سعوديون يتسابقون لاحتراف الطبخ والفندقة

اليوم يشهد تخرج 361 طالبا في 8 تخصصات في المهنة

TT

تحولت مهنة الشيف أو الطباخ إلى وظيفة يتنافس عليها الشباب السعوديون بعد أن كانوا يرفضون العمل بها تماما سابقا. ويؤكد ذلك تخرج 361 طالبا في هذا المجال عشية اليوم في مدينة جدة غرب السعودية ضمن أول فوج لأكاديمية السياحة والفندقة في منطقة مكة المكرمة.

ويؤكد هيثم بن نصير رئيس مجلس إدارة الأكاديمية لـ«الشرق الأوسط» حجم الإقبال الكبير لطلب الالتحاق بالأكاديمية في العام المقبل في مختلف التخصصات وفي مقدمتها الطهي، مضيفا: «أن التدريب والدراسة ينتهيان بالتوظيف.. وأن تدريبهم تم بشكل جيد ودفع الصندوق الخيري التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية تكلفة الدراسة».

حفل التخرج اليوم من معهد الأكاديمية السعودية الدولية للسياحة والفندقة يرعاه وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين. الدفعة تتضمن 8 تخصصات مختلفة منها الطهي وإدارة المطاعم والاستقبال والسياحة والسفر، وأمضى هؤلاء عامين دراسيين كاملين.

وقال ابن نصير: «إن الخريجين أصبحوا مؤهلين بشكل مميز للعمل في مجالات تخصصاتهم، والشركات وظفتهم وتحمست لتوظيفهم لأنها تحتاج إلى مؤهلين ببرامج تطبيقية، خصوصا أننا في الأكاديمية ندربهم عمليا.. وهؤلاء يخضعون للتطبيق في مكتب مخصص في مبنى الأكاديمية أيضا».

الشاب السعودي سياف البيشي المتخصص في مجال الطبخ قال لـ«الشرق الأوسط»: «التحقت بدراسة هذا المجال بعد أن لاحظت قلة المتخصصين والمحترفين فيه، ويمكنني أن أتحرك بمرونة وأيضا الترقيات والفرص الوظيفية كثيرة والمردود المادي على المدى البعيد عال جدا».

ويستشهد البيشي بتجارب عالمية حققت شهرة وثروة من هذا المجال مؤكدا «أنا لن أتوقف عند هذا الحد بل سأواصل الاطلاع والدراسة والحصول على دورات حتى يتسنى لي تحقيق نجاح أكبر».

وأوضح البيشي أنه تعاقد مع أحد الفنادق الكبرى في جدة براتب 3500 ريال وأنه عرض عليه وظيفة إدارية في إحدى الشركات بضعف الراتب لكنه رفضها وسيستمر في هذا المجال لأنه يرى فيه المستقبل الذي سيحقق من خلاله طموحه وأحلامه.

ويقول ماهر بنتن خريج آخر «إن هذه المهنة أفضل بكثير من شهادة الجامعة التي لا تجد عن طريقها عملا مناسبا، فنحن درسنا الفندقة في الأكاديمية وأبرمنا عقود العمل قبل التخرج». وأضاف: «تعاقدت مع فندق في مدينة جدة وأعمل في المطبخ ولكن أبحث عن عمل آخر براتب أكبر في حين سأستمر في هذا العمل الذي يقدر فيه راتب 4500 ريال إلى أن أجد راتبا أعلى». مؤكدا على أن فرص العمل كثيرة في ظل الطلب على هذه التخصصات وعدم وفرة المحترفين.

يشار إلى أن مهنة الطبخ بدأت في السعودية تشهد إقبالا كبيرا بعد أن ارتفعت أسعار ومرتبات وأجور الطباخين المحترفين وخصوصا الذين يعملون في الفنادق الكبرى والشهيرة، الذين فاقت رواتبهم عشرات آلاف ووصل راتب أحدهم إلى 80 ألف ريال شهريا.

ويأتي ذلك في وقت دعا فيه في وقت سابق الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار رجال الأعمال إلى الاستثمار في التدريب والتعليم السياحي، ووجه بتقديم خبرات الهيئة في مجال التعليم والتدريب السياحي إلى الراغبين في الاستثمار في كليات ومراكز ومعاهد التعليم والتدريب السياحي. مشيرا إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من منشآت التعليم والتدريب السياحي لرفد قطاع السياحة المتنامي بالكوادر الوطنية المؤهلة.