شبان في غزة يشعرون بحرية في ممارسة لعبة «سكيت بورد»

حركات فوق رصيف الكورنيش الضيق على شاطئ المدينة

TT

تستوقف حركات بهلوانية يقوم بها مراهقون يتسابقون على زلاجات سكيت بورد فوق رصيف الكورنيش الضيق على شاطئ مدينة غزة، عشرات المشجعين الذين يشاهدون هذه الرياضة للمرة الأولى في القطاع. ومع اقتراب موعد غروب الشمس، يتجمع عشرة شبان صغار لممارسة هوايتهم على الكورنيش الممتد لكيلومترين على الشاطئ.

مؤمن البنا، (19 عاما)، كان سعيدا لأنه واحد من هؤلاء المتزلجين بعد انتظاره طويلا الحصول على حذاء رياضي بزلاجة سكيت بورد. ويقول: «أعشق مشاهدة لعبة سكيت بورد. رغبت كثيرا في تعلم اللعبة وممارستها. أخيرا وجدت الحذاء في سوق قديمة للخردة». ويتابع بفرح: «أشعر بأنني حر وأنا ألعب السكيت بورد». ويفخر هذا الشاب، وهو من حي الزيتون شرق المدينة، بأنه بات يتقن اللعبة. ويقول: «تعبت كثيرا في تعلم قوانينها عبر مشاهدة مقاطع فيديو على (يوتيوب)، أشجع أصدقائي لمشاركتي اللعب».

ووسط تصفيق حار من المتفرجين، يقوم البنا مع زملائه بحركات بهلوانية متنوعة ويقفزون على حواجز من صناديق كرتون فارغة حصلوا عليها للتو من باعة رقائق البطاطس الجوالين. ويوضح بهاء حسونة (19 عاما): «ندفع ثمن الحذاء من مصروفنا، شيقل على شيقل ونشتريه من الخردة التي تصل من إسرائيل، فهي أحذية أصلية وقوية رغم أنها قديمة ومستخدمة طبعا».

ويضيف بشيء من السرور: «اللعبة أصبحت ظاهرة في غزة، والناس تحبها وتقبل على تشجيعها، لكن الأصعب أن نوفر أحذية سكيت بورد. لن نستسلم، سنحاول إيجاد الحل». أما طالبة قسم الهندسة الإلكترونية في جامعة الأزهر إيمان، فتبدي إعجابها وهي تتابع المتزلجين.

وتقول: «سأبث مقاطع فيديو سجلتها بهاتفي الجوال على (يوتيوب) و(فيس بوك)، للشباب وهم يمارسون السكيت بورد لأساعدهم في إيجاد حلول». وتضيف: «سنجد جهة تتبنى هؤلاء الشباب الطامحين لمشاركة دولية وتوفر لهم ما يلزمهم». ويبدو أحمد حمدونة، (19 عاما)، أوفر حظا. فقد حصل على الحذاء من والده الذي أهداه إياه في عيد ميلاده العام الماضي. ويوضح الشاب ذو الشعر الطويل: «بدأت اللعب وأنا صغير وتعلمت عبر الإنترنت».

ويضيف: «أذهب مع أصدقائي للعب في الشارع أحرارا، لكن الشرطة أحيانا تمنعنا لأننا نعطل حركة المرور، المشكلة أنه لا يوجد ناد يحتضننا».

ويؤدي الشاب، وهو من سكان حي تل الهوى غرب غزة، مع رفاقه عروضا متنوعة، يحرص بعض المعجبين على متابعتها مساء كل يوم خميس.

ويشير رامي زقوت الذي اصطحب طفليه الاثنين (4 و6 سنوات) على دراجته النارية ليتفرج على اللعبة الجديدة للتسلية، بدهشة وسعادة إلى استخدام اللاعبين دراجته النارية كحاجز للقفز عنه، حيث قام بالتقاط صور تذكارية. وباتت هذه اللعبة تنتشر في القطاع شبه المنعزل عن العالم.