20 ألف مواطن ركضوا في طرابلس من أجل السلام

ماراثون لتغيير الصورة النمطية عن المدينة شاركت فيه 27 دولة

TT

ركض أكثر من 20 ألف مواطن «من أجل السلام» في طرابلس صباح أمس، معهم عداءون محترفون من 27 دولة، جاءوا جميعهم للمشاركة في هذا النشاط الرياضي الذي أريد منه الكشف عن وجه آخر للمدينة التي شهدت ما يقارب 16 جولة عنف خلال السنتين الماضيتين.

منذ الساعة السابعة كان آلاف المواطنين قد بدأوا يفدون إلى مكان التجمع في منطقة المعرض، أمام منزل رئيس الوزراء لحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. وزراء، نواب، عسكريون، مدنيون، كبارا وصغارا، قرروا جميعهم يوم أمس، أن يلبسوا «تيشورت» موحدة، وأن يجوبوا شوارع المدينة التي أغلقت أمام السيارات كي تتاح لهم حرية التنافس في يوم عطلة تواطأوا على أن يجعلوه مختلفا.

«الهدف واحد.. خلينا نركض للسلام» شعار هذا الماراثون الذي يعقد للسنة الرابعة على التوالي، علما بأن عدد المشاركين هذه السنة فاق المتوقع، وزاد على العالم الماضي بالآلاف.

ومن ضمن المشاركين 700 شاب وشابة ينضوون تحت راية «تجمع الحملات المدنية ضد العنف» التي نشطت في المدينة في الأشهر الأخيرة، بسبب الفلتان الأمني وجولات المعارك المسلحة التي شهدتها طرابلس. وقد نظم هؤلاء الناشطون أكثر من نشاط واعتصام للاحتجاج على السلاح والاستهتار بأمن المواطنين. وقال شبان التجمع يوم أمس إن مشاركتهم هي «لإيصال رسالة للطرابلسيين واللبنانيين والعالم كله أنهم شباب اليوم والغد الذي يطمح للسلام ويحب الحياة، وأنهم يرغبون في تغيير الصورة النمطية للعاصمة الثانية للبنان باعتبارها مدينة السياحة الثقافية والحرف والتنوع، وهم يصرون على نشر عبق الليمون لفيحاء لبنان».

وانطلق المتسابقون في جولات متعددة منذ السابعة والربع صباحا، بدءا بمتسابقي الكراسي المتحركة، ومن ثم عند السابعة والنصف انطلق المحترفون في سباق الـ21 كلم، وكانت دفعة أخرى من المتسابقين قد انطلقت عند التاسعة والنصف وغيرها عند العاشرة والنصف، ليأتي دور الـ5 كلم، وهي الجولة التي فتحت للجميع، وأعلن وزير الرياضة والشباب فيصل كرامي، ابن طرابلس، عن لحظة الانطلاق بمسدس في يده، وإلى جانبه رئيس بلدية طرابلس نادر غزال، وقال كرامي إن هذا الماراثون هو نشاط كبير يشعره بالفخر والاعتزاز، وإن الظروف الأمنية الاستثنائية لن تمنعه العمل باستمرار؛ لأنه منذ ولادته وهو يرى لبنان يعيش مرحلة استثنائية، وانتظار انقشاع هذا الظرف يعني أن لا نفعل شيئا، وهذا ما لا نقبله.

وركض الوزير فيصل كرامي مع المتسابقين كما رئيس بلدية المدينة، حيث تصدرا الصفوف، وكان لافتا حضور اللواء أشرف ريفي المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي الذي استقالت حكومة ميقاتي بسبب عدم الموافقة على التمديد له في منصبه، ومعه ولداه.

ونصبت ما سميت قرية الماراثون بخيامها وبالوناتها وأقسامها المختلفة، ونشط نحو 450 متطوعا من المدينة لإنجاح هذا الحدث الذي جمع مختلف الطبقات الاجتماعية، وكذلك كل الأعمار من أجل غاية واحدة هي المرح والفرح والرياضة.

ويسعى منظمو الماراثون الذين يقولون إن الأمر مشجع جدا، بسبب عدد الرياضيين الكبير من طرابلس، وكذلك بسبب الإقبال الكثيف هذا العام، لتكثير الأنشطة في السنوات المقبلة، وإدخال رياضات جديدة. وعلق النائب السابق مصباح الأحدب على ما حدث بالأمس بالقول: «هذه المشاركة الكثيفة للطرابلسيين في الماراثون هي ردة فعل على ما تعيشه المدينة من وضع أمني متردٍّ».