أنجلينا جولي تشارك العالم بخبر خضوعها لعملية استئصال الثديين طوعا

بعد اكتشاف خلل جيني قد يؤدي إلى إصابتها بسرطان الثدي

تقول أنجلينا جولي إنها قامت بالعملية من أجل البقاء حية إلى جانب أطفالها الستة (روترز)
TT

تصدر خبر خضوع نجمة هوليوود الممثلة الحسناء أنجلينا جولي لعملية استئصال ثدييها طوعا، عناوين الصحف العالمية أمس وحاز على متابعة مفصلة على شاشات التلفزيون، وكان بمثابة مفاجأة حقيقية خاصة وأن جولي ظهرت منذ ثلاثة أشهر على شاشات التلفزيون أثناء زيارتها مخيمات اللاجئين في جمهورية الكونغو وبدت بصحة جيدة.

قرار الخضوع للعملية اتخذته جولي بنفسها بعد اكتشاف الأطباء وجود تحور في جين يسبب سرطان الثدي وهذا ما دفعها لإجراء جراحة وقائية في السابع والعشرين من الشهر الماضي لاستئصال ثدييها، وها هي اليوم تحث النساء على اتخاذ الخطوات اللازمة لاستكشاف ما إذا كن معرضات لمخاطر مماثلة.

وكتبت جولي في صحيفة «نيويورك تايمز» إن وفاة أمها في سن الـ56 عاما، بالسرطان واكتشاف الأطباء أنها تحمل الجين المتحور (بي.آر.سي.إيه1) الذي يكشف عن مخاطر عالية للإصابة بالسرطان هو ما دفعها لاتخاذ هذا القرار الصعب خوفا من أن يفقد أطفالها الستة أمهم.

وتابعت جولي (37 عاما) في مقالها بعنوان «خياري الطبي» إنها تتحدث مع أطفالها عن جدتهم وعن المرض الذي أدى إلى وفاتها، ووجدت نفسها تحاول جاهدة في كل مرة تشرح بها طبيعة المرض الذي خطف والدتها، وأضافت في مقالها: «وسألوني ما إذا كان نفس الشيء يمكن أن يحدث لي، فكنت أقول لهم ألا يقلقوا لكن الحقيقة أنني أحمل جينا معيبا».

وقدر أطباؤها أن نسبة الخطورة في إصابتها بسرطان الثدي تبلغ 87 في المائة ونسبة الخطورة في إصابتها بسرطان الرحم تصل إلى 50 في المائة.

وكتبت جولي في مقالها أيضا: «حين علمت بالواقع قررت أن أكون إيجابية وأقلص الخطر إلى أقل درجة ممكنة، واتخذت قرار استئصال الثديين كإجراء وقائي».

وقالت جولي إنها ممتنة لشريكها الممثل براد بيت وأب أطفالها الثلاثة لأنه كان إلى جوارها طوال الوقت وشكرته على حبه ودعمه لها ولقرارها.

وقالت إنها تكشف عن قرارها هذا لتساعد في تبديد الغموض الذي لا يزال يحيط بالسرطان وتشجع النساء على إجراء فحوص واتخاذ قرارات علاجية قائمة على المعرفة. وأضافت: «قرار استئصال الثديين لم يكن قرارا سهلا لكنه قرار أنا سعيدة باتخاذه» موضحة أن فرص إصابتها بسرطان الثدي انخفضت من 87 في المائة إلى خمسة في المائة. واختارت جولي استئصال ثدييها لأن نسبة إصابتها بالسرطان في منطقة الثدي أكثر بكثير من إمكانية إصابتها بسرطان الرحم، كما أن عملية استئصال الرحم غالبا ما تكون شائكة أكثر.

اعتراف جولي بخضوعها للعملية التي تعاني منها آلاف النساء سنويا في العالم ولا تزال مجهولة ومخيفة لكثيرات، من شأنه أن يساعد كل امرأة مصابة بخلل جيني مشابه، كما يحث كل امرأة على فحص ثدييها تحسبا لأي ورم خبيث، وكانت جولي إيجابية جدا وقالت إنها مطمئنة للنتائج التجميلية لأنها ستخضع لعملية ترميم الثديين من خلال استعمال حشوات السيليكون، فعبرت بطريقة طريفة، إن عمليات التجميل هذه الأيام جيدة جدا وعملية تكبير الثديين تكون جيدة في نهاية المطاف. ولكن يجب على جولي الانتظار قليلا حتى يتثنى للأطباء القيام بالعملية التجميلية بعد التأكد من صحتها بخير.

وتقول جولي: «الأهم في الموضوع هو أنني سأتمكن من تطمين أطفالي على صحتي، كما أنني لن أخاف في المستقبل من الإصابة بالمرض، وأضمن بذلك البقاء حية إلى جانب عائلتي وأطفالي الستة».

وعن آثار العملية، تقول جولي إن العملية خلفت جرحين صغيرين جدا، وعدا عن ذلك كل شيء لا يزال على ما يرام، وتابعت: «لا أزال أنا نفسي، وبالنسبة لأطفالي لا أزال أنا أمهم الذين عرفوها، وسأقوم بأي شيء في حياتي لأكون معهم لأطول وقت ممكن. وعن الجانب الأنثوي، تقول جولي إنها لا تشعر أنها أقل أنثوية من ذي قبل، على العكس، إنها تشعر أنها أكثر قوة لأنها قامت بقرار مهم وقوي وقال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ الذي رافق أنجلينا جولي في جولتهما إلى الكونغو، إنه يعتبرها «امرأة شجاعة» وستكون بمثابة أمل لكثيرات من النساء حول العالم، وأضاف هيغ في مقابلة على شاشة «سكاي» البريطانية، أنها مهنية جدا وقامت بكثير من الأعمال الإنسانية إلى جاني في الأشهر الأخيرة.

وأضاف هيغ أنه لم تكن هناك أي إشارات تدل على أنها كانت تخضع للعلاج، ويعتبر قرار مشاركتها العالم تجربتها، هو شيء يدعو إلى الاحترام ولا يقوم به إلا الشجعان.

وفي ختام مقال جولي، حثت جميع النساء اللاتي يأتين من عائلات أصيب بعض أفرادها بسرطان الثدي أو الرحم للذهاب إلى الطبيب والأخذ بمشورته حتى يتثنى لهن اتخاذ القرار المناسب لكل منهن.

وفي بريطانيا استضافت قنوات التلفزيون منذ ساعات الصباح الأولى الأطباء المختصين بالأمراض السرطانية، للتعليق على حالة أنجلينا جولي وشاركت نساء خضعن للعملية نفسها، من بينهن المغنية البريطانية ميشيل هيتون من فريق «ليبرتي إكس» التي أشادت بقرار جولي مشاركة تجربتها مع الجميع، وهي نفسها قامت منذ نحو الشهرين بالعملية عينها، بعدما تبين أنها تحمل عيبا في الجينات قد يؤدي إلى إصابتها بسرطان الثدي، وفي جميع تصريحاتها تقول هيتون إن العملية تبدو أسوأ مما هي عليها في الواقع، وتضيف: «راحة البال والبقاء حية إلى جانب أطفالي أهم من أي شيء آخر»، كما أن هيتون خضعت لعملية ترميم الثديين وهي بصحة جيدة وحاولت أيضا مثل جولي مشاركة العالم بتجربتها الشخصية لتخفيف معانات النساء اللاتي يعانين في صمت.