السعودية: توجه للتوسع في رحلات «الترانزيت» لزيادة عدد الرحلات السياحية

رئيس هيئة السياحة والآثار: عدد الرحلات السياحية الوافدة ارتفع من ثمانية ملايين في 2004 إلى 19 مليون في 2012

الأمير سلطان بن سلمان خلال إلقائه كلمة في المنتدى بدبي («الشرق الأوسط»)
TT

أكد الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار السعودية أن بلاده تدرس حاليا موضوع التوسع في الرحلات العابرة «الترانزيت» بين الشرق والغرب من العالم، وذلك للاستفادة من موقعها الجغرافي الهام المتوسط بين القارات وإتاحة فرصة أداء العمرة والزيارة لعدد من المواقع التاريخية والسياحية في السعودية للزوار ومن ثم مواصلة الرحلة. وقال الأمير سلطان بن سلمان في الكلمة التي ألقاها أمس في المنتدى الوزاري المصاحب لسوق السفر العربي بدبي 2013 في دورته الـ20 بعنوان «الطيران وسياسات السياحة: التوازن والمنفعة»، والمقام في المركز الدولي للمعارض والمؤتمرات بمدينة دبي الإماراتية، بحضور الدكتور طالب الرفاعي أمين عام منظمة السياحة العالمية وعدد من الوزراء في عدد من الدول العربية والعالمية، إن صناعة الطيران شهدت نموا استثماريا يقدر بنسبة 15 في المائة رغم الاضطرابات السياسية.

وأشار رئيس الهيئة إلى أن قطاع الطيران شهد أيضا ارتفاعا في الطلب على طائرات جديدة من معظم شركات الطيران العربية، مشيرا إلى أن أعداد المسافرين خلال ستة عقود ارتفع من 25 مليونا في عام 1950، إلى ما يزيد على مليار مسافر في عام 2012، وكان نتاجا طبيعيا لاستثمار الدول في التقنية وبناء البنية التحتية الملائمة وسن الأنظمة والقوانين والإجراءات التي من شأنها كفل الحقوق لكل من المسافرين وشركات الطيران على حد سواء.

ونوه الأمير سلطان بن سلمان بالشراكة الاستراتيجية بين الهيئة العامة للسياحة والآثار وهيئة الطيران المدني السعودية، حيث توج ذلك بتوقيع اتفاقية تعتبر من أوائل الاتفاقيات الموقعة في 2003، مشيرا إلى أن الاتفاقية أثمرت عن الكثير من القرارات التي تصب في مصلحة السياحة الوطنية ومنها نقل الإشراف المباشر على وكالات السفر والسياحة من هيئة الطيران المدني إلى هيئة السياحة في عام 2008، إلى جانب إعادة تنظيم وكالات السفر والسياحة بشكل كامل بدءا من بناء قاعدة بيانات لوكالات السفر والسياحة بجميع مناطق المملكة. وأضاف إلى ذلك تطوير إجراءات الترخيص والمراقبة عليها بما يضمن تقديم الخدمة بشكل نظامي وبالجودة المطلوبة، وزيادة عدد الرحلات السياحية الوافدة للبلاد من ثمانية ملايين في عام 2004، إلى أكثر من 19 مليون رحلة سياحية في عام 2012، وارتفاع الرحلات السياحية المغادرة من أربعة ملايين في عام 2004، إلى 18 مليون رحلة سياحية مغادرة في عام 2012.

وأكد على ضرورة تحرير الأنظمة الخاصة بالسياحة والسفر لما لها من علاقة مباشرة ورئيسة على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية لصناعة النقل الجوي، وأهمية التعاون والتنسيق المستمرين بين هيئات الطيران المدني والوزارات والهيئات السياحية لتجنب الازدواجية والتضارب في الأنظمة والسياسات المطبقة في كل جهة، وتسهيل دخول شركات الطيران للأسواق الأخرى، ويؤدي هذا بالتالي إلى زيادة حركة المسافرين والسياح بين الدول، ومراجعة رسوم الضرائب التي تطبقها الحكومات على الناقلات الجوية مما يؤدي إلى إعاقة التنمية للحركة الجوية، وتطبيق لائحة لحماية المسافرين والسياح. وقال: «المملكة تواجه الكثير من التطورات اليوم، منها ما كان في السنوات الماضية وهذا العام أيضا، وقد قمنا بإصدار الكثير من القرارات، وسوف نقوم بإصدار المزيد من القرارات خلال الأشهر القليلة المقبلة التي سوف تغير وجه السياحة السعودية».

وتابع الأمير سلطان: «مطار الملك خالد في الرياض يشهد الكثير من التطويرات، كما أن هناك عمليات توسعية في مطار المدينة المنورة لكي يصبح أفضل ويسع لثمانية ملايين مسافر، ولدينا أكثر من ستة مطارات في السعودية، وهناك مطارات تم افتتاحها كمطارات دولية ويستقبلون أكثر من 13 خط طيران، وسوف نصل خلال السنوات الثلاث القادمة إلى استكمال المرحلة الأولى من النمو والتطوير، كما أن مطار الملك خالد يخضع الآن لعمليات تطوير ليصبح مطارا جديدا يتعامل مع 30 مليون مسافر خلال السنوات المقبلة، كما أن المطارات تخضع للتطوير لتصبح جهة للتطوير والسياحة».

وقال الدكتور طالب الرفاعي أمين عام منظمة السياحة العالمية إن قطاعي السياحة والسفر شقيقان ولا يزالان يعملان في خطوط متوازية، مشيرا إلى أن هناك ثلاثة أسباب لدعم قطاع السياحة، وهي: علميات التنظيم والرقابة، بالإضافة إلى مسألة الضرائب وتسهيلات السفر، ومنها تأشيرة السفر وتسهيل عمليات الدخول للدول السياحية.

وأشار إلى أن صناعة السياحة والطيران مرتبطتين بعضهما ببعض، وكلتاهما مكملة للأخرى، ومن أهم عوامل نجاح اقتصادات السياحة وتطويرها ودعمها هو الطيران، لا سيما أنهما يسيران في طريق واحد.