إعلانات «فيديو» داخل شبكة «فيس بوك»

تظهر لـ15 ثانية وتعمل من تلقاء نفسها.. وقنوات مدفوعة في «يوتيوب»

TT

بدأت الشبكات الاجتماعية المشهورة بانتهاج طرق مختلفة للحصول على الأرباح، حيث كشفت شبكة «فيس بوك» عن عزمها تقديم إعلانات على شكل عروض فيديو داخل الشبكة الاجتماعية المشهورة، بينما أعلن «يوتيوب» نيته إطلاق قنوات لا يمكن الوصول إلى محتواها إلا بعد الدفع والاشتراك بها، الأمر الذي يعني ولادة أنواع جديدة من الصفحات والقنوات، والشركات الإعلانية! إعلانات «فيديو» داخل «فيس بوك» وسيرى مستخدمو «فيس بوك» إعلانات فيديو تبلغ مدتها 15 ثانية في صفحتهم الرئيسية Timeline بدءا من يوليو (تموز) المقبل. وسيبدأ أول عرض يراه المستخدم في كل يوم من تلقاء نفسه، ولكن من دون صوت، وذلك حتى لا ينزعج. ولدى تفعيل الصوت، سيبدأ الإعلان من البداية مرة أخرى. ومن المتوقع أن تكون تكلفة بعض آلاف إعلانات الفيديو نحو 20 دولارا أميركيا. ويؤكد خبراء أن المستخدمين يشترون منتجا ما بعد مشاهدة عرض مرئي لذلك المنتج بنحو 5 أضعاف احتمال الشراء بعد مشاهدتهم لإعلان ثابت.

ومن الواضح أن شبكة «فيس بوك» قد تأثرت بالدخل الإعلاني الكبير لموقع «يوتيوب»، حيث لم تحصل شبكة «فيس بوك» على نتائج مالية مبهرة العام الماضي، الأمر الذي وضع إدارتها أمام أزمة مالية لإرضاء المستثمرين. ويذكر أن نمو «فيس بوك» آخذ في الانخفاض في الأسواق المتقدمة التي تدعم تقنياتها تشغيل إعلانات الفيديو.

ورغم أن معدل الإنفاق على إعلانات الفيديو عبر الإنترنت لا يصل إلى 10 في المائة من حجم الإنفاق على الإعلانات التلفزيونية، فإن الإنفاق في هذا المجال ينمو بشكل مستمر، نظرا لقدرة الشركات المعلنة عبر الإنترنت على استهداف مجموعات محددة من المستخدمين، على خلاف الإعلانات التلفزيونية، مثل القدرة على الوصول إلى الذكور الذين يحبون نوعا ما من الرياضة في مدينة محددة، أو السيدات اللاتي أعجبن بكتاب ما وهن من فئة عمرية محددة.

المخاوف المرتبطة بهذا التغيير هي طرح إصدار خاص من الشبكة خال من الإعلانات لقاء اشتراك شهري أو سنوي معين، بحيث لا يضيع المستخدم بين أمواج الإعلانات الثابتة والمتحركة في صفحته الرئيسية، ويسهل عليه التواصل مع الأهل والأصدقاء. المسألة الثانية هي إن كانت الشبكة ستقدم إعلانات الفيديو لمستخدمي الهواتف الجوالة أم لا، إذ إن هذا الأمر قد يزيد من كمية البيانات التي يشاهدونها لدى زيارة صفحاتهم، وبالتالي دفع المزيد من المبالغ لشركات الاتصالات لقاء إعلانات تعمل من تلقاء نفسها، حتى إن لم يكن الصوت مفعلا.

قنوات «يوتيوب» مدفوعة وأكد محللون تقنيون أن شبكة «يوتيوب» المتخصصة في تخزين وتشغيل عروض الفيديو ستطرح قنوات جديدة لا يمكن الدخول إليها ومشاهدة محتواها إلا بعد الاشتراك بها ودفع مبلغ محدد، يقدر بـ1.99 دولار أميركي شهريا. وستشكل هذه الآلية طريقة جديدة لشركاء «يوتيوب» لجني المزيد من المال من دون الاعتماد على المردود الإعلاني داخل عروضهم، ولكن لا توجد تأكيدات حول ما إذا كانت هذه القنوات المدفوعة ستضيف الإعلانات إلى عروضها أم لا.

وستطرح هذه القنوات لـ50 مشتركا في الأسبوع المقبل، ومن المتوقع أن تبدأ قنوات البث المباشر للفعاليات والحفلات باستخدام هذه الخدمة المدفوعة كنوع من التجربة للنموذج المالي الجديد. ويقارن المحللون «يوتيوب» بعد هذا التحول بشبكات عروض الفيديو المدفوعة، مثل «نيتفليكس» Netflix و«هولو» Hulu.

ويذكر أن «يوتيوب» كان قد تجاوز مؤخرا حاجز مليار مشاهد شهريا، الأمر الذي يعني حصول الشركة على مبالغ مهولة من النموذج الإعلاني التقليدي.

ويذكر أن «غوغل» المالكة لشبكة «يوتيوب» تعتزم إطلاق شبكة اجتماعية موسيقية مجانية جديدة قريبا، يمكن للمستخدم من خلالها الاستماع إلى الموسيقى التي يحبها، مع توفير اشتراك خال من الإعلانات.