فيلم روبرت داوني يحطم أرقاما و«ستار ترك» على خطاه

هل ينجز «غاتسبي العظيم» وعوده؟

ليوناردو ديكابريو في «غاتسبي العظيم»
TT

قبل الأرقام العظيمة… خيبات الأمل الأعظم. فيلم باز لورمان المتجه لافتتاح مهرجان «كان» السينمائي الدولي في دورته الجديدة التي تنطلق في الخامس عشر من هذا الشهر، شاهده النقاد الأميركيون قبل سواهم ومعظم ردود الفعل سلبية، أو كما كتب كريس لي في «ذا لوس أنجليس تايمز»: «معظم إشارات الإبهام إما نزولا أو جانبيا»، وهو بذلك يشير إلى عادة منح العمل الفني الحكم بأصبع الإبهام إلى فوق إذا كان جيّدا، وإلى تحت إذا كان رديئا… على طريقة الناقد الراحل روجر إيبرت.

بالنسبة للشركة المنتجة، وورنر، فإن رد الفعل حيال فيلمها هذا لا يُثير قلقا عاديا، فهي أنفقت بسعة على هذا الاقتباس الأدبي الآيل إلى سينما الاستعراض، إذ بلغت تكلفته نحو 130 مليون دولار، وتوفّره لنقاد العالم كفيلم افتتاح أكبر مهرجان سينمائي في العالم. صحيح أنه معروض خارج المسابقة، لكن النقد يساوي بين كل الأفلام ولا تفرق كثيرا، بالنسبة إليهم، ما إذا كان الفيلم ساعيا لاستحواذ السعفة الذهبية أو لا.

ما أنجزه الفيلم فعلا هو إعادة رواية الكاتب ف. سكوت فيتزجيرالد التي نشرت أوّل مرّة سنة 1925 وكاتبها إلى الظهور في قوائم أفضل الكتب رواجا. وهي ظاهرة كانت، عمليا، بدأت قبل إنجاز هذا الاقتباس بعدّة سنوات، إذ لوحظ ارتفاع مبيعات روايات فيتزجيرالد مع بداية هذا العقد عما كانت عليه سابقا. نسبة كبيرة من مقتني الكتاب الجدد سيشترون كذلك تذاكر حضور الفيلم الذي يتولّى بطولته ليوناردو ديكابريو وكاري موليغن وتوبي ماغواير (من بين آخرين)، لكن هل سيكون ذلك بنسبة كفيلة بوضع الفيلم في قائمة أفلام العام الناجحة؟

هذا مشكوك به تماما. ليس مع مقالات مبكرة تدق مسامير في نعش الفيلم قبل عروضه التجارية. ديفيد دنبي كتب في «ذا نيويوركر» يقول: «لورمان هو مخرج فيديو أكثر مما هو مخرج سينمائي مع استيحاءات لا تنتهي وغياب مذهل للذوق». هذه كلمات لو قالها ناقد سينمائي عربي في حق واحد من أفلامنا المهترئة التي نواصل توفيرها لنشبت حرب إعلامية ووصف الناقد بأنه سفّاح.

غير الناقد دنبي كتب آخرون معظمهم على نحو سلبي (يُشار إلى استثناء من ناقد المجلّتين المتنافستين «ذا هوليوود ريبورتر» و«فاراياتي» توم مكارثي وسكوت فونداس اللذان وجدا فيها خصائص مشجّعة) ما يحرج وضع الفيلم تجاريا خصوصا مع اعتبار أن التوزيع اختار موسم الصيف، المليء بأفلام الأكشن الضخمة، لعرض هذا الفيلم على أساس اختلافه عن الغالبية. منوال قد يثبت جدواه ومن يدري فلربما زحف ملايين المشاهدين صوبه إما حبّا بديكابريو أو بالرواية أو فضولا.

«ستار ترك» جديد هذه الهموم ليست واردة بالنسبة لفيلم «آيرون مان 3» وما بين تقرير الأسبوع الماضي الذي قدّمناه هنا وتقرير هذا الأسبوع سجل الفيلم مئات ملايين الدولارات زيادة عما كان سجّله في أيام افتتاحه الأولى. في الواقع، أميركيا، فإن الدعم الجماهيري كان ساحقا: 175 مليون و300 ألف دولار في أيامه الثلاثة الأولى في أميركا الشمالية. هذا هو ثاني أعلى رقم تم تسجيله في المدّة ذاتها منذ «المنتقمون» قبل عام عندما حقق ذلك الفيلم (الذي كان آيرون مان من بين شخصياته أيضا) 207 ملايين و400 ألف دولار.

يتساوى الرقم المسجّل لحكاية الرجل الحديدي مع ذلك المسجّل عالميا في أسبوع عرضه الثاني وهو 175 مليون و900 ألف دولار. ما يجعل مجمل إيرادات هذا الفيلم تصل إلى 680 مليون دولار حول العالم. ونصيب عروض الفيلم الصينية من هذا المجموع هو 63 مليون و500 ألف دولار وهو رقم لم يسجّل لفيلم غير صيني من قبل.

بالمناسبة، وكدلالة على أهمية السوق الصينية بالنسبة لهوليوود، يتردد أن النسخة التي يراها العالم من «آيرون مان 3» مختلفة عن تلك التي يشاهدها الصينيون. وبما أن النسخة الصينية غير معروضة للعالم فإن تحديد مناطق الاختلاف ليس معروفا. من ناحيته فإن توم كروز طار إلى بيكينغ قبل أيام ليروّج لفيلمه «محيّر» الذي يفتتح خلال أيام، علما بأن هذا الفيلم الخيالي - العلمي خسر نحو 67% من زخمه التجاري في الأسبوع الثالث من عروضه الأميركية والعالمية على حد سواء مكتفيا حتى الآن بـ222 مليون و800 ألف دولار.

المنافسة بين «آيرون مان 3»، الذي موّلته ديزني، وبين «ستار ترك: داخل الظلام» لباراماونت. هذا الفيلم سينطلق من يوم غد التاسع من مايو (أيار) في كل أوروبا والشرق الأوسط وسيتأخر افتتاحه إلى السابع عشر من الشهر ذاته في الولايات المتحدة وذلك تقليدا لما سبقه من أفلام كبيرة هذا العام مثل «حيرة» و«آيرون مان 3».

سيستفيد الفيلم من دخول «آيرون مان 3» أسبوعه الثالث ما يعني أن الإقبال على فيلم ديزني لم يعد كاسحا كما كان الحال سابقا. على ذلك، فإن «ستار ترك…» إذا ما نجح على نحو كبير سيكون سببا في تراجع الإقبال على «آيرون مان 3». لكن مهما يكن فإن نجاحه - على الأرجح - لن يكون كسرا للأرقام العالمية.

المشكلة التي واجهت «ستار ترك» كسلسلة سينمائية انطلقت سنة 1979. هي إقناع غير الأميركيين بأن هذا المسلسل المقتبس عن حلقات تلفزيونية ناجحة، يستحق الاهتمام على نطاق واسع. لذلك لم تنجز الأفلام العشرة السابقة إلا قدرا محدودا من النجاح عالميا (على عكس «ستار وورز» مثلا الذي استقبل دائما كفيلم مليء بالحركة ومشحونا بالمعارك). الجزء الجديد سيقلب الصورة وهو مصدّر إلى الهواة على أساس أنه أحد أكثر أفلام الموسم تشويقا وخيالا وحيوية.