مصرية أميركية تحارب التمييز ضد المرأة.. بالغناء والرقص

قالت: أرفض العنصرية ضد المسلمين في الولايات المتحدة.. وأدافع عن الحرية الدينية

أمنية حجازي
TT

اقتحمت أمنية حجازي (الأميركية من أصل مصري) عالم الموسيقى الأميركي بألبومات تدعو إلى حرية المرأة، وتهاجم التمييز ضد المسلمين في الولايات المتحدة. وقد اجتذبت أمنية بصوتها وكلمات أغانيها بالعربية والإنجليزية معا آلاف المستمعين، وسلطت شبكات التلفزيون الأميركية الضوء على لقطات للكليبات الخاصة بأمنية، وكلمات أغنياتها المثيرة للجدل، بعد أن أصدرت ألبومها الثاني في نيويورك الأسبوع الماضي.

وتقول أمنية (22 عاما) في كلمات أغنيتها الجديدة التي طرحت في أسواق نيويورك: «قبل أن تسمم نفوسنا تقول لنا غطّ جسمك غطّ وجهك.. حتى لا تضعف إرادة الرجال ويفقدون إيمانهم، لماذا علينا أن نتغطى؟! من أعطاك الحق في الحجر على كرامتنا». وتكمل أغنيتها قائلة: «لماذا لا توقف نفسك وتتعلم ضبط النفس، لماذا تكون أنت حرا وأنا أختنق، أنا لست شيئا، أنا امرأة، ألا ترى؟! عليك أن تتعلم كيف تتحدث معي».

وفي أغنية «يا عزيزة»، تحارب أمنية الزواج المبكر للمرأة، وتقول: «أمضت كل أيامها ورأسها على كتبها تحلم بالجامعة ودراسة الطب، لكن عندما بلغت 16 عاما جاء العريس يقول لها: اسمعي سأدفع لكي تكوني لي، أنت تحتاجين زوجا مثلي، ووالدها كان يرغب في تزويجها، والدراسة تدمر عقلها، قال لها يا عزيزة يا حبيبتي.. المتوقع منك أن تكوني زوجة وأم، وتبقي في البيت».

وتخلط كلمات أغنية «حرية» بين كلمات بالعربية وكلمات باللغة الإنجليزية، وتقول: «يا حرية أحب أن أراك، لا أعرف أين كنت، لكن آن الأوان لنرى وجهك. يا حكومة، ماذا تفعلين بنا؟ لماذا نتحمل أخطاءك؟ يا بلادي أراك تتألمين بشدة لأن الحكومة لا تلتفت إلى مواطنيها (عايزة أشوفك يا حرية.. إنتي فينك يا غالية عليا.. تحرموني منها ليه.. نبض قلبي يا حرية، يا شعب يا أمل وطني. إنتا قوي وحكيم إنتا دايما في قلبي)».

وتقول أمنية في حوارها مع «الشرق الأوسط»: «تربيت في الولايات المتحدة لأب مصري وأم إيطالية، ويعد أبي من الأجيال الأولى التي هاجرت من مصر إلى الولايات المتحدة، لكنه حرص على التمسك بالقيم الشرقية والتعاليم الدينية التي رسخها في بناته الثلاث. وقد عشت بين ثقافتين مختلفتين؛ الأولى هي ثقافتي العربية الإسلامية والثانية هي الثقافة الأميركية، وبدأ اهتمامي بالموسيقي في سن العاشرة، وتعلمت العزف على عدة آلات، وتخصصت في دراستي بجامعة نيويورك بالإنتاج الموسيقي، وهدفي هو أن أهاجم الظلم في العالم، الظلم الواقع على المرأة في الشرق، والظلم الواقع على المرأة المسلمة والمسلمين بصفة عامة في الغرب».

وتضيف: «قدمت أول ألبوم غنائي في سبتمبر (أيلول) 2011 تحت عنوان (جيلبرد)، وتحدثت فيه عن الحرية، لم أكن أقصد الحرية السياسية، لكن الحرية بصفة عامة، وقمت بكل التوزيع الموسيقي وإنتاج الألبوم على حسابي الخاص، وطرحه من خلال (آي تون) و(أمازون) على الإنترنت وفي أقراص مدمجة (CD’s)، وقدمت الأغاني في عدة حفلات بالجامعة، ولقيت ترحيبا واسعا، وأقدم حفلة كل شهر في نيويورك ونيوجيرسي، ونشرت جريدة (ستاتن أيلاند) مقالا مطولا عن الأغاني وكلماتها، كما سجلت قناة (فوكس نيوز) لقاء معي حول الألبوم الجديد الذي طرح في الأسواق الأسبوع الماضي».

وحول كلمات أغانيها التي تدعو لحرية المرأة ورفض قهر الرجل، وقهر المجتمعات العربية لها، تقول أمنية التي تتحدث العربية ببعض الصعوبة: «هناك أشياء كثيرة تضايقني حول ما يحدث للمرأة في عدد كبير من دول الشرق الأوسط، فالحكومات لا تقدر المرأة ودورها، فالمرأة العربية بصفة عامة قوية ولها شخصية مستقلة، وهي أقوى امرأة رايتها في حياتي، لكن الحكومات تقلل دور المرأة، وتقلص قدراتها وتسن قوانين تقنن الزواج المبكر، ولا تجرم جرائم العنف الأسري وتحمّل المرأة المسؤولية الأكبر في جرائم التحرش والجرائم الجنسية، وما يسمى بجرائم الشرف».

وتضيف أمنية: «أنا لا أومن بأي مبررات لقتل المرأة في هذه الجرائم التي تسمى بجرائم الشرف، وتحميل المرأة وحدها للمسؤولية. أنا أبحث عن المساواة وتحميل المسؤولية لكل من الرجل والمرأة».

وتشير أمنية التي تعيش أسرة والدها في حي شبرا بوسط القاهرة، إلى أنها قامت بزيارة مصر لأول مرة في عام 2010، واستمتعت بالثقافة المصرية والتاريخ الثري والعادات الأسرية والأطعمة الشعبية والرقص الشعبي، لكنها صدمت بانتشار التحرش الجنسي بصورة واسعة في مصر، واتجاه جماعة الإخوان بعد الثورة لتقييد الحريات والتقليل من دور المرأة، بدلا من سن قوانين لحمايتها وتغليظ العقوبات ضد من يمارس العنف ضد المرأة.

وحول ردود فعل الجالية العربية والأميركيين على أغانيها وكلماتها، تقول أمنية: «رد الفعل إيجابي للغاية.. البعض في الجالية العربية يشجع والبعض ينتقد بشدة، أما الأميركيون، فهم يأخذون الأغاني بإيجابية للغاية، ويعتبرونها صرخة من أجل حقوق الإنسان والمرأة في الجزء الآخر من العالم، وقد قالت لي سيدة هندية إن أغنية (عزيزة) تجسد قصة حياتها، وتروي قصتها، وقالت لي أنت تحدثت بصدق عن مشكلتي».

وحول الرقص الشرقي في الكليبات تقول أمنية: «بعض الناس يقولون لي إن هذا (حرام)، لكني أعتبره فنا خلقه الله، وأعتبر الرقص يحرر النفس ويسمو بها ويجعل الإنسان يشعر بالفخر، فأنا أشعر بالفخر بجسمي ولا أغطيه، وأشعر بالفخر وأنا أرقص». وتضيف: «الثقافة السائدة هي تغطية جسد المرأة حتى لا يفتتن الرجال، وهذا خطأ، لأن المفروض هو التركيز على الرجل وكيف يتحكم في نفسه».

وتؤكد أمنية أن الأميركيين مولعون بالرقص الشرقي ويحبون الموسيقي الشرقية، ويساعدهم ذلك على فهم الثقافة العربية، وهناك زيادة في عدد الراقصات من روسيا وأميركا الجنوبية اللاتي يقدمن الرقص الشرقي ويجدن إقبالا كبيرا.

من جانب آخر، توجه أمنية انتقادات للمجتمع الأميركي وتقول: «من الصعب أن تكون مسلما في المجتمع الأميركي؛ فهناك أشياء لا تتماشى مع القيم الإسلامية، وهناك أيضا رؤية غير صحيحة للمسلمين بعد هجمات 11 سبتمبر»، وتضيف: «أنا أسكن في (ستاتن أيلاند) وأعمل في مانهاتن، وأتابع الجدل الساخن في نيويورك حول بناء المساجد والآراء التي تقول إن المساجد تخلق المتطرفين، وأنا أحارب ذلك وأدافع عن الحرية الدينية وحق كل فرد في ممارسة شعائره الدينية بحرية».

وفي المقابل أواجه تشددا دينيا من الجالية الإسلامية، وقد حاول كثيرون فرض ضغوط عليّ لارتداء الحجاب، وأنا لست مستعدة لاتخاذ هذا القرار، والبعض يراني أعصي الله برفضي ارتداء الحجاب».

وتروي أمنية: «الأميركيون يرون في فتاة بريئة، بينما البعض من الجالية العربية في أميركا يرونني فتاة سيئة، وقد تعلمت ألا ألتفت إلى تلك الآراء، وأن أكون متوافقة مع نفسي ومرتاحة لمعتقداتي وأفكاري».

تخطط أمنية لزيارة مصر في ديسمبر (كانون الأول) المقبل لترتيب حفلات في مصر وتصوير بعض أغانيها الجديدة في ميدان التحرير، واتفقت مع المخرج عبد الرحمن لطيف على تصوير بعض الأغاني في مواقع مصرية مختلفة.