فاليري تريرفيلر تعود إلى الأضواء بعد فترة احتجاب

توارت بعد هفوات أضرت بشعبية شريكها هولاند

TT

* باستثناء جاك شيراك، ليس من عادة الرؤساء الفرنسيين حضور افتتاح مهرجان «كان» السينمائي الدولي، أو حتى المرور به خلال دورة انعقاده. وفيما يخص الرئيس الحالي فإن لدى فرانسوا هولاند من المشكلات الواقعية ما يقطع عليه طريق أي محاولة للهرب نحو عالم الخيال وبريق النجوم. لكن شريكته فاليري تريرفيلر، قررت أن تزور المهرجان الجاري على الشاطئ الجنوبي لفرنسا، زيارة قصيرة لمشاهدة الفيلم الوثائقي «آخر الظالمين» للمخرج كلود لانزمان.

ولانزمان (87 عاما)، الذي كان آخر شريك لحياة الفيلسوفة والكاتبة النسوية سيمون دو بوفوار، هو مخرج الفيلم الشهير «محرقة» عن تصفية اليهود في معسكرات النازية. وسبق لهولاند وشريكته أن استقبلاه على الغداء في «الإليزيه» مطلع العام الجاري، حيث عرض عليهما فكرة فيلمه الجديد الذي يعرض خارج المسابقة الرسمية للمهرجان. وما زال المخرج يواصل مشروعه السينمائي لتوثيق المحرقة وما لاقاه اليهود على يد النازية، وفيلمه السادس والأخير يتضمن لقطات جرى تصويرها سابقا ولم يستخدمها في فيلمه الشهير عن المحرقة الذي يستغرق أكثر من 9 ساعات.

في ذلك اللقاء، تمنى لانزمان على تريرفيلر أن تحضر العرض الرسمي الأول للفيلم. ووافقت شرط أن لا يتعارض الموعد مع انشغالاتها. ثم عاد جيل جاكوب، مدير المهرجان، وكرر الدعوة. وبعد ظهر السبت أكدت الفرنسية الأولى أنها ذاهبة إلى «كان». والمهرجان ليس غريبا على الصحافية التي عملت سنوات طويلة في القسم السياسي لمجلة «باريس ماتش» وما زالت تتعاون مع المجلة ككاتبة تقارير ثقافية. إن شريكة حياة الرئيس ما زالت تبحث عن دور يناسبها في المشهد الاجتماعي العام. وكانت، في بدايات ولاية هولاند، قد حاولت أن تبقى صحافية حرة و«فالتة» من القيد السياسي المفروض عليها باعتبارها تقيم في القصر الرئاسي وفي جناح الرئيس من دون أن تكون زوجة رسمية له. لكن الانتقادات سرعان ما طاردتها وتجرأ بعضهم على المطالبة بمحاسبتها لأنها تعيش وتسافر وتلبس وتنفق، دون وجه شرعي، من ميزانية الدولة أي من جيب دافع الضرائب. وبناء عليه توارت تريرفيلر لفترة عن مقدمة الصورة، خصوصا بعد هفوات أضرت بشعبية هولاند، ثم عادت في حلة جديدة بصفتها مهتمة بالعمل الإنساني. الأسبوع الماضي زارت فاليري تريرفيلر دولة مالي في أفريقيا، بدعوة من السيدة الأولى مينيتو تراوري، حيث جرى لها استقبال يليق بالسيدات الأوليات. لقد تنازلت الصحافية الفرنسية عن تشددها وقبلت أن ترتدي هذه الصفة رغم أنها ضيقة على طموحاتها وتكاد تحبسها في زاوية حفلات الاستقبال الرسمية والعشاءات الرئاسية. ومن غاو، المدينة التي كانت معقلا للإسلاميين المتطرفين شمال مالي، صرحت شريكة هولاند بأنها ستحاول أن تشغل نفسها بدور السيدة الأولى وتبحث عن مهمات مناسبة لها.

هناك، في غاو تقع إدارة القوات الفرنسية التي شاركت في إعادة الهدوء إلى مالي. ولهذا فقد تم اتخاذ احتياطات واسعة حول المطار لتأمين سلامة الآتية من باريس. أما مناسبة الزيارة التي لم تستغرق سوى 48 ساعة فهي تفقد الأطفال والصبية الذين كان المتمردون قد زجوا بهم في المعارك رغم صغر سنهم. وكذلك لدعم مشروع يساعد الأهالي على العودة إلى المدينة التي كانوا قد فروا منها عند زحف المتطرفين على البلاد. وقدمت تريرفيلر صكا بمبلغ نصف مليون يورو مشددة على أن مهمتها إنسانية لا سياسية. ولاستكمال هذا الدور كان لا بد من أن تزور عددا من المدارس والمستشفيات، مرتدية بدلة ترابية اللون تتماهى وأجواء المكان.