واصلت سهرات مهرجان «موازين» في الرباط اجتذاب جمهور واسع خلال نهاية الأسبوع الماضي، وبالأخص المنصات المخصصة للمغنين العالميين والمشارقة، بيد أن سهرة المغنية البريطانية جيسي جي خلفت ردود فعل واسعة بسبب لباسها المثير، إذ ظهرت المغنية الحليقة الرأس طوال الحفل شبه عارية وهي ترتدي قميصا وتبانا فقط باللون الأبيض. وما ضاعف من حجم الانتقادات هو أن الحفل نقل مباشرة على القناة المغربية الثانية «دوزيم».
من جهته، جدد الفنان المصري الشهير محمد منير صلته بالجمهور المغربي في حفل كبير احتضنته الليلة قبل الماضية، منصة الأغنية الشرقية لمهرجان «موازين»، وغنى عددا من أغانيه الناجحة مثل «علي صوتك» و«الرزق على الله» و«سو يا سو» و«يونس». وفي التفاتة تكريم للمغنية الراحلة وردة الجزائرية غنى منير رائعة الفنانة وردة «حكايتي مع الزمان» التي لقيت استحسان جمهور استمتع بأداء فنان حصد ألقابا متعددة من بينها «الكينغ» و«مطرب الثورة».
وعلى الرغم من خروجه عن التيار الموسيقي الغالب في العالم العربي الذي يطغى عليه رهان الإيقاعات السريعة والنصوص العاطفية المستسهلة وتحطيمه للصورة النمطية للنجم فإن محمد منير يعد من الفنانين القليلين الذين جمعوا بين التفاف النخبة المثقفة حول اختياراته الفنية الملتزمة المدافعة عن قيم الحرية والعدالة وبين شعبية جارفة لدى أوسع شرائح الجمهور إذ تستقطب حفلاته داخل مصر وخارجها عشرات الآلاف من المحبين. وصنع منير تفرده في المشهد الغنائي العربي بمزجه بين الجاز والسلم الخماسي النوبي وبكاريزما تلقائية.
من جانبها، نجحت الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب في جعل موعدها الثاني مع جمهور «موازين»، لحظة تفاعل كبيرة ببساطتها وإحساسها فضلا عن اختياراتها الغنائية، إذ اندمجت شيرين سريعا مع جمهور متعدد الفئات وإن تشكلت غالبيته من النساء. ولم تبخل الفنانة على جمهورها العريض بأداء أنجح أغانيها «آه يا ليل» و«جرح ثاني» و«أنا مش بتاعت الكلام ده» و«لازم أعيش».
وتنامت حظوة المغنية المصرية لدى الجمهور المغربي بتشجيعها للمتسابق المغربي فريد غنام خلال النسخة الأولى من برنامج «ذي فويس»، وحرصت على تقديمه لجمهور الرباط وهو يقاسمها الأغنية المغربية الخالدة للراحل عبد الصادق شقارة «يا بنت بلادي». وانضم محمد عدلي الشاب الذي شارك هو الآخر في برنامج «ذي فويس»، إلى الثنائي شيرين وفريد ليؤدي الثلاثي أغنية عمرو دياب «حبيبي يا نور العين» أمام تجاوب جماهيري كبير.
وأحيت مجموعة «التنين» الصينية بموقع شالة الأثري بالرباط حفلا بهيجا دشنت من خلاله الفعاليات الفنية التي تم تخصيصها هذه السنة للمغامرة الموسيقية «طريق الحرير» وذلك في إطار مهرجان «موازين إيقاعات العالم» عبر دعوة عدد من الفنانين من أوروبا وآسيا. وبفضل قدرتها على الارتجال المبدع والحي وأصواتها وإيقاعاتها وإنتاجاتها الموسيقية الأصيلة أمتعت هذه المجموعة الجمهور الحاضر الذي تفاعل مع هذه الموسيقى الشعرية التي تعود إلى أكثر من 3 آلاف سنة.
وفي كلمة موجهة للجمهور الحاضر قال أحد أفراد هذه المجموعة التي تمثل العديد من الأقاليم الصينية والتأثيرات الثقافية المختلفة: «شكرا لكم لوجودنا بينكم في هذا المكان الفريد والاستثنائي».
وبرع أعضاء المجموعة الذين ارتدوا ملابس تقليدية في المزج بين التقاليد الغنائية القديمة والتعبيرات الفنية المعاصرة من خلال صهر الإيقاعات والأصوات الفنية والترنيمات الموسيقية.
تجدر الإشارة إلى أن مجموعة «التنين» الصينية أنشئت عام 1996 ويديرها الموسيقار الصيني الكبير وي واي الذي يعزف على آلة الأورغ. وقد أحيت هذه الفرقة أكثر من 300 حفل فني، حيث تمت دعوتها للمشاركة في أكبر المهرجانات وإحياء سهراتها بأكبر القاعات عبر العالم.
وفازت المجموعة بمسابقة «ميوزيكا فيتالي» بألمانيا في 1996 و2002. كما حصلت سنة 2011 على إحدى جوائز مهرجان أدنبره الدولي.