150 فنانا من 38 بلدا يطلقون فعاليات الدورة الـ55 من «بينالي البندقية»

عدة دول عربية مشاركة .. والمرة الأولى للبحرين والكويت

أعمال في معرض «القصر الموسوعي» (أ.ف.ب)
TT

سترفع فينيسيا الستار أخيرا عن «بينالي الفنون رقم 55»، الذي يفتح أبوابه للجمهور غدا، ولكن كان للمشتغلين بالفنون والصحافة سبق النظرة الأولى لمشاركات الدول المختلفة في دورة هذا العام. وكالعادة، امتلأت طرقات المدينة العائمة بأفواج الزائرين سواء من السياح أو ممن قصدوها لحضور العرض الخاص لفعاليات البينالي، وإن كان زوار البينالي تميزوا عن غيرهم بأحمال من الكتيبات والخرائط الإرشادية.

دورة هذا العام تحتفل أيضا بانضمام عشر دول للمرة الأولى مثل الفاتيكان والمالديف وجزر الباهاما وباراغواي، ومن العالم العربي تشارك البحرين والكويت لأول مرة لتنضمان إلى الدول العربية الأخرى المشاركة وهي مصر ولبنان والإمارات العربية المتحدة والعراق، وللأسف غابت السعودية عن هذه الدورة رغم النجاح الذي صادف مشاركتها الأولى منذ عامين.

وعلى الرغم من عدم المشاركة الرسمية من سوريا، فإن الجناح السوري تحول إلى مساحة حرة تقدم عرضا خاصا يشارك فيه 17 فنانا من إيطاليا ودول البحر المتوسط تحت عنوان «الفن يا صديقي العزيز».

أكثر من 150 فنانا يشاركون في البينالي الذي ما زال يجذب الفنانين للمشاركة فيه منذ انطلاقه في عام 1895، ومن لم ينجح في الدخول لصالات العرض الرسمية، حاول الوجود في فينيسيا عبر معرض خاص أو جماعي مع عدد من الفنانين.

بفخر يشير قيم البينالي ماسيميليانو غيوني إلى معرض هذا العام: «كل عامين نحاول أن نقدم رؤية للعالم لكنه دائما صعب المراس». ولكن يبدو أن العالم الذي يهرب من الاختزال في معرض دولي، يحضر لأرض المعارض بشكل مختلف؛ إذ تتولى إبراز جوانبه المختلفة أجنحة الدول. يشير غيوني إلى ذلك في حديثه لوكالة «رويترز»: «الأجنحة الدولية في نظري رائعة، فهي تقدم لنا لمحات من التنوع العالمي».

ويبدو أن جناح الفاتيكان التي تشارك هذه الدورة للمرة الأولى يقدم تجسيدا لفكرة غيوني؛ إذ يضم الجناح أعمالا معاصرة تختلف كلية عن الروائع الكلاسيكية التي تضمها جدران متحف الفاتيكان. يقدم الجناح الذي يحمل عنوان عام هو: «في البداية» أعمالا مستلهمة من سفر التكوين، وأعمالا لـ«استوديو أزورو» وهي مجموعة لفنانين إيطاليين يستخدمون وسائط جديدة، وجوزيف كوديلكا، وهو مصور تشيكي، ولورانس كارول، وهو رسام أميركي أسترالي المولد.

وكسرا للمتوقع أيضا، يقدم جناح جزر الباهاما، عرضا فنيا يتعارض كلية مع الصورة النمطية للجزر بجوها الدافئ.. العرض للفنان تافرز ستراشان الذي صور في فيلم فيديو رحلته إلى القطب الشمالي، وإلى جانب الفيديو عرض كتلتين من الثلج؛ إحداهما أحضرها معه من القطب الشمالي، والأخرى صنعت خصيصا على هيئة دب قطبي.

معرض هذا العام يقام تحت عنوان: «القصر الموسوعي»، ويقدم أعمالا لـ150 فنانا من 38 بلدا.. بعض الأعمال الراسخة التي تمثل محطات فنية للقرن الماضي، والباقي تم تنفيذه حسب تكليف من القيمين على البينالي هذا العام. ويعلق باولو باراتا، رئيس البينالي، على الأعمال المختارة بقوله: «على مر السنين، قام القيمون على بينالي البندقية في إطار حرصهم على تقديم الأعمال المعاصرة، بوضع تلك الأعمال في إطار تاريخي أو بشكل يبرز العلاقات والصلات المتبادلة بين الماضي والفنان المعاصر. في الوقت نفسه، تم تركيز الاهتمام بشكل متزايد على كثافة العلاقة بين العمل الفني والمشاهد».

وإلى جانب الأجنحة الرسمية، هناك جدول حافل بالمعارض التي تقام على هامش البينالي، بالإضافة إلى الأنشطة الفنية المتعددة التي تستغل وجود العدد الهائل من الزوار لتقدم الجديد. كما يقدم ضمن مظلة البينالي 47 حدثا تدعمها مؤسسات ربحية وأخرى غير ربحية تتناثر أماكن إقامتها في أنحاء المدينة. من تلك الفعاليات العرض الأوبرالي «مدام بترفلاي» للموسيقار جياكومو بوتشيني الذي يقدمه مسرح فينيسيا بالتعاون من البينالي، ويقدم من خلاله معالجة جديدة للعرض ذائع الصيت، تقدمه فرقة يابانية.

وتستمر النسخة الـ55 من معرض «بينالي البندقية للفنون» من 1 يونيو (حزيران) إلى 24 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبلين.