إعلان الحرب على عشق ضباط الجيش الصيني للسيارات الفارهة

لعدم الالتزام بإشارات المرور الحمراء ودفع رسوم الطرق

صور لمركبات ضباط جيش بلوحاتها البيضاء المميزة
TT

أعلنت الحكومة الصينية الحرب على عشق ضباط الجيش المستمر منذ فترة طويلة للسيارات الفارهة، حيث أمرت بحظر استخدام لوحات الأرقام العسكرية بالنسبة لسيارات من طرازات أو علامات تجارية معينة.

جاءت هذه الخطوة بعد انتقادات شعبية قوية أطلقت على موقع «سينا ويبو»، النسخة الصينية من موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي، ومواقع أخرى على شبكة الإنترنت، ضد المزايا المرتبطة بهذه السيارات المسموح لها بعدم الالتزام بإشارات المرور الحمراء، والسير في ممرات الطوارئ، وعدم دفع رسوم الطرق.

ونشر الكثير من مستخدمي هذه المواقع الإلكترونية صورا لمركبات ضباط جيش بلوحاتها البيضاء المميزة في مناطق سياحية بعيدة عن الأقاليم المسجلة فيها.

وجاء أمر وزارة الدفاع وسط تقارير حول دعوة الرئيس شي جينبينج للجيش بأن يكون أكثر انضباطا، وبأن يحسن صورته لدى الشعب، ولا سيما فيما يتعلق بإهدار المال العام.

ودخل نظام التسجيل الجديد لمركبات ضباط الجيش حيز التنفيذ أمس الأربعاء. وجرى إدراج طرازات فاخرة معينة من السيارات: «مرسيدس بنز» و«بنتلي» و«جاغوار» و«بي إم دبليو» و«لينكولن» و«كاديلاك» و«بورش» و«فولكس فاغن فايتون» - على القائمة السوداء.

وكتبت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» الرسمية في تعليق لها إنه «يتعين على الجيش مواجهة الفساد فيما يتعلق بالسيارات قبل أن يحسن قدرته على حماية البلاد». ويشكك بعض المراقبين فيما إذا كانت هذه الخطوة ستقضي على ظاهرة السيارات العسكرية باهظة الثمن.

وقال الأستاذ تشن جيرونج، من جامعة سيشوان (جنوب غربي الصين) لصحيفة «ساوث تشاينا مورنينغ بوست»، إنه «جرى حظر مثل هذه السيارات خمس مرات خلال العقود القليلة الماضية، ولكن المزيد منها ظهر بعد كل حظر. وسيحدث الشيء نفسه هذه المرة».

وأوضح تشن أنه يعتقد أن القانون الجديد للتسجيل سيعمل على تقليل عدد السيارات الفارهة التي تحمل لوحات أرقام عسكرية لفترة فقط.

وانضم يو جيانرونج، الأستاذ بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، أيضا لصفوف الغاضبين بعدما رأى صورة لسيارة «مازيراتي» سوداء يزيد ثمنها على 300 ألف دولار تحمل لوحة أرقام عسكرية صادرة من بكين.

وقال يو: «لقد فتحت هذه التجربة عيني.. اعتدت على التشكك في الأشخاص الذين يقولون إنهم يقودون سيارات بملايين اليوانات.. ولكني الآن اقتنعت تماما».

ويعتقد الكثيرون أن السيارة تستخدم لأغراض شخصية وليس لأغراض تتعلق بالعمل الرسمي، ويتساءلون عن سبب حاجة العسكريين في المقام الأول لمثل هذه السيارة غالية الثمن. وذهب تشن إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث قال إن بعض كبار ضباط الجيش الصيني يحققون عائدا ماليا من وراء تأجير اللوحات العسكرية البيضاء لأشخاص غير عسكريين.

وقال تشن إن «رجل الأعمال يدفع 800 ألف يوان (120 ألف دولار) سنويا (للحصول على مثل هذه اللوحات)، ولكنه في المقابل يحصل على مزايا كثيرة، مثل الإيحاء للآخرين بأن له علاقة قوية بالجيش». وأضاف أن «ذلك يحدث ليس فقط في بكين، بل في كل مدينة». ويبدو أنه ليس فقط رجال الأعمال هم الذين يستفيدون من هذه الامتيازات المرتبطة بقيادة سيارة تحمل لوحة عسكرية بيضاء.

ففي مارس (آذار) الماضي، نشرت عدة صور على موقع «سينا ويبو» ظهر فيها النجم السينمائي جاكي شان يتجول بسيارة تحمل لوحة عسكرية في أنحاء بكين. ونتيجة لذلك واجه نجم أفلام الحركة في هونغ كونغ إدانة على نطاق واسع.