أفلام كان

«جميلة وشابّـة» من إخراج السينمائي الفرنسي فرنسوا أوزون
TT

* فرنسوا أوزون الذي لا يحرج بطلته Young and Beautiful

* أول فيلم شوهد من أعمال المسابقة هو الفرنسي «جميلة وشابة» من إخراج السينمائي الفرنسي المنطلق فرنسوا أوزون صاحب الفيلم المعروض حاليا في الأسواق تحت عنوان «في البيت». البيت لا يزال كيانا مهما في هذا الفيلم (وإذا لم أكن على خطأ في معظم أعماله السابقة أيضا) لكن الفارق هو أن «في البيت» مركب أكثر ومتشابك على نحو لغزي إلى حد ملحوظ في مقابل عمله الجديد الواضح والسهل.

إنه حول فتاة شابة اسمها إيزابيل (مارين فاكت) نتعرف عليها في الصيف على شاطئ البحر. في السابعة عشر وما زالت عذراء لكنها سريعا ما سوف تجد حلا لذلك مع صديق ألماني قبل أن تعود مع والدتها وزوج والدها وشقيقها الصغير إلى باريس. بعد حين نجدها تحولت إلى عاهرة بالسر عن أهلها ورفاق المدرسة. تعرض خدماتها وأسعارها في رسائل هاتفية وتتلقى الإجابات وتقوم بالزيارات. واحد من زبائنها المفضلين هو رجل فوق الستين. ومع أن العلاقة جنسية (خدمة مقابل مال) إلا أن لها جانبا دافئا على عكس زبائنها الآخرين. ذات يوم يموت الرجل بالسكتة القلبية وهي معه في الفراش. يفتضح أمرها وتحاول الأم أن تجد حلا وهي التي باتت تخشى على سعادتها البيتية من ابنتها. في النهاية، وهذا التلخيص لا يفي بسعة الموضوع وتشعباته، ها هي الفتاة تضع قدمها على الطريق الصحيح. تجد نفسها للمرة الأولى في جو شبابي طبيعي صالح لمن هم في سنها. هذه المرة تبتسم راضية بهذا التغيير.

قدر كبير من الفيلم يقوم على التلصلص كما في أفلام هيتشكوك، لكن المخرج البريطاني الفذ لم يكن مكترثا (ولا التقاليد الاجتماعية كانت تسمح له) بعرض مشاهد حب وعري. أوزون يفعل ذلك مرارا وتكرارا. يريد من المشاهد أن يتلذذ بما يعرضه في الوقت الذي يأخذ هو من الموضوع بأسره مسافة أخلاقية يدين فيها الفتاة من دون أن يحرجها أمام المشاهد. إنها تحتاج للمال لمتابعة دراستها والطريقة الوحيدة لجلبه هو التحول إلى العهر. تقرب آخر صوب المشاهد العادي موجود في استخدام الأغاني وسيلة لتعليق عاطفي (جوهريا على طريقة أفلام مصرية قديمة). لا يقوى الفيلم وتكثف مواقفه إلا من بعد الفضيحة وتعدد الاحتمالات.

في مكان ما في النصف الأول من الفيلم قد يخطر لك، إذا ما كنت متابعا سينمائيا للجديد والقديم، أن الدور الذي تقوم به البطلة هنا محاذ للدور الذي لعبته كاثرين دينوف في مطلع عملها السينمائي في فيلم لوي بانويل «حسناء النهار» (1967).

تقييم الناقد: (2*)

* صوفيا كوبولا تفتقد السبب

* The Bling Ring

* الجيل الجديد هو أيضا في قائمة اهتمامات فيلم صوفيا كوبولا الجديد «ذا بينغ رينغ». شوهد كفيلم افتتاح قسم «نظرة ما» ما يجعل فيلما الافتتاح (الرسمي المتمثل بـ«غاتسبي العظيم» والرديف متمثلا بهذا الفيلم) خيبتا أمل كبيرتان.

كما ورد معنا بالأمس، فإن «ذا بينغ رينغ» مبني على أحداث حقيقية لعصبة من بضعة فتيات وشاب (ثم شبان آخرين من حين لآخر) تخصصوا في سرقة منازل النجوم والأثرياء. أحدهم كان يرصد إذا ما كان النجم موجودا خارج مدينة لوس أنجليس (في رحلة عمل مثلا) ويخبر الفتيات الثلاث اللواتي كن أجرأ منه في اقتحام الأماكن المغلقة. في كل مرة يدخلون فيها واحدا من قصور الثراء هذه يقدمون على سرقة المال والجواهر والملابس والأحذية والنظارات الشمسية الثمينة. وإذا ما كانوا محظوظين السيارات الفارهة أيضا.

فيلم صوفيا لا يضيف جديدا على الوصف أعلاه ولا على وصف البارحة الذي كتب حسب المعلومات المبتسرة التي وردت عن الفيلم، ذلك لأن الستين دقيقة الأولى من الفيلم مصروفة على متابعة هذه العصبة وهي تمارس فقط نوعين من الأعمال: تسرق وتسهر. المشاهد متكررة إلى حد فاضح: في كل مرة يتم فيها دخول منزل ما علينا أن نتابع بالوتيرة ذاتها التي سبق ورودها ما تفعله العصبة داخل البيت. كيف تتسلل إلى المكان وكيف تفتح الأدراج وكيف تختطف الجواهر ثم كيف تغادر المكان منتشية بنجاحها. حتى الحوارات متشابهة: «انظروا ماذا وجدت» تصرخ كل فتاة على حدة كل قليل، أو «علينا أن نغادر هذا المكان فورا» يقول الشاب في كل مرة كم لو أن صوفيا (وقد كتبت السيناريو) نسيت، أنا استخدمت الكلمات ذاتها في المشهد السابق أو الذي قبله.

وهناك السهرات وما يحدث فيها من إدمان على المخدرات.. تستطيع أن تلم بما يحدث من مشهد وإذا كان لا بد من مشهدين.. لكن المسألة تتحول إلى «وظيفة» وأنت تتابع المشاهد ذاتها مرة تلو المرة.

ما تفعله المخرجة هو سردها لما يؤلف عملا من تسعين دقيقة خال من أي بحث مستقل واضح، ويفتقد وجهة نظر أو أي قدر من التحليل الاجتماعي. أحداثها، على الشكل الذي وردت به، يمكن أن تكون خيالية وليست واقعية. صحيح أن أسلوب تصويرها تقريري (كما الريبورتاج) لكن ذلك يمكن أن «يفبركه» أي مخرج وراء الكاميرا.

أحداث الفيلم وقعت بالفعل (ما بين 2008 و2009) فهذه مادة منقولة عن أحداث حقيقية، لكن هل وقعت على هذا النحو؟ هل كل السيارات التي تمت معاينتها (سواء أكانت أبوابها مقفولة أو لا) بلا صافرات إنذار كما نرى هنا؟ هل كل المنازل كانت سهلة الدخول لأن أحدهم نسى بابا زجاجيا مفتوحا؟ تمنيت صافرة إنذار واحدة. ثم بدأت أبحث عن مفاجأة وبعد ذلك عن فيلم آخر كان من الممكن لصوفيا كوبولا أن تقوم به. عن معالجة لا تتضمن موسيقى شبابية كما لو أنها من المقررات وحسا ريبورتاجيا كما لو أن الفيلم مصنوع لساعة تلفزيونية. وهو كان أحرى به أن يكون سهرة تلفزيونية لأنه من الأسهل على المرء أن يغير القناة متى أراد.

تقييم الناقد: (1*)