«الليث».. كنز سياحي واستثماري سعودي واعد على ضفاف البحر الأحمر

تنشط فيها رياضة الغوص.. وآلاف يقصدون عينها الحارة.. وجزرها لا تزال بكرا

19 ألف سائح زاروا محافظة الليث خلال الأعوام الخمسة الماضية
TT

الزائر لمحافظة الليث في المملكة العربية السعودية يجد فيها كل المقومات السياحية، إذ تتربع هذه المحافظة على ضفاف البحر الأحمر على بعد 211 كيلومترا جنوب مدينة جدة، وهو ما يجعلها مقصدا لصيادي الأسماك، وهواة الغوص في مياهها الغنية بالشعاب المرجانية، إضافة إلى وجود عين مياه حارة فيها تجذب الآلاف سنويا، وجبال صخرية تصلح لرياضة التسلق، وليست بعيده عن رمال الصحراء التي تشهد إقبال هواة «التطعيس» (قيادة السيارات في الكثبان الرملية).

وتتمتع الليث التي يبلغ عدد سكانها نحو 200 ألف نسمة، بموقع استراتيجي، إذ لا تزيد المسافة التي تفصلها عن مكة المكرمة أكثر من 180 كيلومترا، كما أن يصلها بمحافظة الطائف طريقا عبر الجبال الخضراء، ويوجد فيها أقدم الموانئ في السعودية ويجري توسعته حاليا.

وينشط أهالي الليث في مجال صيد الأسماك والتجارة والتعليم والرعي.

وأكد المرشد السياحي، عبد الله محمد البصراوي، أن المحافظة شهدت قفزات خلال الأعوام الـ10 الأخيرة، خصوصا من ناحية جذب الاستثمارات، إذ يوجد فيها أكبر مشروع للاستزراع السمكي (الروبيان)، إضافة إلى مشاريع سياحية أسهمت بشكل كبير في استقطاب سياح من خارج المحافظة والبلاد أيضا.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»، أن في الليث جزرا متميزة أسهمت بشكل كبير في دفع عجلة السياحة نحو الأمام، إضافة إلى جبال الرازن جنوب مركز سعيا التي تتميز بالمرتفعات الصخرية المستخدمة في رياضة تسلق الجبال والمرتفعات، والرمال التي تصلح لرياضة التطعيس في المنطقة الواقعة من شرق الوسقة حتى مناطق بني هلال وما حولها شمالا، ويمكن الاستفادة منها في سباقات الدراجات النارية والسيارات.

ولفت البصراوي إلى أن آخر إحصاء صادر من الهيئة العامة للسياحة والآثار، أظهر أن نحو 19 ألف سائح زاروا محافظة الليث خلال الأعوام الخمسة الماضية، لممارسة رياضة الغوص والتعرف على مدينة السرين الأثرية وجبل الليث.

وأضاف أن محافظة الليث تعتبر منتجعا سياحيا مكتمل الشروط السياحية، إضافة إلى وجود المناشط البحرية توجد منطقة شرق الليث تسمى «غميقة»، فيها عين مياه حارة يزورها آلاف المرضى الذين يعانون التهابات المفاصل والروماتيزم سنويا.

وأضاف أن قرب الليث من محافظة الطائف وارتباطها بها من طريق الجبال أكسبها ميزة إضافية، إذ إن الزائر يمر عبر جبال ومرتفعات غنية بالغابات.

وأكد وفد سياحي اقتصادي زار الليث قبل فترة قريبة أنها تتمتع بمقومات اقتصادية أساسية واعدة، منها جزيرة جبل الليث والجزر البحرية المرجانية والصخرية التي تغطي مساحة أربعة ملايين متر وتتمتع بميزة فريدة على بعد 22 كيلومترا تقريبا من شاطئ مدينة الليث، وتعتبر موطنا لعدد كبير من فصائل الطيور البحرية، وتنمو فيها أشجار الأراك، ما يجعلها موقعا مثاليا للمرافق السياحية، إضافة إلى وجود جزيرة سلاب التي تغطي مساحة تزيد على ثلاثة كيلومترات مربعة، ولها ممر بحري من الشرق بعرض 221 مترا، مقابل شاطئ محافظة الليث. وتقدر المساحة الإجمالية للجزر بـ10 ملايين متر مربع تقريبا.

إلى ذلك، أوضح محمد عبد العزيز القباع، محافظ الليث، أن ميناء الليث المزمع إنشاؤه جنوب المحافظة سيحولها إلى أهم منطقة اقتصادية على ساحل البحر الأحمر بعد ميناء جدة الإسلامي الذي يبعد عنها 220 كيلومترا، إذ سيعمل الميناء على عدة أطر دولية عالمية وداخلية محلية، وغالبا ما سيجري تحويل مسار استيراد السيارات وسفن الحبوب والبضائع العامة وسفن المواشي إليها.

وقال القباع: «إن ميناء الليث سيتيح الفرصة للاستفادة من أرصفة تلك السفن وتجهيزها لاستقبال سفن الحاويات، بصفتها السفن التي تسعى الموانئ العالمية للمنافسة على خدمتها».

وأكد أن إنشاء هذا الميناء يعد إضافة اقتصادية لمنظومة الموانئ السعودية ودليل على قوة اقتصاد المملكة، إذ يخدم محافظة الليث والمحافظات والمدن والقرى القريبة منها، كما سيمارس دوره القديم الذي تميز به وهو استقبال حجاج بيت الله الحرام القادمين من أفريقيا والقرن الأفريقي.

ولفت إلى أن ميزانية مشاريع المحافظة تجاوزت ثلاثة مليارات ريال ركزت على البنية التحتية للطرق والخدمات الصحية والتعليمية والكهرباء والمشاريع البلدية، مؤكدا أن تخطيطا يجري لإنشاء مدينة غذائية ومناطق صناعية كبيرة.

وتوقع مصدر مطلع في الهيئة العامة للسياحة والآثار في منطقة مكة المكرمة، أن تحقق مشاريع الاستثمار السياحي في الليث والقنفذة فوائد اقتصادية تتمثل في توفير فرص العمل وجذب استثمارات كبيرة تؤدي إلى إحداث نقلة تنموية في المنطقة بشكل عام، مؤكدا أن السياحة من أكثر القطاعات الاقتصادية توفيرا للوظائف، كما تتضمن الكثير من فرص التطور المهني التي ستكون عونا للمواطنين لرفع مستواهم الاقتصادي والتنموي والوظيفي.