رحيل الفنان العراقي طالب القرغولي أبرز ملحني الأغنية السبعينية

نقيب فناني ذي قار: القرغولي عاش غريبا ومات فقيرا والإهمال الحكومي أحد أسباب وفاته

الملحن الراحل طالب القرة غولي(«الشرق الأوسط»)
TT

أعلن في محافظة ذي قار، أمس عن وفاة أبرز ملحني الأغنية السبعينية العراقية الفنان والملحن طالب القرغولي، في أحد مستشفيات مدينة الناصرية عن عمر يناهز الـ74 عاما بعد صراع طويل مع مرض السكري.

والقرغولي يعد من أبرز من أسس لمدرسة لحنية للأغنية العراقية ومنحها روحها المحلية والتي انطلقت عربيا، كما يعد من أهم الملحنين العراقيين وبزغ نجمه في حقبة سبعينات القرن الماضي حيث اقترن اسمه بألمع نجوم الفن العراقي حينها، ومنهم حسين نعمة وسعدون جابر وياس خضر.

وقالت الإعلامية أنعام القرغولي، بنت الفنان الراحل، لـ«الشرق الأوسط»: إن «والدي عانى كثيرا من مرض السكري الذي ولد لديه (كنكري) ليقرر الأطباء بتر ساقه اليمنى حفاظا على حياته في وقت سابق من العام الماضي». وأضافت أن «ليل أمس (أول من أمس)، تعرض والدي إلى وعكة صحية نقل على أثرها إلى أحد المستشفيات في مدينة الناصرية، ليعلن الأطباء في ساعة مبكرة من صباح أمس عن وفاته».

وكان الفنان الراحل قد عانى من تدهور حالته الصحية في الفترة الأخيرة، ليلجأ إلى الإقامة في مسقط رأسه، بعد رحلة في المنفى قضاها في دمشق وعمان وأماكن أخرى في أوروبا ونقل بعد انتكاسة في حالته الصحية.

وقال نقيب الفنانين في محافظة ذي قار، مسقط رأس القرغولي، علي عبد عيد: إن «الملحن الكبير طالب القرغولي يعد قامة فنية كبيرة اقترنت كثيرا بمدينة الناصرية التي أنجبت رموز الغناء العراقي من أمثال الفنانين حضيري أبو عزيز وداخل حسن وناصر حكيم وحسين نعمة». وأضاف أن «القرغولي عاش غريبا بعيدا عن موطنة الأصلي (مدينة النصر)، شمال محافظة ذي قار، ومات فقيرا بعد أن أغنى تاريخ الغناء العراقي، إذ لم تقم الجهات المعنية وخاصة وزارة الثقافة بمد يد العون وإنقاذ هذه القامة الفنية الكبيرة من المرض وخاصة أنه فقد أحد أطرافه السفلى».

وطالب عيد، الجهات المعنية بتخليد ذكرى الملحن طالب القرغولي من خلال «إقامة مهرجان باسمه ونصب تذكاري في مدينته الأم (الناصرية)، لما قدمه من إنجازات في مجال الفن تحسب لكل العراق».

إلى ذلك قال الفنان العراقي حسين نعمة إن «طالب القرغولي صفحة من صفحات الفن وما قدمه يعتبر تراثا قيما، فقد أغنى العراقيين بصورة خاصة بأغان وألحان استمتع بها جميع أبناء الوطن شرقا وغربا شمالا وجنوبا». وتابع أن «القرغولي كان يستحق وبكل جدارة لقب شيخ الملحنين العراقيين ولأن وفاته تعد خسارة وانتكاسة كبيرة للفن العراقي الأصيل، إذ قدم الكثير من الألحان التي سوف تبقى خالدة في ذاكرة كل العراقيين».

وطالب القرغولي، من مواليد عام 1939 في قرية (النصر) شمال محافظة ذي قار، وتميز بعطاء كبير وإنتاج غزير طيلة مسيرته الفنية إذ لا يذكر الفن العراقي إلا ويذكر اسمه كفنان وملحن، وتمتاز ألحانه بالمقدمات الطويلة في محاكاته لألحان الملحن المصري رياض السنباطي، حيث تمتاز أعماله الغنائية بالعذوبة والرقة، ومن ألحانه وكلمات مظفر النواب، خرجت إلى النور الكثير من الأغاني العراقية الحزينة، ومنها كذاب، تكبر فرحتي، روحي، البنفسج، أنة وأنت، راجعين، عزاز، تايبين، أنة من حبيت، وداعا يا حزن.