حفل موسيقى الروك للنساء فقط في كابول

في إطار مهرجان نسائي بالعاصمة الأفغانية

المهرجان آخر حدث من نوعه في أفغانستان (أ.ف.ب)
TT

قفزت أكثر من 400 فتاة وامرأة أفغانية من مقاعدهن، وصرخن، وهززن رؤوسهن في حفل لموسيقى الروك والراب، في إطار مهرجان موسيقي نسائي بالعاصمة كابول، يقول منظمون إنه أكبر حدث من نوعه في تاريخ البلاد. وقد يصبح المهرجان آخر حدث من نوعه في أفغانستان بسبب عدم استقرار حقوق المرأة فيها.

وانتزعت المرأة الأفغانية حقوقها، مثل التعليم والعمل، منذ الإطاحة بحكم حركة طالبان قبل 12 عاما، لكن هناك مخاوف من انكماش هذه الحريات عند انسحاب قوات يقودها حلف شمال الأطلسي من أفغانستان بنهاية العام المقبل، لتنهي بذلك قتالها ضد التمرد الذي تقوده طالبان منذ أواخر عام 2001.

وقالت شابونا نبيزاده، وهي طالبة تبلغ من العمر 16 عاما: «أخشى أن نلتزم المنازل مثلما كنا في السابق عندما ترحل القوات». وأضافت: «لأننا نساء فإننا نتعرض للسخرية والمضايقة. أشعر بأنني حرة لقدرتي على المجيء إلى هنا وترك كل ذلك خلفي».

وأقيم الحفل النادر - وكان في إطار حفلات مهرجان «ساوند سنترال» الذي يستمر عدة أيام - في قاعة الاحتفالات بكابول، وجذب جمهورا حاشدا، معظمهن مراهقات يرتدين الزي المدرسي وكذلك ضحايا الانتهاكات من الملاجئ، بل وعدد قليل من الكبيرات في السن.

ويمنع تعزيز الأمن في المدينة بعض النساء من العمل خارج المنزل، ويتهم مدافعون عن الحقوق الحكومة بعدم فعل ما يكفي لحماية النساء، وهو ما تنفيه حكومة الرئيس الأفغاني حميد كرزاي.

وجاء الحفل النسائي في مستهل مهرجان «ساوند سنترال» لموسيقى الروك الذي يستمر أربعة أيام في دورته الثالثة هذا العام. وشهد الحفل النسائي عروضا للمغنية الأفغانية الأميركية أريانا ديلاواري، وفريق «وايت سيتي» ومقره كابول الذي ألهبت مغنيته البريطانية الرئيسة روث أوين حماس الجمهور.

وقال المنتج الأسترالي ترافيس بيرد، مؤسس المهرجان، إن عدد النساء اللاتي حضرن الحفل النسائي هذا العام زاد أكثر من الضعف مقارنة بالعام الماضي. وروج بيرد للحفل بإرسال منشورات وفرق نسائية للمدارس لإقناع المعلمين والآباء والأمهات بأن المهرجان لن يؤذي الفتيات على الإطلاق.

وأضاف: «يوم المرأة هو أهم جزء في الاحتفال. إن وجود مثل هذا الحضور للمرة الأولى في البلاد في حفل للروك أمر مذهل». ومع صعود مغنية الراب الأفغانية راميكا إلى المسرح مرتدية قميصا فضفاضا وسروالا ضيقا، هرع الكثير من الجنود الأفغان الذين كانوا يقومون بتأمين الحفل باختلاس النظر إلى العرض، الذي سمح للصحافيات فقط بتغطيته إعلاميا.