الأقصر المصرية تنضم إلى اتحاد منظمات المدن التاريخية

تفتتح أطول طريق معبد وتبدأ رحلات طيران مع أوساكا اليابانية

مدينة الأقصر الأثرية والسياحية
TT

أعلن الدكتور عزت سعد محافظ الأقصر بصعيد مصر، عن أن المحافظة سوف تنضم لاتحاد المدن التاريخية في العالم. وقال خلال لقائه وفدا مؤسسة سيدات اليابان و21 من أعضاء جمعية سفراء اليابان الصغار أول من أمس، في إطار الجهود الرامية لمعالجة حالة التراجع السياحي وفتح أسواق سياحية جديدة، وابتكار طرق جديدة للترويج السياحي لمصر بالخارج، إن «المحافظة سوف تنضم لاتحاد المدن التاريخية والذي يضم 99 مدينة لتكون الأقصر (التي تبعد عن القاهرة 680 كلم جنوبا) المدينة رقم 100، فضلا عن انضمام الأقصر إلى قائمة المدن الخالية من الأسلحة النووية بالتفاهم مع عمدة مدينة هيروشيما اليابانية».

وعبرت ماكيكو تاكامورا رئيس الوفد عن سعادتها بزيارة الأقصر والاستمتاع بمشاهدة المناطق والمزارات الأثرية والسياحية، معربة عن شكرها العميق لما قدمته سلطات المحافظة من مساعدات وتسهيلات للوفد وامتنانها بترحاب أهالي الأقصر وكرم ضيافتهم. وتتكون الأقصر التي تعد أهم مشتى سياحي في مصر وبؤرة جذب لعشاق الحضارة الفرعونية من البر الشرقي والبر الغربي ويفصلهما نهر النيل، وكان يطلق على البر الشرقي مدينة الأحياء في العصور الفرعونية حيث المعابد الدينية وقصور الملوك وعامة الشعب، وكان يطلق على البر الغربي مدينة الأموات حيث المقابر والمعابد الجنائزية. وتتسم الأقصر - حسب منصور بريك المشرف على آثارها - بعمدانها التي تقع على مساحات كبيرة على كل شاطئ النيل سواء في ضفته الشرقية أو الغربية. ويوجد بها تماثيل ممنون ومقابر ووديان الملوك والملكات والكثير من المعابد والمقابر الخاصة بأهم الشخصيات.

وكانت الأقصر جزءا من طيبة القديمة التي دام الحكم فيها لمدة 1350 عاما متتالية من عام 2100 قبل الميلاد إلى 750 قبل الميلاد، سماها المؤرخ الإغريقي هوميروس المدينة ذات المائة باب بسبب أبنيتها ذات الأبواب الكبيرة، وأعجب بها العرب وبجمالها فسموها الأقصر لكثرة ما شاهدوه بها من قصور، وسميت بمدينة الشمس، مدينة النور، ومدينة الصولجان.

وقال محافظ الأقصر لـ«الشرق الأوسط»، إن مدينة الأقصر تمتاز بطابعها الفريد الذي يميزها عن جميع بقاع العالم، وتضم أكثر قدر من الآثار القديمة منها، معبد الأقصر، مجمع معبد الكرنك، معبد الدير البحري أو معبد حتشبسوت، تمثالي ممنون، معبد دير المدينة، مدينة هابو، معبد الرمسيوم، معبد سيتي الأول بالقرنة، مقابر وادي الملوك ومن أهم الملوك في هذا الوادي مقابر الملك توت عنخ آمون، مقبرة سيتي الأول، مقبرة رمسيس الثالث، مقبرة رمسيس السادس ومقبرة حور محب، ويوجد أيضا غربي الأقصر مقابر وادي الملكات، ومن أهم ما بها من مقابر مقبرة الملكة نفرتاري.

وأشار محافظ الأقصر إلى السعي نحو الترويج للسياحة اليابانية من خلال بدء رحلات الطيران المباشر بين محافظة الأقصر ومدينة أوساكا اليابانية اعتبار من أول أكتوبر (تشرين أول) المقبل، بالإضافة إلى سفر وفد من أصحاب الفنادق والشركات السياحية إلى اليابان مطلع يونيو (حزيران) المقبل، وذلك لتسويق الأقصر في اليابان.

من جانبه، قال منصور بريك المشرف على آثار الأقصر: «لمدينة الأقصر طابع فريد يميزها عن جميع بقاع العالم، فهي تجمع بين الماضي والحاضر في وقت واحد، لا يخلو مكان في مدينة الأقصر من أثر ناطق بعظمة قدماء المصريين قبل الميلاد بآلاف السنين».

وتابع بريك في اتصال هاتفي مع: «الشرق الأوسط»، تجذب الأقصر الشريحة الأكبر من السياحة الثقافية وغير الثقافية الوافدة إلى مصر، وتعتبر الأقصر مخزن الحضارة المصرية القديمة وفيها أكثر من 800 منطقة ومزار أثري تضم أروع ما ورثته مصر من تراث إنساني، وظلت الأقصر (طيبة)، عاصمة لمصر حتى بداية الأسرة السادسة الفرعونية، حين انتقلت العاصمة إلى منف في الشمال.

من ناحية أخري، قال بريك إنه تم أمس استئناف العمل بمشروع إعادة كشف وإحياء طريق الكباش الفرعوني الذي يربط بين معبدي الأقصر والكرنك بطول 2.7 كيلومتر والذي يهدف لتحويل الأقصر لأكبر متحف مفتوح في العالم.

وأضاف: «هناك مرحلتان من المشروع أصبحتا جاهزتين للافتتاح بعد الانتهاء من إنارتهما»، مشيرا إلى أنه من المقرر افتتاحهما في احتفالية عالمية مع بداية الموسم السياحي الجديد مطلع أكتوبر (تشرين أول) المقبل.

وأوضح بريك أن مشروع إعادة كشف وإحياء طريق الكباش بالبر الشرقي لمدينة الأقصر، يعد من أهم المشروعات الأثرية والثقافية في العالم كله وليس مصر وحدها، باعتباره أكبر وأطول طريق مقدس في العالم القديم.