«ساحة الصداقة» في جونية صلة الوصل بين لبنان والعالم

خوسيه أرتيغيس وبرناردو أوهيجينس وفيليب حبيب أبرز ضيوفها

السفيرة الأميركية خلال حضورها حفل رفع الستارة عن النصب التذكاري لفيليب حبيب في ساحة الصداقة في جونية
TT

تعتبر «ساحة الصداقة» الواقعة في مدينة جونية الساحلية إحدى الأماكن السياحية المختلفة اختلافا تاما عن شبيهاتها المنتشرة في المدن اللبنانية الأخرى، عدا أنها مقصد للتنزه والجلوس على أحد مقاعدها للتمتع بمنظر خليج جونية المطل على البحر، فهي تختزن نفحة ثقافية بامتياز كونها تتضمن تماثيل منحوتة لرجال عالميين لعبوا دورا بارزا في بلادهم فأصبحوا من ضمن لائحة أيقونات البطولات السياسية في العالم.

فهذه الساحة التي أطلقتها بلدية جونية عام 2011 بمبادرة من رئيسها أنطوان إفرام تحت عنوان «ساحة الصداقة» تصل مساحتها إلى نحو 500م. تغطيها سجادة طبيعية من العشب الأخضر إضافة إلى شجر الزيتون والورود الملونة. وينتصب في الساحة تماثيل برونزية لشخصيات عالمية أمثال خوسيه أرتيغيس (أورغواي) وبرناردو هيكيوجينز (تشيلي) وفيليب حبيب (الولايات المتحدة) في إشارة من فعاليات المدينة إلى ضرورة الحفاظ على صلة الاتصال وروابط الصداقة بين لبنان والعالم.

ويقول نائب رئيس البلدية المذكورة فؤاد بويري في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن الهدف الأساسي من إقامة هذه التماثيل النصفية في الحديقة يكمن في توطيد علاقات الصداقة بين لبنان وبعض البلدان الأجنبية ولا سيما تلك التي تستوعب جاليات لبنانية بأعداد كبيرة في مختلف مدنها فتكون هذه التماثيل بمثابة عربون شكر لتلك البلدان المضيافة والتأكيد على وجود موطئ قدم لكل لبناني مهاجر وحتى لأي زائر أجنبي يقصد لبنان بهدف السياحة.

وقال: «لا شك أن السفارات الأجنبية الموجودة في لبنان هي التي تدعم مشروعنا هذا وتسهم في إنجاحه وهي التي تقترح علينا أسماء لمشاهير من بلادها من أصول لبنانية أو غيرها لندرجها ضمن قائمة رجالات العالم التي تضم الحديقة نصبا تذكارية لها وعلى أساس ذلك يتم دراسة هذه الاقتراحات من قبل بلدية جونية التي ترسل إلى هذه السفارات موافقتها على اسم معين فيتم نحت تمثال له يحتفل به في «ساحة الأصدقاء» بحضور ممثلين عن السفارة الأجنبية التي تنتمي إلى بلادها الشخصية المحتفى بها».

وأحدث الشخصيات التي استضافتها «ساحة الأصدقاء» مؤخرا المبعوث الأميركي اللبناني الأصل فيليب حبيب تحية إكبار وتكريم له على الجهود التي بذلها طيلة مشواره الدبلوماسي من أجل تفادي الحروب في الشرق الأوسط.

ويعتبر هذا النصب التذكاري الموقع من قبل النحات اللبناني بيار كرم أول إطلالة للدبلوماسي الأميركي في لبنان بعد رحيله منذ 21 عاما (1992). وجاء هذا التكريم الذي نظمته بلدية جونية بالاشتراك مع السفارة الأميركية ومنظمة «تاسك فورس فور ليبانون» برعاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان وبحضور السفيرة الأميركية لدى لبنان مورا كونيلي.

وتحت ظلال علم الأورغواي يرتفع النصب التذكاري لبطل الاستقلال الأورغواني خوسيه جرفاسيو أرتيغيس الذي قاتل من أجل تحرير مدينته ارتيغيس (شمال الأورغواي) من ريفر بلايت والذي يقع على مقربة منه تمثال آخر من البرونز لبرناردو أوهيجينس المعروف بلقب «الأب الروحي» لبلاد التشيلي بعد قيادته حرب الاستقلال فيها ويرفرف فوق التمثال العلم التشيلي.

ومن المتوقع ان تتضمن الساحة قريبا نصبا تذكاريا لقائد تحرير الأرجنتين خوسيه دي مارتين وذلك بعد مفاوضات قام بها رئيس المجلس الوطني القاري في الأرجنتين من أصل لبناني مارون خوري مع رئيس بلدية جونية أنطوان إفرام خلال زيارته إلى لبنان العام الماضي والذي أراد من هذه الخطوة إبراز معالم الصداقة الوطيدة بين لبنان والأرجنتين.

وأشار نائب بلدية جونية في سياق حديثه إلى أن مجلس البلدية يدرس عدة اقتراحات لعدد من رجالات العالم الذين ينحدرون من أصل لبناني وأخرى لأبطال معروفين في مراكزهم القيادية في بلادهم لتقديم تحية تكريمية لهم عن طريق رفع نصب تذكارية لها مشيرا إلى أن المكسيك والبرازيل هي أكثر البلدان التي لديها انتشار واسع للجالية اللبنانية على أراضيها والتي سيكون لها مكانة خاصة في «ساحة الصداقة» في جونية.