هولندا تحتفل بملكها الجديد

بمشاركة الأمراء والأميرات من شتى بقاع العالم

الملك الجديد مع والدته وزوجته الملكة ماكسيما (رويترز)
TT

نصب فيليم ألكسندر ملكا لهولندا بعد أن أدى اليمين أمس الثلاثاء أمام الجموع المحتشدة والكثير من الأميرات والأمراء من أبناء العائلات الملكية والسياسيين من جميع أنحاء العالم، حيث تعهد بالولاء لدستور البلاد والشعب الهولندي.

تنصيبه على العرش رسميا خلفا لوالدته الأميرة بياتريكس، الملكة سابقا التي أعلنت في فبراير (شباط) الماضي نيتها التنازل عن العرش لابنها، بعد أن وصلت إلى سن 75 عاما، يصبح بذلك أول ملك للبلاد منذ 123 عاما. وكان العرش خلالها حكرا على النساء.

وفي احتفال التنصيب أمس الذي حضره ولي عهد اليابان الأمير ناروهيتو وقرينته الأميرة مساكو، قدمت ملكة هولندا بياتريكس نجلها الملك الجديد فيليم - ألكسندر للشعب الهولندي، وذلك بعد تنازلها عن العرش. وقالت الملكة في شرفة القصر الملكي، وقد بدا عليها التأثر، عن نجلها وهما يطلان من شرفة القصر الملكي: «أشعر بالسعادة والامتنان وأنا أقدم لكم الملك الجديد: الملك فيليم - ألكسندر». ورد الملك: «أمي العزيزة، لقد تخليت اليوم عن المنصب الملكي بعد 33 عاما مؤثرة ومليئة بالنشاط، توجب علينا الإعراب عن امتناننا الشديد للغاية لك». وأضاف: «أود أن أقدم خالص الشكر لمن احتشدوا هنا في ساحة دام في أمستردام وفي أنحاء هولندا ومناطق المملكة في الكاريبي، على الدعم والثقة اللذين نحظى بهما. شكرا لكم».

وبعد تلويح الملكة للشعب، انسحبت إلى الداخل لتفسح الطريق أمام حفيداتها بنات الملك الجديد الثلاث اللاتي خرجن إلى الشرفة يرتدين فساتين صفراء ليلوحن إلى المحتشدين. وتجدر الإشارة إلى أن البنت الكبرى أصبحت هي ولية العهد. وفي الأمس، استعدت هولندا للاحتفالات واكتست البلاد باللون البرتقالي وهو اللون الرسمي والشعبي للبلاد، وبلغ عدد المشاركين في الاحتفالات الرسمية 2400 شخصية، من بينهم 2045 وجهت إليهم الدعوات لحضور الحفل من أفراد الأسر الملكية والحكومات والهيئات والمنظمات الدولية والإقليمية. كما حضر الاحتفال الرسمي 300 من الموسيقيين و30 تلميذا و3 معلمين من ثلاث مدارس ابتدائية، جلسوا على المقاعد داخل الكنيسة الجديدة حيث مقر الاحتفال الرسمي، كما سيحضر 146 نائبا في البرلمان الهولندي وتخلف أربعة نواب.

هولندا ملكية دستورية، وهذا يعني أن حقوق وواجبات الملك منصوص عليها في الدستور. ومع ذلك، فإن بعض المهام تعد بمثابة أعراف، حيث تطورت تاريخيا ولم تدرج في القانون. ففي الماضي، لعب العاهل الهولندي دورا في تشكيل الحكومات وتعيين السياسي الذي كان عليه أن يتفاوض مع الفصائل لتشكيل ائتلاف. توقف الملك عن لعب هذا الدور في عام 2012، عندما، وللمرة الأولى، تم تشكيل الحكومة دون مشاركة الملكة بياتريكس، وفقا لقانون جديد اقترحته الأحزاب المؤيدة للإصلاح.

الملك، رسميا، عضو في الحكومة ويتمتع بالحصانة السياسية، وهذا يعني أن الوزراء، وليس هو، يجري مساءلتهم أمام البرلمان بشأن ما يقولونه ويفعلونه. ويشارك الملك في التوقيع على القوانين والمعاهدات الدولية. كما أن أعضاء مجلس الوزراء يؤدون اليمين الدستورية أمامه.

وكل عام، في ثالث يوم ثلاثاء من شهر سبتمبر (أيلول) الذي يواكب الاحتفال بافتتاح السنة البرلمانية الجديدة، يلقي الملك خطاب العرش، الذي يلخص فيه أحداث السنة التي مرت ويضع الخطوط العريضة لخطط الحكومة وسياساتها للسنة المقبلة - يشبه إلى حد ما خطاب حالة الاتحاد الذي يلقيه الرئيس الأميركي في الولايات المتحدة. وتسبب صعود فيليم ألكسندر إلى عرش هولندا في تدفق التغريدات على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وفقا لشركة «توبسي» لتتبع وسائل الإعلام الاجتماعية. وسجلت الشركة أكثر من 17500 تغريدة خلال الأربع وعشرين ساعة التي سبقت تنازل الملكة بياتريكس عن العرش رسميا لنجلها فيليم ألكسندر.

وكان من بين هذه التغريدات واحدة بسيطة: «لدينا ملك».