤسس الصفحة أن لكل صورة أهميتها الخاصة وقيمتها التي لا تقل أهمية عن الأخرى، لكن من أقدم الصور التي تم نشرها حتى الآن صورة لأبو الهول عام 1866 قبل إزالة الأتربة من عليه.

ويتمنى سمير أن تستطيع الصفحة توصيل التاريخ المصري بالصور للأجيال الحالية والمقبلة، معتبرا أن الصورة من أسهل الطرق لتوصيل المعلومة التاريخية للشباب المصري. ويسعى سمير بمساعدة المجموعة العاملة معه والمكونة من إبراهيم المليجي وأمل أنور ومحمد حسن ورضا مرسي، إلى تدشين منتدى وموقع لضم كل الصور التي تحصلت عليها الصفحة للحفاظ عليها حيث يعتبرها لا تقل أهمية عن المناطق الأثرية، فهي تعرض لأماكن مصرية جميلة كانت لها أهميتها، كما يسعى أيضا لضم أكبر عدد من الصور النادرة لكافة المناطق والأماكن والتحف المصرية.